عظة الكاردينال ساندري في كاتدرائيّة الرّوم الملكيّين الكاثوليك في دمشق

"أنت يا شعب اللّه في سوريا، حافظت على الإيمان وشاركت بقولك الـ "نعم" اليومية في أمانة اللّه للبشريّة، مُتتبِّعًا عن قرب خُطى من سار في طريق الصليب ليخلِّصنا" هذا ما قاله عميد مجمع الكنائس الشرقية في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كاتدرائيّة الروم الملكيين الكاثوليك في دمشق، سوريا.

في إطار زيارته إلى سوريا ترأس عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري يوم الثلاثاء القداس الإلهي في كاتدرائيّة الروم الملكيين الكاثوليك في دمشق عاونه غبطة البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك ونيافة الكاردينال ماريو زناري السفير البابوي في سوريا مع لفيف من الأساقفة والكهنة وللمناسبة ألقى عميد مجمع الكنائس الشرقية عظة قال فيها أنا حاضر هنا معكم بعاطفة وتأثّر في مساء اليوم الذي يشهدنا مجتمعين مع أساقفة سوريا، رعاتكم، المدعوين كما قال الكتاب المقدّس إلى رعاية قَطيعَ اللّهِ الَّذي وُكِلَ إِلَيهم ويحرِسوه طَوْعًا لا كَرَهاً.

تابع الكاردينال ساندري يقول على الرغم من التأخير لأيام قليلة مقارنة مع الكنيسة الجامعة ولكن بطريقة لا تقلُّ أهميّة يفتتح هذا الاحتفال رسميًّا السينودس الذي أراده البابا فرنسيس على مستوى أبرشيّتكم، نشعر بأننا على شركة معه وقد طلب مني أن أحمل لكم تحيّته ومحبته مبادلينه صلواتنا من أجل خدمته، هذه اللفتة الإضافية التي أظهر بها مدى اهتمامه بمصير هذا البلد وشعبه، مثلما أوضح في مناسبات مختلفة منذ بداية حبريّته.

أضاف عميد مجمع الكنائس الشرقية يقول منذ حوالي ألفي عام، كان هناك رجل متحمِّسًا إلى الرغبة في جلب العنف والاضطهاد إلى هذه المدينة: جاء على صهوة حصانه وعيناه مملوءتان بالكراهية، الكراهية التي تغذيها حماسة دينية والتي وصلت إلى رؤية الأعداء في الذين كانوا قبل كل شيء إخوة في الإنسانية. لذلك عيناه كانتا مريضتين من قبل أن يعميهما نور اللقاء، والذي بدى عوضًا عن ذلك شفاء وارتداد. كان هذا الرجل يدعى شاول ولكنّه وصل إلى داخل هذه الأسوار وديعًا مستعدًّا لأن يولد من العلى. لقد استمعنا منذ قليل إلى كلماته التي وجّهها إلى التلميذ تيموتاوس والذي أصبح هو أيضًا معلِّمًا لإحدى الجماعات التي تأسست مع رسول الأمم. ذلك الرجل نفسه الذي أراد ان يحمل إلى دمشق السلاسل والقيود ضدّ تلاميذ المسيح، يجد نفسه الآن مقيَّدًا بالسلاسل بسبب إعلان الكلمة. انبعث في قلبه يقين أصبح ترنيمة تسبيح وهي أن كلمة اللّه ليست مقيَّدة! لذلك يمكن أن يكون هناك تعب الجندي والرياضي والمزارع، والخبرة مثل خبرة الرسول كفاعل شرٍّ مسجون، وهناك خطيئتنا وعدم وفائنا ولكنّه – أي الرب يسوع – بقي أمينًا لأنّه لا يستطيع أن يُنكر نفسه.

تابع الكاردينال ليوناردو ساندري يقول إذا كنا هنا هذا المساء للاحتفال بأفخارستيا الرب يسوع، فذلك لأن كلَّ واحد منكم على الرغم من كلِّ شيء، حافظ على كنز الإيمان الثمين: بين القنابل والأنقاض والتسمُّم الكيميائي، بينما تجلس قوى الأمم على الطاولة لإجراء الحسابات، والناس يعانون ويصبحون أكثر جوعًا والإرهاب الاصولي الذي زرع العنف والدمار، خاصة في هذا البلد وفي العراق، مع تجار الموت الذين يزدادون ثراءً من بيع الأسلحة. أنت يا شعب اللّه في سوريا، حافظت على الإيمان وشاركت بقولك الـ "نعم" اليومية في أمانة اللّه للبشريّة، مُتتبِّعًا عن قرب خُطى من سار في طريق الصليب ليخلِّصنا …

هذه العظة نُشرت على موقع فاتيكان نيوز، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

‎قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني يزور نيافة الأنبا أثناسيوس، مطران الأقباط الأرثوذكس الفرنسيّين

Next
Next

غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بالقدّاس لإرساليّة مار بهنام وسارة السريانيّة الكاثوليكيّة في برلين – ألمانيا