قداسة البابا فرنسيس يختتم زيارته إلى اليونان بلقاء مع الشّباب

هذا التقرير متوفّر أيضًا باللّغة الإنكليزيّة.

إختتم قداسة البابا فرنسيس زيارته إلى اليونان صباح يوم الاثنين 5 كانون الأوّل/ ديسمبر 2021، بلقاء مع الشباب في مدرسة القدّيس ديونيسيوس للراهبات الأورسوليّات في ماروسي، في أثينا. وتخلّلت اللّقاء كلمة للمسؤول عن رعويّة الشّباب في اليونان إضافة إلى شهادات لشباب.

قداسة البابا فرنسيس يختتم زيارته إلى اليونان بلقاء مع الشباب

وجّه قداسة البابا فرنسيس كلمة إستهلها شاكرًا الجميع على حضورهم ومعربًا عن سروره للقائهم في ختام زيارته إلى اليونان، وقال إنّه يغتنم هذه الفرصة ليجدّد إمتنانه على الإستقبال وكلّ العمل الّذي تمّ القيام به لتنظيم الزيارة. وتوقّف من ثمّ عند الشّهادات الثّلاث الّتي تخلّلها اللّقاء، وأشار بداية إلى الشهادة التي قدمتها شابة من الفيليبين تحدثت عن شكوكها المتكررة في الإيمان، وقال قداسة البابا فرنسيس: لا تخافوا من الشّكوك لأنّها ليست قلّة الإيمان. على العكس، الشكوك هي "فيتامينات الإيمان": فهي تساعد على تقويته، تجعله أكثر وعيًا ونضجًا، وأكثر استعدادًا للانطلاق، والمضي قدمًا بتواضع يومًا بعد يوم. وأضاف أن الإيمان مسيرة يومية مع يسوع الذي يمسك بيدنا ويرافقنا ويشجعنا، وحين نسقط يُنهضنا.

وتابع الأب الأقدس مشيرًا إلى أنّه أحيانًا، وأمام سوء الفهم أو مصاعب الحياة، وفي لحظات الوحدة أو خيبة الأمل، قد يقرع هذا الشك باب قلبنا:" قد أكون على خطأ..."، وأشار إلى أنها تجربة يجب أن نقاومها. يضع الشيطان هذا الشك في قلبنا ليوقعنا في الحزن. وتابع البابا فرنسيس: ما العمل عندما يصبح شك مثل هذا خانقًا، ولا يدعنا بسلام، وعندما نفقد الثقة ولا نعلم من أين نبدأ؟ وقال: يجب أن نجد نقطة البداية. هل تعلمون نقطة البداية للفلسفة، وأيضا للفن، والثقافة، والعلم؟ بدأ كل شيء بشرارة، باكتشاف، تشير إليه كلمة بليغة هي: thaumàzein التعجب، الدهشة. وأضاف البابا فرنسيس أن الدهشة ليست بداية الفلسفة فقط، بل أيضا بداية إيماننا. وأشار إلى أن جوهر الإيمان ليس فكرة، إنما هو واقع جميل جدا يتركنا منذهلين: إننا أبناء الله المحبوبون! لَنَا أبٌ يسهر علينا، ولا يتوقف أبدا عن محبتنا. الله لا يتعب أبدا من محبتنا. وتابع الأب الأقدس قائلا: وعندما تشعرون بخيبة أمل ممّا فعلتم، هناك دهشة أخرى يجب ألّا تضيّعوها وهي دهشة المغفرة. هناك تجدون وجه الآب وسلام القلب. وهناك يسكب محبته في عناق ينهضنا. كما وذكّر البابا فرنسيس بالكلمات الشهيرة المحفورة على واجهة معبد دلفي "اعرف نفسك"، وأشار إلى أن هذه الدعوة القديمة صالحة اليوم أيضًا: اعرف أنّ قيمتك بما أنت، وليس بما تملك.

وخلال الكلمة الّتي وجّهها توقّف قداسة البابا فرنسيس أيضًا عند الشّهادة الّتي قدّمتها شابة من أبرشية تينوس، وأشار إلى أنها كي تحدثنا عن حياتها تحدثت عن الآخرين، وذكّرت بداية بوالدتها وجدّتها اللّتين علّمتاها أن تصلّي وتشكر الله كل يوم. وأضاف أنها قدّمت لنا نصيحة مفيدة وهي أن نلجأ إلى الرب يسوع في كل شيء. ودعاهم إلى قراءة سفر أعمال الرسل حيث سيرون كم هناك من الأشخاص والوجوه واللقاءات: هكذا عرف يسوع آباؤنا بالإيمان. وتابع البابا فرنسيس مشيرا إلى أن الشابة قد تحدثت أيضا في الشهادة التي قدّمتها عن شخص ثالث مهم في حياتها، وهي راهبة أظهرت لها فرح "أن ترى الحياة كخدمة"، وقال إن خدمة الآخرين هي الطريق لبلوغ الفرح. الخدمة، التفاني من أجل الآخرين هو الجديد الذي يجعل الحياة شابة دائمًا. ودعا من ثم إلى عدم الاكتفاء باللقاءات الافتراضية، إنما البحث عن اللقاءات الحقيقية لاسيما مع الذين هم بحاجة إلينا، وأشار إلى أن كثيرين اليوم يستخدمون بشكل كبير وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنهم ليسوا اجتماعيين جدا: فهم منغلقون على أنفسهم، وأسرى الهاتف الخلوي في أيديهم …


هذا التقرير نُشر على موقع فاتيكان نيوز، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

الصِّدِّيقِ لِسَانُهُ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ، الدرس الرابع عشر من دروس الحكمة من قداسة البابا تواضروس الثاني

Next
Next

قداسة البابا فرنسيس يلتقي اللّاجئين في مركز ميتيليني في جزيرة لسبوس