كلمة غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، في مؤتمر صرخة للسّلام لجماعة سانت ايجيديو: العيش معًا: درس الوباء

العيش معًا: درس الوباء

المونسنيور نؤيل فرمان السناطي/ روما

دعا غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، إلى تعزيز التنوّع الثقافي والديني كطريق لبناء السّلام، مؤكّدًا على أهميّة الجهود الّتي بذلتها البلدان والأديان في التقارب والتضامن لدرء الخطر المباشر للوباء. وهذا كان عاملًا لتوحيد البشريّة، وهو ذاته ينبغي أن يكون المهماز لإحلال السّلام، وفيما يلي يأتي النصّ العربي للكلمة الّتي ألقاها نيافته بالإيطاليّة:

اسمحوا لي أن أشكر جماعة سانت ايجيديو Sant’Egidio على هذا الإجتماع من أجل السّلام بعنوان "صرخة السّلام" هو صرخة أمل للبشريّة في الوطن، لا سيّما في وضع عالمي مثلما هو اليوم ممّا يشكّل مصدر قلق كبير. لنأخذ، على سبيل المثال، الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فضلًا عن التوتّرات الشديدة والصّراعات الفوضويّة الّتي نشهدها في الشرق الأوسط، والّتي هي أيضًا مرعبة. فإنّ عدد القتلى والجرحى مرتفع، والعديد من المدارس والجامعات أغلقت أبوابها، وحياة المواطنين الأبرياء هي شبه مشلولة. إنّهم يعيشون في حالة من الذعر ولا يعرفون ما سيأتي به الغد، وهذا حق أمر رهيب!

السلام عملية تثقيفيّة

لبناء السلام ، علينا تعزيز التنوع الثقافي والديني ، والتقارب والتضامن وجهود جميع البلدان والأديان لدرء الخطر المباشر للوباء! هذا ما تعلمناه بشأن الوحدة الدولية في ظروف الوباء،  بهذه الوحدة الدولية عينها، يجب التحرك لوضع حد للحرب السخيفة بين روسيا وأوكرانيا ، والشيء عينه بالنسبة للحروب الأخرى. فلنا أن نختار الحوار الدبلوماسي والسلام لحل المشاكل وليس استخدام السلاح.

ذلك ان السلام لا يمكن أن يتحقق بدون الاحترام والمحبة والأخوّة ، وكذلك تضامن كافة الأفراد والشعوب ، والعمل من أجل الأمن والرفاه العام للجميع.

السلام ، في الواقع ، هو عملية تثقيفية. للبلوغ إليه ، ينبغي تدريب النفس والمضي في التنشئة الذاتية. لا شك ان السلام هو أيضًا تحدٍ ، لكن اختلافاتنا في الوقت عينه، وكل ما يبدو أنه تفرقنا ، من شأن كل هذا، ان يجعلنا مكملين بعضنا البعض. ذلك ان لكل منا ومن بلداننا موهبة يفيد بها المجتمع ككل.

إننا نعيش في عالم جديد يلزمنا على القبول بإبراز أهمية التنوع وبما يتماشى مع النهج العالمي الذي يتطلع إلى المساواة في حقوق الإنسان واحترام حرية فرد وكرامته.

بناءً على هذه الاختلافات ، وعلى أوجه التكامل هذه ، فإننا نعتمد بشكل طبيعي على بعضنا البعض: عندما أعلم أنني بحاجة إلى جاري ، فإني أعطي له مزيدًا من الاهتمام بما يعزز العيش بسلام معه. يتعين علينا اليوم ، أن نخرج من ذواتنا للعمل بطريقة بسيطة وملموسة ، بأجواء الصداقة ، لبناء السلام: “طوبى لصانعي السلام!” يقول يسوع (مت 5 ، 8).

التنوّع في عدّة مستويات

لبناء السلام في مجتمعاتنا ، فإن تطوير المواطنة الحقيقية شرط ضروري للتعايش المتناغم. هذا ما يفسر أن أولئك الذين يغادرون بلادهم للمجيء إلى الغرب يطالبون بالحقوق والكرامة. والحال يتم التعايش على عدة مستويات:

– على الصعيد الديني ، نؤمن جميعًا بإله واحد ، حتى لو اختلفت تعابيرنا.

– اجتماعيًا ، نحن جميعًا إخوة تحت مظلة الإنسانية.

-من الناحية السياسية ، نحن جميعًا مواطنون على نفس الكوكب.

ومع ذلك ، فقد شوه التطرف الديني التعايش ، وأدى التعصب السياسي إلى هدم الفسيفساء البشرية ، ودمر الفساد المجتمع … ما نحتاجه هو تعليم قوي بشأن التنوع كثروة. لا حرج في “أن تكون ما أنت عليه” ، ولكن المهم هو العيش بسلام والتعاون مع الآخرين ، واحترام وتكريم الصالح العام…

هذه الكلمة نُشرت على موقع البطريركيّة الكلدانيّة في بغداد، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

الكليّة الإكليريكيّة بالمعادي تنظّم ندوة لمنشّطي الدعوات

Next
Next

محاور ندوات اليوم الثاني لمؤتمر سانت ايجيديو عن الصرخة للسّلام