قدس الأرشمندريت يعقوب خليل والدكتور ميشال عبس يزوران مركز الدراسات والحوار للروم الأرثوذكس في القاهرة
المركز هو منارة لحوار الأديان وتجسيداً للحياة المشتركة
القاهرة، ١٤ تموز/ يوليو ٢٠٢٤
زار قدس الأرشمندريت يعقوب خليل عميد معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللّاهوتيّ في جامعة البلمند، لبنان، ورئيس رابطة الكليّات والمعاهد اللاهوتيّة في الشرق الأوسط A.T.M.E، والدكتور ميشال عبس، امين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط، برفقة قدس الأرشمندريت دمسكينوس الازرعي رئيس دير القديس جاورجيوس البطريركي التابع لبطريركية الإسكندرية وسائر افريقيا للروم الارثوذكس، والإعلامية ليا عادل معماري منسقة العلاقات الإعلامية الكنسية في المجلس، مركز الدراسات والحوار للروم الأرثوذكس في القاهرة، الكائن في دير القديس جاورجيوس البطريركي.
تفقد الوفد المركز الذي يهدف إلى تجسيد رسالة الكنيسة السامية، ومحبتها وانفتاحها على العصر ومتطلباته، لذلك وبحسب ما أكد الأرشمندريت دمسكينوس الأزرعي لإعلام المجلس:" أن فكرة تأسيس المركز البطريركي للحوار والدراسات لبطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس أتت ليكون لها مركز للحوار ينسجم مع دورها الممتد عبر العصور.
وإيماناً بأن الحياة المشتركة بحاجة دائماً إلى الحوار البناء، بادر صاحب الغبطة بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس ثيودوروس الثاني بإنشاء مركز الدراسات والحوار في دير مار جرجس البطريركي في مصر القديمة، والذي يُعد المشروع الأول من نوعه في جمهورية مصر العربية التابع لبطريركية الروم الأرثوذكس، إذ تم افتتاح هذا المركز يوم السبت الواقع فيه ٧ شرين الثاني/نوفمبر العام 2021، بحضور ممثل عن الأزهر الشريف وممثلون عن جميع الكنائس التي تُمثل مجلس كنائس مصر والذي كان لي الشرف العظيم أن أكون الأمين العام له حتى فبراير الماضي".
وتابع: "إذاً في مصر القديمة وفي مجمع الأديان تحديداً، في هذه المنطقة العريقة تاريخاً وحضارة، والغنية بعبق التاريخ الراسخ الجذور، أصبح هنالك مركز للحوار، يوفر تسهيلات وتقنيات القرن الحالي، ليخدم بذلك الحوار بين الأديان وبين الكنائس المسيحية، ولاستضافة اجتماعات مجلس كنائس مصر ومجلس كنائس الشرق الأوسط، واللجان المنبثقة عنهم، ومؤتمرات الشباب وكافة مراحل الحياة من الذين يحتاجون إلى من يجمعهم، ويسمعهم ويوفّر لهم بيئة نقيّة تحفزَّهم على إبراز مواهبهم الإبداعية وتوجيه طاقاتهم من أجل خدمة الإنسان والمجتمع والوطن.
ونتيجة لذلك يلتمس اليوم الجميع في هذا المركز روح المحبة والتعاون والتلاقي مع كافة الإخوة لتجسّيد العيش المسيحي الإسلامي المشترك الممتد منذ قرون طويلة في أرض الكنانة المباركة الذي جسدته قولاً وعملاً."
وختم: “الجدير بالذكر أن خدمات هذا المركز لا تقتصر على أبناء الوطن فحسب، بل تشمل الأشقاء من الدول المجاورة والأصدقاء من العالم أجمع، لكي يكون هذا المركز منارة ومقصداً للحكمة والفكر البناء وساحة مشرقة للنقاش وبوابة لتلاقي الحضارات وجسراً يربط الشرق مع الغرب بما يلائم ثقافتنا.
كما يحتوي هذا المركز على قاعة اجتماعات مزودة بأحدث التقنيات والوسائل الحديثة المتطورة والتي من شأنها تسهيل إقامة المؤتمرات للوفود الرسمية للكنيسة والبطريركية ولإقامة المحاضرات وعقد الاجتماعات، بما يصب في مصلحة تبادل الخبرات. ويضم أيضاً كنيسة صغيرة على اسم القديس مرقس الإنجيلي مؤسس كنيسة الإسكندرية، كما يضم أيضاً مكتبة وقاعات متعددة الأغراض. وأن أي زائر يأتي إلى الدير يجد صورة مشرفة للعيش المشترك بمصر، وذلك حينما تجد أشخاصاً من ديانات مختلفة يزورون الدير ويدعون الله بقلوب مؤمنة، كما يوجد مئات اللوحات الرخامية في مزار القديس إستفانوس داخل الدير لأشخاص مسلمين ومسيحيين يشكرون الله القدير على المعجزات التي حصلت لهم في هذا المكان المقدس.
وتُعرض أيضاً في نفس المزار واحدة من عكازات رعاية البابا كيرلس السادس، البطريرك الـ116 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية مع أيقونته، كتذكار لزيارته التاريخية التي قام بها في ستينيات القرن الماضي للدير، إذ اصبح هذا المزار مقصد للآلاف من الأخوة والأخوات من الكنيسة القبطية للتبرك من عكاز رعاية أباهم الروحي الموجودة في الدير. إذا، وقبل إنشاء مركز الحوار، كان الدير ومازال وسيبقى بنعمة الله شهادة حية للوجود المسيحي في مصر وملتقى للأديان ومختلف الكنائس المسيحية".
في النهاية نشعر بالحاجة الداخلية، أن نصلي بعميق مشاعر المحبة والرجاء من أجل مصر المباركة، من أجل مصر العظيمة، التي تقدم وتجسد في كل يوم أروع الأمثلة في المحبة والعيش المشترك للعالم أجمع، ونصلي أيضا من أجل هذه البلاد التي احتضنت العائلة المقدسة، كما نصلي من أجل قيادتها وجيشها وكل شعبها ان يحفظهم الله ويمدهم بالعزم والقوة".