المونسنيور بيوس قاشا يُصدر كتابًا يوثّق زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى العراق
أبونا:
أصدر راعي كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك في المنصور بالعاصمة العراقيّة بغداد، المونسنيور بيوس قاشا، في السادس من آب الفائت (الذكرى السابعة لتهجير أبناء سهل نينوى)، كتابًا جديدًا يتناول زيارة قداسة البابا فرنسيس التاريخيّة إلى العراق، من 5 وحتّى 8 آذار/ مارس 2021.
ويتناول الكتاب بصفحاته الـ504 المميّزة الزيارة البابوية إلى بلاد الرافدين خطوة خطوة، مع كل ما قيل بصدد الزيارة المباركة، ليكون بذلك كتابًا توثيقيًا مهمًا لزيارة تاريخيّة في غاية الأهميّة. وبإمكانكم اقتناء نسخة من الكتاب مجانًا من كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك في المنصور، بغداد.
وفيما يلي كلمة تقديم الكتاب، والتي كتبتها المهندسة آن سامي مطلوب:
"تاريخ وزيارة... البابا في العراق"... إنه عنوان صغير لرحلة كبيرة... إنها رحلة تاريخية إلى عراق الرافدين الجريح، بلاد ما بين النهرين التي تُعَد المهد الأول للعلوم والمعتقدات الدينية والعقائدية كونها مهد الأنبياء والأوصياء، وهي أرض كل الديانات المسيحية واليهودية إضافة إلى الإسلام، وقد أراد البابا المجيء إليها حاجًّا ليقول لنا "إنه خاطئ" و"إنه يحمل المحبة والتسامح". جاء قداسته ليضع بعض النقاط فوق حروفها، فمجيئه فرصة نادرة الوجود، فهي وقفة رجل مُحب مع شعب متأمل منذ عقود من الحروب والقتال وسنين التقشف والحصار، من تفجيرات القاعدة واضطهاد الدولة الإسلامية (داعش)، ثم من الطائفية وضياع الوطن وسلاح الميليشيات وعدم التفاهم والمصلحة الخاصة والأنانية الكبريائية والكراهية التي زُرعت، وأخرى ليقول لنا "احملوا التسامح والغفران، وحجّوا إلى أور لتُدركوا أنكم أبناء بلد واحد".
نعم... كانت الزيارة وكان قرارًا جريئًا، حيث تحدى قداسته ظروف الصراعات السياسية وحالته العُمرية ليتفقّد إخوته ويُصلح الصورة السيئة لهذه المنطقة، حاملاً رسائل عدة إلى المجتمع الدولي والداخلي والإقليمي، كما حمل الرجاء بدل الإحباط من أجل شفاء جراح العراقيين ليكفّر عن الذنوب، فالكبير ليس مَن يهتف له الشعب بل مَن يرحم الناس، والغني عند اللّه هو مَن يعطف ويحب أخاه الإنسان وليس مَن يهتف له الجمهور. فسجلات التاريخ لا تُحفَظ بلقاءات عابرة إلا بالقدر الذي حملته من دلالات في تاريخ مسيرة الشعوب والدول والحضارات.
إنّ زيارة البابا فرنسيس إلى أرض الرافدين رسالة سامية أعطتها السماء لأبناء هذا البلد الحضاري والذي كان له دور في دعوة إبراهيم حيث منه انطلقت مسيرة الدعوة والطاعة لرب السماء. فما علينا إلا أن نكون أمناء لهذه الرسالة وأوفياء بعضنا لبعض، فالحياة كُتبت لِمَن يحب، فالمحبّة من اللّه، واللّه هو المحبة …
هذا النصّ نُشر على موقع أبونا، لقراءة المزيد إضغط هنا.