الكنائس تشهد تقدّمًا كبيرًا في موضوع الوحدة ومجلس كنائس الشّرق الأوسط مولج بإعداد كتيّب أسبوع الوحدة لعام 2022 وتبويبه ونشره
بالتّزامن مع بدء أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين لعام 2020، أوضحت الأمينة العامّة لمجلس كنائس الشّرق الأوسط د. ثريّا بشعلاني، في حديث لتيلي لوميار ونورسات، أنّه "وبالرّغم من كلّ التّحدّيات والإشكاليّات الاقتصاديّة الّتي تعاني منها المنطقة، علينا نحن المعمّدون أن نكون كما الله نفسه بالاستضافة الدّائمة للأخ أيًّا كان، فنحن أخوة لبعضنا البعض وما من أحد يستطيع أن يترك أخاه عطشانًا، وهذا ما يشير إليه موضوع أسبوع الوحدة لعام 2020 الّذي يتحدّث عن إنسانيّة واستضافة أهالي جزيرة مالطا بعنوان "وأظهر لنا أهلها عطفًا نادرًا"."
وتابعت أنّ "ما ميّز كنائس الشّرق الأوسط هذا العام إضافة إلى كلّ الجهود الّتي يبذلها من أجل الوحدة، هو أنّ المجلس قد قام بنشر هذا الكتيّب، وسوف يحظى في العام 2022 بإيلائه مهمّة إعداد كتاب أسبوع الوحدة وتبويبه ونشره واختيار الموضوع على ضوء استلهام الرّوح القدس، وهذا الأمر قد أتى بناء على رسالة بعثها الكاردينال كوخ إلى المجلس مفادها أنّ مجلس الكنائس العالميّ والفاتيكان يودّان أن يكون موضوع أسبوع الوحدة لعام 2022 بعهدة مجلس كنائس الشّرق الأوسط".
وأضافت د. بشعلاني: "أخذنا الرّسالة بكلّ جدّيّة وإيجابيّة، وبعثنا رسالة إلى كلّ رؤساء الكنائس كي ينتدبوا أشخاصًا من قبلهم كي يصار إلى التّنسيق مع الأب كابي الهاشم في ما خصّ إعداد الموضوع بدءًا من شهر شباط 2020، كما سيأتي إلى لبنان حوالى 14 شخصًا من اللّجنة العالميّة في شهر أيلول المقبل 2020 من أجل إنهاء الموضوعوتبويبه ونشره".
في السّياق عينه، أشارت د. بشعلاني إلى أنّ الوحدة قد سبقتنا بيسوع المسيح، لأنّ كنيسة يسوع واحدة في جوهرها وقائمة، ولم يصل الانقسام إلى جوهر الكنيسة قائلة: "نحن قطعنا شوطًا كبيرًا في موضوع الوحدة بين الكنائس ولم يظهر إعلاميًّا، ومسيرة العقائد بين الكنائس قطعت أشواطًا كبيرة أيضًا ما يدلّ أنّنا نسير على طريق الوحدة ونأمل أن تكون قريبة جدًّا كي نصل إلى خواتيم مرجوّة يريدها المؤمنون، ألا وهي توحيد عيد الفصح والإفخارستيّة المشتركة".
بدوره، لفت رئيس اللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان وراعي أبرشيّة زحلة المارونيّة المطران جوزيف معوّض إلى أنّ "هناك تطوّرات لاهوتيّة إيجابيّة شهدتها الكنائس، وكانت آخر وثيقة في هذا السّياق من حوالي السّنتين تمحورت حول السّينودس والأولويّة صادرة عن الكنيستين الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة، كما أنّ البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني قد أوصى برسالة ليكونوا واحدًا وكيف نتأمّل بالألفيّة الأولى حيث كانت الكنائس تعيش مع بعضها البعض من دون انقسامات أو انشقاقات، كما أنّ الحركة المسكونيّة لا تنحصر فقط في الإطار اللّاهوتيّ بل شملت عدّة ميادين استطاع خلالها المؤمن أن يشترك بها وهي المسكونيّة الرّوحيّة والمسكونيّة الخدميّة".
كما أكّد المطران معوّض أنّ "هناك تقدّمًا كبيرًا في موضوع الوحدة على صعيد الرّعاة في الكنائس وهناك شركة بين بعضهم البعض ونأمل أن نصل إلى الوحدة المنشودة".
تيلي لوميار/ نورسات