قداسة البابا فرنسيس يشجّع بطاركة الشرق الكاثوليك على أن يكونوا حرّاسًا وشهودًا للأصول الرسوليّة الأولى

قداسة البابا فرنسيس يشجّع بطاركة الشرق الكاثوليك على أن يكونوا حرّاسًا وشهودًا للأصول الرسوليّة الأولى (Vatican Media)

قداسة البابا فرنسيس يشجّع بطاركة الشرق الكاثوليك على أن يكونوا حرّاسًا وشهودًا للأصول الرسوليّة الأولى (Vatican Media)

وجه قداسة البابا فرنسيس هذا الأحد رسالة إلى بطاركة الشرق الكاثوليك تطرق فيها إلى تكريس المنطقة للعائلة المقدسة لافتا إلى أن هذا الحدث يدعو الجميع إلى إعادة اكتشاف دعوتهم أي أن يكونوا مسيحيّين في الشّرق الأوسط: ليس فقط بأن يطالبوا بالاعتراف العادل لحقوقكم كمواطنين أصليّين في تلك الأراضي الحبيبة، بل أيضًا بأن يعيشوا رسالتهم، رسالةَ حراس وشهود للأصول الرسوليّة الأولى.

كتب البابا فرنسيس في رسالته إلى بطاركة الشرق الكاثوليك: إخوتي الأعزّاء في المسيح، قبلت بسرور الدعوة التي وجهتموها إليّ لأن أنضم إليكم في هذا اليوم الخاص، الذي فيه يحتفل كلّ واحدٍ منكم بالقدّاس الإلهي مع مؤمنيه للابتهال إلى الله ولطلب نعمة السّلام في الشّرق الأوسط وتكريسه للعائلة المقدسة.

منذ بداية حبريتي، كتب البابا، حاولت أن أكون قريبًا منكم في آلامكم ومعاناتكم، أولًا لمّا ذهبت حاجًّا إلى الأرض المقدسة، ثم إلى مصر، والإمارات العربيّة المتحدة، وأخيرًا قبل بضعة أشهر إلى العراق. ثمّ لمّا دعوت الكنيسة كلّها للصلاة والتضامن الفعليّ من أجل سوريا ولبنان، اللتين امتحنتهما الحرب وعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. وأتذكر جيدًا لقاء 7 تموز يوليو 2018 في باري. وأشكركم لأنّكم بلقائكم اليوم تُعدون القلوب لدعوة الأوّل من تموز يوليو المقبل في الفاتيكان، مع جميع رؤساء كنائس بلد الأرز.

مضى الحبر الأعظم إلى القول إن العائلة المقدسة، يسوع ويوسف ومريم، التي اخترتموها لتكريس الشّرق الأوسط لها، تمّثل جيدًّا هويتكم ورسالتكم. لقد حفظت أوّلًا السرّ وهو أنّ ابن الله صار جسدًا، وتكوّنت حول يسوع ومن أجله. مريم العذراء أعطتنا يسوع، بقولها "نَعم" لبشارة الملاك لها في الناصرة، ويوسف قَبِلَهُ، وقد كان في أثناء النوم أيضًا يُصغي إلى صوت الله، ولمّا استيقظ من نومه، كان مستعدًا أن يتمم مشيئة الله. يسوع هو سرّ التواضع والتجرّد، كما ظهر في ولادته في بيت لحم، حيث اعترف به الصغار والبعيدون، لكن هدَّده أصحاب السلطان في الأرض، وكان تعلقهم بالسلطة أقوى من أن يروا ويندهشوا أمام تتميم وعد الله. فقام يوسف ومريم، وتوجها إلى مصر، ليحافظا على الكلمة المتجسّد، وجمعا بين تواضع الولادة في بيت لحم وفقر الناس الذين يُجبَرون على الهجرة. وبهذه الطريقة، ظلَّا مخلصَيْن لدعوتهما، واستبقا على غير عِلم منهما، مصير الإقصاء والاضطهاد الذي كان نصيب يسوع لمّا بلغ. إلّا أنّ هذا المصير نفسه سيكشف عن جواب الآب في صباح يوم القيامة.

تابع البابا فرنسيس رسالته إلى بطاركة الشرق الكاثوليك قائلا إن التكريس للعائلة المقدسة يدعو أيضًا كلّ واحد منكم، أفرادًا وجماعات، إلى أن تُعيدوا اكتشاف دعوتكم أن تكونوا مسيحيّين في الشّرق الأوسط: ليس فقط بأن تطالبوا بالاعتراف العادل لحقوقكم كمواطنين أصليّين في تلك الأراضي الحبيبة، بل أيضًا بأن تعيشوا رسالتكم، رسالةَ حراس وشهود للأصول الرسوليّة الأولى. خلال رحلتي إلى العراق، استخدمت في مناسبتين صورة البساط، التي تَعرف أن تنسجها الأيدي الماهرة لرجال ونساء الشّرق الأوسط، فتصنع أشكالًا هندسيّة دقيقة وصورًا ثمينة، وهي ثمرة تشابك العديد من الخيوط التي تصبح تحفة فنيّة لأنّها معًا جنبًا إلى جنب. إن نجح العنف والحسد والانقسام في نزع خيط واحد من تلك الخيوط، يصبح الكلّ جريحًا ومشوَّهًا. في تلك اللحظة، لا يمكن للمشاريع والاتفاقيات البشريّة أن تفعل شيئًا يُذكر إن لم نثق بقدرة الله الشافيّة. لا تحاولوا أن تروُوا عطشكم من ينابيع الكراهية السامة، بل دعوا أخاديد حقول قلوبكم ترتوي من ندى الرّوح، كما فعل القدّيسون العظماء في تقاليدكم المختلفة، القبطية والمارونيّة والملكية والسّريانيّة والأرمنيّة والكلدانيّة واللاتينيّة.

كم من الحضارات والسلطات نشأت وازدهرت ثم سقطت، مع أعمالهم الرائعة وفتوحاتهم على الأرض: كلّ شيء مضى. أمّا كلمة الله، بدءًا من أبينا إبراهيم، فقد استمرت وبقيت مصباحًا أنار وما زال ينير خطواتنا …

هذه الرسالة نُشرت على موقع فاتيكان نيوز، لقراءة المزيد اضغط هنا.

Previous
Previous

الإحتفالات بعيد مار توما الرسول في بغداد، وهو عيد البطريركيّة الكلدانيّة والكنيسة الكلدانيّة

Next
Next

غبطة البطريرك يوحنا العاشر يجول على القيادات الروحيّة الإسلاميّة في لبنان