قداسة البابا تواضروس الثاني في العظة الأسبوعيّة الأولى من حلقات "قاموس الزيجة": الإحتواء

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة، عظته الأسبوعيّة في اجتماع الأربعاء 28 أيلول/ سبتمبر 2022، من كنيسة السيّدة العذراء والقدّيس الأنبا بيشوي في الكاتدرائيّة بالعباسيّة، وبُثّت العظة عبر القنوات الفضائيّة المسيحيّة وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.

بدأ قداسته سلسلة تعليميّة جديدة بعنوان "قاموس الزيجة"، وتناول أوّل حلقاتها عن "الإحتواء" كأحد كلمات النجاح الزيجي، من خلال المزمور ٩١، وتحدّث عن الإحتواء من خلال ثلاث صور:

السيّد المسيح على الصليب يحتوي المسكونة كلّها.

آدم كان يحتوي حواء كأحد ضلوعه.

حوّاء تحتوي كلّ إنسان يولد.

وأشار إلى أنّ صور "الإحتواء" في الأسرة من خلال:

١- الستر:
في التعامل مع الآخر حتى وإن كان به ضعفات أو عدم قبول لشخصك، كما فعل السيد المسيح مع المرأة السامرية، “حَسَنًا قُلْتِ… هذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ” (يو ٤: ١٧، ١٨)، وبهذه الرقة معها صارت كارزة في بلدها، فإذا شعر الإنسان بستر الله له ستتدفق الرحمة من القلب.

٢- الاحتمال:
في احتمال الآخر واحتمال الأبناء في مختلف مراحل عمرهم، كما فعل السيد المسيح مع بطرس الرسول، “فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا” (لو ٢٢: ٦٢)، “«يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ارْعَ غَنَمِي” (يو ٢١: ١٧)، والتغاضي عن الهفوات.

٣- طول الأناة:
في النضوج وتحمل المسؤولية، “مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ” (مت ١٩: ٥)، كما فعل السيد المسيح مع شاول الطرسوسي الذي صار بولس الرسول تلميذًا للسيد المسيح، “«يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟»” (أع ٩: ٦)، طول الأناة على الأبناء بالممارسة والحياة.

٤- الرحمة:
الرحمة في وقت الأزمة، “«مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ!» … أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟ … «وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا»” (يو ٨: ٧، ١٠، ١١)، بالإنسانية بدأت هذه المرأة حياة جديدة، التعامل مع الأزمة بحكمة ورحمة تستطيع كسب الكل.

٥- الطمأنينة :
عدم جرح الآخر وبث روح الطمأنينة في المحيطين، والتغاضي عن الماضي، “وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ” (لو ١٥: ٢٠)، هذه الصورة يحتاجها الجميع، بكلمة حلوة أو ابتسامة، أو باقتراح لحل مشكلة معينة، بالصلاة معًا.

وتعد هذه السلسلة هي ثاني السلاسل التعليمية الخاصة بالأسرة المسيحية، وذلك بالتزامن مع إطلاق عام "أسرتي مقدّسة"، الّذي جاء كتوصية من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جلسته العامة، التي عُقدت يوم ٩ حزيران/ يونيو الماضي، وترسيخًا لمبادئ وقيم الأسرة المسيحية السوية.

قداسة البابا توضاروس الثاني عن أسقفيّة الخدمات: كيان كبير يخدم ويقدم نموذجًا رائعًا للخدمة المنظمة والناجحة المنتشرة في كل ربوع مصر.

أكّد قداسة البابا أن أسقفيّة الخدمات العامة والاجتماعية هي كيان كبير يخدم ويقدم نموذجًا رائعًا للخدمة المنظمة والناجحة المنتشرة في كل ربوع مصر، وأنه توالى على مسؤولية الإشراف عليها العديد من أحبار الكنيسة. ولفت إلى أنه من الأشياء الجميلة أن يوجد تعاون مع أسقفية الخدمات وجهات كثيرة في الدولة.

جاء ذلك خلال اجتماع الأربعاء الأسبوعي الّذي عقده قداسة البابا تواضروس الثاني في كنيسة السيّدة العذراء والقدّيس الأنبا بيشوي في الكاتدرائيّة المرقسيّة بالعباسيّة مساء يوم الأربعاء 28 أيلول/ سبتمبر 2022. وقال قداسة البابا:
"غدًا وبعد غد مناسبة هامة جدًّا، وهي مناسبة احتفال الكنيسة بأسقفية الخدمات ومرور ٦٠ سنة على إنشائها. أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية وهذه الأسقفية أنشأها قداسة البابا كيرلس السادس، وسام لها أول أسقف هو الأنبا صموئيل الذي استشهد في حادث المنصة عام ١٩٨١، والذي ظل ما يقرب ٢٠ سنة يقود هذه الأسقفية باقتدار بالغ جدًّا، وقام بأعمال عظيمة جدَّا، والحقيقة كان محبوبًا في مصر ومن البابا كيرلس وأيضًا محبوبًا من كل الهيئات الخارجية والتعاون مع الكنائس الموجودة في العالم، وعبْر تاريخ الأسقفية مرَّ عليها عدد من الآباء الأساقفة والمطارنة، المتنيح الأنبا أثناسيوس والذي كان مطرانًا لبني سويف، وقاد الأسقفية لشهور معدودة، وأيضًا الأنبا سيرابيون ظل مسؤولًا عن الأسقفية لمدة ١٠ سنوات، ثم الأنبا يوأنس والذي ظل حوالي ٢٠ سنة، وحاليًا المسؤول عن الأسقفية الأنبا يوليوس منذ ٧ سنوات، ومعه فريق عمل كبير. الاحتفال بمرور ٦٠ سنة على كيان كبير يخدم ويقدم نموذج رائع للخدمة المنظمة، والخدمة الناجحة والخدمة المنتشرة في كل ربوع مصر. ومن الأشياء الجميلة أنه يوجد تعاون مع أسقفية الخدمات وجهات عديدة في الدولة، وهذا تعاون مشترك جميل، وكما شاهدنا من عدة أيام احتفالية “بنت الملك”، وهو أحد مشروعات الرعاية الاجتماعية، وهذا المشروع تحت مظلة أسقفية الخدمات، وهذه مناسبات طيبة نعيش بها ونتمتع بها، ونشكر ربنا عليها"…

هذا الخبر نُشر على الموقع الرسمي للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا يوقّع اتّفاقيّة إنشاء النيابة البطريركيّة اللّاتينيّة في نيقوسيا، قبرص

Next
Next

ريسيتال مريمي طقسي لمناسبة مهرجان كنيسة سلطانة الورديّة في بغداد