غبطة البطريرك الرّاعي زار القرى المارونيّة المهجّرة في القطاع التركيّ من جزيرة قبرص

في إطار زيارته الرعويّة الى جزيرة قبرص زار غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، يوم السّبت ٤ كانون الأوّل/ ديسمبر ٢٠٢١ ، القرى المارونيّة المهجرة من القطاع التركي شمال قبرص، وقد رافقه عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، وممثّل الموارنة في البرلمان القبرصي جون موسى، وحشد من ابناء تلك القرى الى جانب الوفد اللبناني من الرابطة المارونية ورابطة قنوبين للرسالة والتراث وتجمع موارنة من أجل لبنان.

رعية ايا مارينا:

المحطة الاولى من الزيارة كانت في رعية ٱيا مارينا حيث رحب مختار القرية باستيليس حاجي فاسيس بغبطته وقال:"

نشكر اهتمامكم ونصلي ليوفقكم الله بجهودكم المتعلقة بهذه القرية وبكل موارنة قبرص، ولتتوج مساعيكم مع قداسة البابا وسائر المرجعيات بتسهيل عودتنا الى قرانا وترميم بيوتنا واستئناف حياتنا الطبيعية فيها لان استمرار الوضع على ما هو عليه ينهي الوجود الماروني في الجزيرة العائد لالف سنة مضت. "

ثمّ ألقى الخوري يوسف اسكندر كلمة قال فيها:"

سنة ١٩٧٤ تهدمت هذه القرية ولكن لن نفقد الأمل بالعودة اليها مجددا وهي شاهدة على تاريخ من الالام والصعوبات نستعيد معها ما تحمله اباؤنا واجدادنا في وادي قنوبين، نطلب منكم متابعة المساعي والتدخل ليعود اهلنا الى هذه الامكنة المهجورة وممارسة حرية العبادة والعيش بكرامة، ٱملين التمكن من ترميم البيوت واعادة الحياة اليها".

ثمّ كانت كلمة لسيادة المطران سليم صفير مما جاء فيها:

"نرى في وجهكم يا صاحب الغبطة حارس الكنيسة المارونية والراعي الصالح الذي يرى في أرض قرانا المارونية المقدسة ومنها ٱيا مارينا، وننتظر بفارغ الصبر ترميم كل القرى المارونية ومنها ٱيا مارينا منها ونرى أن زيارتكم هي زيارة رجاء".

ختامًا تحدّث غبطة البطريرك الرّاعي قائلًا:

“بالرغم من الحزن الواضح على الوجوه والبيوت نحن ابناء الرجاء، اننا نزور ايا مارينا للمرة الثانية وفي المرتين عندما نرى البيوت ندمع حزنا، الا اننا اليوم حين رأينا الكنيسة وقد رممتموها بإمكاني ان اعلن ان ايا مارينا بحالة قيامة.

ان ارض ٱيا مارينا هي ارض مقدسة قدستموها بجهود وتضحيات ابائكم واجدادكم ومنذ سنة ١٩٧٤ قدستموها بشهادة الالم والموت

اننا نتابع قضيتكم لدى كل المرجعيات الدولية وانتم بقلبنا دوما وبصلاتنا ومن يصبر الى المنتهى يخلص."

كما تطرق البطريرك الراعي الى دور الرهبانية اللبنانية المارونية منذ ١٧٣٥ في المنطقة لغاية اليوم مؤدية مع موارنة الجزيرة شهادة الحقيقة والألم".

ثمّ قدّم نائب رئيس لجنة الكنيسة نينوس جوزفيديس مجسم كنيسة ايا مارينا هدية تذكارية.

بعد ذلك قدّم بعض المشاركين ترانيم و أغان تراثيّة.

رعيّة مار ميخائيل - اسوماتوس

المحطة الثانية في الجولة كانت في أسوماتوس حيث زار غبطته كنيسة القديس ميخائيل واقام فيها الصلاة على نية أبنائها.

وقد القى كاهن الرعية واكيم شيحان كلمة رحب بها بغبطته على أرض اسوماتوس متمنيا ان تعود الحياة الطبيعية الى البلدة وان يعود اليها قلبها النابض.


ثمّ ألقى راعي أبرشية قبرص المارونية المطران سليم صفير كلمة قال فيها:

"أنّها المرة الثانية يا صاحب الغبطة تزورونا في هذه القرية اسوماتوس وأنا شخصيا كنت في المرة السابقة كاهنا لهذه الرعية والقرى المجاورة، واسمحوا لي أن اتذكر اليوم كلمات داوود المرنم" أنت عوني وخلاصي" وهو مزمور الرجاء وانتظار الخلاص للقرى المارونية مع أب روحي موجود مع ابنائه، فنحن شعب يسير وينتظر العودة الى هذه القرية كي يعيش الافخارستيا والقداسة في حياتنا اليومية كما هي عليه روحانية هذه الزيارة".

من جهّته ردّ غبطة البطريرك الرّاعي بكلمة شاكر قائلًا:

"أوصيكم بأن تحتفظوا بأيام الأعياد والمناسبات الكنسية بتكريم الرب في هذه الكنيسة وتكريم القديس ميخائيل، ومن الناحية العملية فإن وجودكم يوم الأحد في هذه الكنيسة يعني ضمنا أنكم تطالبون بحقكم الاساسي لأنكم اذا غبتم تكون الكنيسة فارغة وعندها سيشعر الٱخر بأنكم تعيشون اللامبالاة تجاه الكنيسة".

