التمارين للحدث المسكوني الموسيقي "بيروت 2024" مستمرّة
الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس: يشكّل الترنيم معًا عمليّة خروج من حدود الذات الكنسيّة واللّيتورجيّة الّتي تنطبع بها كلّ كنيسة للانطلاق نحو الكنائس الأخرى والتفاعل معها
أيّام تفصلنا عن الحدث المسكوني الموسيقي "بيروت 2024" حيث تستعدّ الجوقة المسكونيّة إلى هذا اللّقاء الروحي المُفعم بالرجاء والتسبيح، الّذي يُعقد يوم السبت 20 كانون الثاني/ يناير 2024، في الفوروم دو بيروت. وذلك لمناسبة أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين والسنة الخمسين لتأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط.
منذ عام وكنائس بيروت تشهد بفرح عظيم على تمارين الجوقة حيث رفع المرنّمون والعازفون أصواتهم وألحانهم تمجيدًا بالله وتأكيدًا على رباط المحبّة الّتي تجمعهم بوحدة في ربّنا يسوع المسيح. علمًا أنّ التدريبات أُقيمت في كنائس وسط بيروت والأديرة فيها في محاولة لإعادة إحيائها على الصعيد الرعائي والروحي، وكي يتعرّف أعضاء الجوقة على هذه الأماكن وتاريخها والتراث الكنسي الّذي يميّز كلّ منها.
في الأسبوع الأخير قبل الحدث المنتظر تواصل الجوقة تدريباتها كي تقدّم يوم السبت باقة من الترانيم المختارة من مختلف العائلات الكنسيّة والألحان الطقسيّة. وخلال إحدى جلسات التمرين الّتي أُقيمت يوم الاثنين 15 كانون الثاني/ يناير 2024، في كاتدرائيّة القدّيسَين الياس وغريغوريوس المنوّر للأرمن الكاثوليك وسط بيروت، زار الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس المرنّمين حيث حفّزهم على مهامهم السامية مشيدًا بجهودهم ومثابرتهم.
كما وجّه د. عبس كلمة شدّد فيها على أنّه "نلتقي بإسم الآب والإبن والروح القدس، الثالوث القدّوس الّذي يحدّد مسار حياتنا وقيمنا ومستقبلنا وخلاصنا. تؤكّد وجوهكم كأشخاص مندفعين إلى العمل الكنسي ومُفعمين بالإيمان، على التنشئة الصالحة الّتي حصلتم عليها في منازلكم ومدارسكم...، وأيضًا على فعل الروح القدس فيكم... فالروح القدس يفعل عندما يجتمع الناس ويعملون معًا للاستمرار في هذه المسيرة الخلاصيّة الّتي رسمها السيّد منذ أكثر من ألفي عام. هذه الوجوه هي الولادة والتجدّد".
وأضاف "الكنيسة والحركة المسكونيّة ومجلس كنائس الشرق الأوسط وأي عمل مسيحي جماعي لا يمكنه أن يتجدّد الّا بوجود شبان وشابات مثلكم مُفعمين بالإيمان الصلب والعزيمة على تثبيت هذا الإيمان وقيمه في مجتمع عالمي يمرّ بأوضاع صعبة جرّاء الفساد المستشري والنزاعات والشذوذ الّذي نشهده على كلّ الصعد. كم يحتاج هذا المجتمع إلى التذكير بالقيم المسيحيّة الأساسيّة الّتي حدّدت منذ ألوف السنين مسار البشريّة وتصرّف الإنسان".
وتابع "مجلس كنائس الشرق الأوسط الّذي يحتفل بالسنة الخمسين على تأسيسه شهد قبل حوالي الثلاثين عامًا من تأسيسه على تفاعل بين مجموعات دينيّة وكنسيّة في المنطقة حيث تآلفت وتحالفت مع بعضها كي تتمكّن من بلورة نموذج يكمن في مجلس كنائس الشرق الأوسط الّذي يضمّ كلّ الكنائس الموجودة في المنطقة. هذا هو مسار ولادة المجلس الّا أنّنا لا نعرف ماذا سينتج مسار ما يجري اللّيلة وماذا سنشهده يوم السبت. أتوقّع أن يكون بداية لولادة شيء جديد متعمّق في الإيمان والقيم المسيحيّة الّتي تحدّد تصرّفنا ومسلكنا".
وعن الموسيقى قال د. عبس أنّ "الترنيم معًا، الّذي عبره نخاطب الخالق، يشكّل، إضافة إلى بُعده الإيماني واللّيتورجي والفنّي، عمليّة خروج من حدود الذات الكنسيّة واللّيتورجيّة الّتي تنطبع بها كلّ كنيسة للانطلاق نحو الكنائس الأخرى والتفاعل معها. كما أنّ الترنيم والفرح معًا بمحتوى روحي وإلهي يقرّب الناس من بعضها خصوصًا وأنّ المسيحيّين يتوقون إلى وحدة منتظرة...".
بدورهم أكّد المرنّمون على اختبار عمل الروح القدس الّذي عاشوه معًا بروحانيّة كبيرة وبجوّ من الإيمان والصلاة والرجاء خلال كلّ فترة التمارين. هذا وأعربوا أيضًا عن حماسهم للحدث المسكوني المويسقي الّذي سيعكس صورة جسد الكنيسة الواحدة، داعين الجميع إلى المشاركة وتسبيح الربّ يسوع المسيح.