في مقابلته العامة قداسة البابا فرنسيس يتحدّث عن الحريّة المسيحيّة

هذا النصّ متوفّر أيضًا باللّغة الإنكليزيّة.

"إنَّ حقيقة الإيمان ليست نظرية مجردة، بل هي حقيقة المسيح الحي، التي تلمس بشكل مباشر معنى حياتنا الشخصية اليومي والشامل" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في مقابلته العامة مع المؤمنين.

أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول نستعيد اليوم تأمّلنا حول رسالة القديس بولس إلى أهل غلاطية، والتي كتب فيها القديس كلمات خالدة عن الحرية المسيحية. ما هي الحريّة المسيحية؟ سنتوقّف واليوم عند هذا الموضوع: الحريّة المسيحيّة.

cq5dam.thumbnail.cropped.750.422.jpeg

تابع البابا فرنسيس يقول إنَّ الحرية هي كنز لا يُقدَّر حقًا إلا عندما يضيع. بالنسبة للكثيرين منا، الذين اعتادوا العيش في حرية، غالبًا ما تظهر الحريّة كحق مكتسب أكثر من كونه عطيّة وإرثًا ينبغي علينا أن نحافظ عليه. ما أكثر سوء الفهم حول موضوع الحرية، وكم هي مختلفة الرؤى التي تصادمت عبر مر القرون! في حالة أهل غلاطية، لم يكن بإمكان بولس الرسول أن يتحمّل أن يسمح هؤلاء المسيحيين، بعد أن عرفوا وقبلوا حقيقة المسيح، أن تجذبهم مقترحات خادعة، وتنقلهم من الحرية إلى العبودية: من حضور المسيح المحرر إلى عبودية الخطيئة والشريعة وما إلى ذلك. لذلك فهو يدعو المسيحيين إلى الثبات في الحرية التي نالوها في المعمودية، دون أن يسمحوا لـ "نير العبودية" أن يُخضعهم مرّة أخرى. إنَّ بولس دقيق جدًّا فيما يتعلّق بالحرية. وهو يدرك أن بعض "الإِخوَةِ الكَذَّابينَ" قد دسّوا نفسهم في الجماعة "لِيتجَسَّسوا – كما يكتب – حُرِّيَّتَنا الَّتي نَحنُ علَيها في المسيحِ يسوع فيَستَعبِدونا"، وبالتالي لا يمكنه أن يسمح بذلك. إنَّ البشارة التي تمنع الحرية في المسيح لن تكون إنجيلية أبدًا. لا يمكننا أبدًا أن نفرض شيئًا باسم يسوع، كما لا يمكننا أن نستعبد أي شخص باسم يسوع الذي يحررنا.

أضاف الحبر الأعظم يقول لكن تعليم القديس بولس عن الحرية إيجابي قبل كل شيء. يقترح بولس الرسول تعليم يسوع، والذي نجده أيضًا في إنجيل يوحنا: "إِن ثَبتُّم في كلامي كُنتُم تلاميذي حَقاً تَعرِفونَ الحَقّ: والحَقُّ يُحَرِّرُكُم". فالدعوة إذن هي أولاً أن نثبت في يسوع، مصدر الحق الذي يحررنا. وبالتالي تقوم الحرية المسيحية على ركيزتين أساسيتين: أولاً، نعمة الرب يسوع. ثانياً، الحقيقة التي يكشفها لنا المسيح والتي هي نفسه.

تابع البابا فرنسيس يقول إنها أولاً عطيّة من الرب. إنَّ الحرية التي نالها أهل غلاطية - ونحن مثلهم - هي ثمرة موت يسوع وقيامته. يركز بولس الرسول كل وعظه على المسيح، الذي حرره من الروابط مع حياته الماضية: منه فقط تنبعث ثمار الحياة الجديدة بحسب الروح. إن الحرية الحقيقية، في الواقع، الحرية من عبودية الخطيئة، قد انبعثت من صليب المسيح …

هذا النصّ نُشر على موقع فاتيكان نيوز، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

صلاة من أجل السّلام لمناسبة زيارة نيافة الكاردينال كريستوف شونبورن لسورية

Next
Next

الإحتفال بعيد رفع الصّليب الكريم في دير الصّليب، القدس الغربيّة