الكنيسة في مواجهة فيروس كورونا
البطريرك الراعي:"الكنيسة ستبقى دائمًا إلى جانب أبنائها، وأدعو المسؤولين إلى العمل على مواجهة جميع القضايا الّتي يعاني منها الشعب"
واصل غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الصّلاة اليوميّة من كنيسة سيّدة الانتقال في الصرح البطريركي – بكركي، على نيّة لبنان ومن أجل شفاء المصابين بوباء الكورونا، كما ولانتصار الطبّ عليه. وفي تأمّله في مستهل زيّاح الصّليب مساء الجمعة 3 نيسان/ أبريل 2020، قال غبطته: "نرفع صلاتنا برجاء في مساء هذا اليوم، ونسير مع الرب يسوع في مراحل آلامه الخلاصيّة الأربعة عشر، والتأمل يفرض نفسه في هذا الظرف الّذي تعاني فيه البشريّة جمعاء من وباء كورونا ومن القلق والجوع والمرض والحرمان والظلم. هذه المسيرة مع يسوع تأخذ معانيها الخاصّة إذ نضمّ كلّ هذه الآلام إلى آلام الفادي الخلاصيّة. نقول للربّ يسوع : " نحن نضمّ كلّ هذه الآلام الجسديّة والروحيّة والمعنويّة إلى آلامك كي تكون لفداء العالم، ومن أجل توبة القلوب والارتداد والعودة إلى اللّه. نلتمس منك الشفاء لجميع المصابين بفيروس كورونا، والقضاء بقوّة صليبك على هذا الوباء. نسألك بإيمان كبير إعادة الحياة إلى الكرة الأرضيّة المشلولة كما شفيت مخلع كفرناحوم، باستحقاقات آلام كلّ البشر.
وأضاف غبطته :" سأبدء بالتوجّه إلى الحكومة اللّبنانيّة وإلى فخامة رئيس الجمهوريّة وكلّ المسؤولين، وأدعوهم ليتناسوا الانتقادات في هذه المرحلة، وينصبّوا على مواجهة جميع القضايا الّتي تواجهنا من أزمات اقتصاديّة وماليّة عانينا منها قبل وباء كورونا وما زلنا، وهنا يجب أن نقدّر جميع النشاطات الّتي تقوم بها المؤسّسات الاجتماعيّة والخيريّة، ككاريتاس لبنان وغيرها، وأن نحيّي جميع المبادرات الفرديّة والأيادي البيضاء، وأؤكّد لجميع اللّبنانيّين بأنّ الكنيسة لم تتوقّف يومًا عن مساعدتهم وستبقى دائمًا إلى جانب أبنائها ويمكنهم دائمًا الاتّكال عليها، وإذا اقتضت الحاجة سنقوم بإعلام الجميع عن الأمور الّتي تقوم بها الكنيسة في هذه المرحلة، وكما قال الربّ يسوع للتلاميذ أٌقول اليوم، لا تخافوا ! "
وختم قائلاً :" ندائي اليوم لشبيبة لبنان الذين يفقدون الايمان والرجاء، ودعوتي لهم للتشبّث بإيمانهم ورجائهم وللانخراط إذا أمكن بمبادرات انسانية واجتماعية وخيريّة، ففي هذه الأوقات العصيبة يجب أن نقرأ علامات الزمن، فالكورونا وما خلّفته من خراب وشلل في العالم، هي دعوة كي نتوجّه الى الصلاة والتوبة والرجوع الى الذات وعيش الرجاء، الفضيلة المحبّبة عند الله. واليوم مع صلاة أسرار الحزن، نرفع صلواتنا على نيّة المتألمين جسدياً وروحيّاً، ونطلب من الرب أن يقبل هذه الآلام وأن يقدّسها بآلامه.
المصدر: البطريركيّة الانطاكيّة السريانيّة المارونيّة
https://bit.ly/39McYt9