كما كانت كلمة لمختار أسوماتوس أبدى تعطشه وتعطش اهالي البلدة للعودة الى أسوماتوس مقدما للبطريرك هدية تذكارية عبارة عن مجسم لشجرة زيتون.


رعية الصليب - كرباشا

المحطة الثالثة من زيارة البطريرك الراعي كانت في رعية الصليب المقدس في كرباشا حيث اقيم لغبطته استقبال شعبي مهيب وسط حملة اغصان الزيتون وزينة الميلاد التي ارتفعت على الطريق المؤدية الى الكنيسة . وعلى وقع قرع الاجراس دخل البطريرك الراعي الى الكنيسة حيث اقام الصلاة على نية أبناء الرعية.

ثم كانت للمطران سليم صفير راعي أبرشية قبرص المارونية كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي مثنيا على زيارته الرعائية وجدد النداء من اجل العمل على عودة الحياة الى كرباشا والقرى المجاورة. وقال:"

 ان هذه الضيعة المارونية هي ضيعة مرتبطة بالصليب، والصليب محور حياتنا ولذلك نتمنى القيامة بعد الالام والتهجير خصوصا للقرى المارونية.

بدوره قال البطريرك الراعي في كلمته:" ان ذخيرة الصليب هي ضمانتكم وكأنه يسمع صوتكم دوما، طالما انا هنا انتم ستعودون الى هنا. ونحن نسعى جاهدين ونتابع مع كل المرجعيات الدولية ونطالبها بعودة المهجرين الموارنة الى قراهم وتوحيد الجزيرة ليعيش الجميع فرح اللقاء والاخوة. ان تضامننا معكم هو اهم اهداف زيارتنا لكم."

في ختام الزيارة، قدم الأب انطوان سكر هدية تذكارية عبارة عن مجسم الصليب.

رعية مار جرجس - كورماكيتس

المحطة الختامية لجولة البطريرك الراعي كانت في رعية القديس جرجس في كورماكيتس او كورماجيتي حيث أقيم لغبطته استقبال شعبي عند مدخل البلدة ورفعت اقواس النصر واغصان الزيتون وزينة الميلاد ابتهاجا وتهليلا.

عند وصوله الى الكنيسة استقبله كاهنا الرعية جوزيف طرطق ويوسف اسكندر، والاطفال باللباس الفولكلوري الشعبي وتراث البلدة احتفاء بالضيف الكبير.

ثم كرس الكنيسة بعد اعادة ترميمها وترأس القداس الالهي بمشاركة لفيف من المطارنة والكهنة بحضور السفير البابوي في قبرص والاراضي المقدسة المطران أدولفو ايلانا، القائم بأعمال السفارة البابوية في قبرص المونسنيور جورج بانمسوندل، وممثل الموارنة في البرلمان النائب جون موسى وحشد كبير من المؤمنين.

استهل القداس بكلمة القاها المطران سليم صفير مما جاء فيها:" جميعهم في هذه الضيعة يحبونك يا صاحب الغبطة، جميعهم يريدون ان تعود البيوت والقرى، جميعهم يريدون من غبطتكم المساعدة، الكل يحبك".

بعد تلاوة الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة رحب بها بالحضور والمشاركين وقال:"

في هذه الايام نحتفل باعياد ليتورجية وكنسية، الليتورجية هي عيدي القديسة بربارة ومولد يوحنا المعمدان، أما الاعياد الكنسية فهي زيارة البابا فرنسيي التي زرعت الرجاء في القلوب وحمل خلالها القضية القبرصية بصلاته. ثانيا: الزيارة الرعائية للبطريرك التي نظمها المطران سليم صفير الى الرعايا القائمة في شمال قبرص، في حين ان العيد الثالث هو عيد تكريس هذه الكنيسة ما يدل على ان هذه القرية تستعيد رويدا رويدا جمال بيوتها وأهلها مع سائر القرى المهجرة".

أضاف غبطته:" توجد مصابيح ثلاثة على كل واحد منا التمسك بها وهي مصباح العقل والارادة والقلب، والمصابيح الثلاثة يريدون زيت الايمان، الرجاء.

في ختام القداس، توجه المطران يوسف سويف راعي أبرشية قبرص للموارنة سابقا بكلمة شكر للرب على عمله بهذه الكنيسة وعلى حضور البابا فرنسيس والبطريرك الراعي في جزيرة قبرص، وتمنى للمطران الأبرشية الجديد سليم صفير خدمة ورسالة مثمرتين.

ثمّ تحدث عن المراحل التي مرت بها الكنيسة وصولا الى ترميمها مؤكدا أن الأهم كنيسة البشر …

هذا الخبر نُشر على موقع البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

غبطة البابا ثيودروس يترأّس القدّاس الإلهيّ إحتفالًا بعيد القدّيس سابا

Next
Next

الصِّدِّيقِ لِسَانُهُ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ، الدرس الرابع عشر من دروس الحكمة من قداسة البابا تواضروس الثاني