"الكرامة الإنسانيّة في عصر الذكاء الإصطناعي"

ندوة عن بُعد من تنظيم مجلس كنائس الشرق الأوسط

الأمين العام البروفسور ميشال عبس: اذا كنا نجد في الذكاء الاصطناعي وسيلة لتحسين الكرامة الإنسانية على بعض الصعد، فإن مفاعيله السلبية ليست بالقليلة، وسوف تتكشف لنا تباعاً مع اجتياح هذا المنطق الجديد لمجالات الحياة

في إطار برنامج "الحوار، التماسك الإجتماعيّ والكرامة الإنسانيّة"، نظّم مجلس كنائس الشرق الأوسط ندوة جديدة عن بُعد بعنوان "الكرامة الإنسانيّة في عصر الذكاء الإصطناعي"، وذلك يوم الخميس 27 آذار/ مارس 2025، بمشاركة مجموعة من المتخصّصين والأكاديميّين والمهتمّين بالموضوع المطروح.

تخلّلت الندوة الّتي بُثّت مباشرةً على منصّة مجلس كنائس الشرق الأوسط، مداخلتين، بإدارة البروفسورة لور أبي خليل، منسّقة برنامج "الحوار، التماسك الإجتماعيّ والكرامة الإنسانيّة"، الّتي أضاءت في كلمتها الإفتتاحيّة على مفهوم الذكاء الإصطناعي والمخاوف الّتي يفرضها أمام قضيّة العدالة والكرامة الإنسانيّة الّتي باتت تتعرّض لتهديدات عديدة.

استُهلّت الندوة بكلمة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسورميشال عبس بعنوان "التكنولوجيا، هذا الصديق اللدود". قال فيها: "لا بد لنا أولا ان نقر ان النخبوية التي ينتجها الذكاء الاصطناعي تفرز الشعوب بين ملتحِق بهذا الركب الحضاري وغير ملتحِق به، كما تفرز المجتمع الواحد الى مندمج في هذا المسار الجديد ام غير مندمج به، فتخلق شرخا وهامشية على المستويين العالمي والمحلي، وتفرز الشعوب كما تفرز أبناء المجتمع الواحد. هذا الامر يعتبر التحدي الأكبر لمساوات الفرص الذي تتغنى به المجتمعات الحديثة التي تناصر العدالة وحقوق الانسان".

وتابع "إضافة الى ذلك، وكما هي الحال في أي تقدم تقني، سوف يكون الذكاء الاصطناعي سببا لإلغاء اعداد كبيرة من الوظائف، يمكن احتسابها بمئات الألاف على الصعيد العالمي، فيكون تاليا، مسببا أساسيا للبطالة ولرمي مئات الألوف من الناس في آتون الهامشية المهنية والاجتماعية التي تقود حكما الى البؤس".

وأضاف "اذا كنا نجد في الذكاء الاصطناعي وسيلة لتحسين الكرامة الإنسانية على بعض الصعد، فإن مفاعيله السلبية ليست بالقليلة، وسوف تتكشف لنا تباعاً مع اجتياح هذا المنطق الجديد لمجالات الحياة".

بعدها بدأت المداخلة الأولى الّتي كانت بعنوان "الذكار الإصطناعي: الفرص والتحدّيات" مع د. رامي عجيب، المدير التقني لشركة (epS) لتطبيقات الذكار الإصطناعي (مصر)، حيث قدّم تعريفًا عن الذكاء الإصطناعي، إضافةً إلى الفرص الّتي يقدّمها والتحدّيات الّتي يفرضها على مختلف الصّعد. كما تطرّق إلى المهارات المطلوبة في عصر الذكار الإصطناعي.

أمّا المداخلة الثانية فتمحورت حول عنوان "المسؤوليّة القانونيّة المترتّبة عن مخاطر الذكار الإصطناعي وسُبل حماية القيم الإنسانيّة" مع أ. د. صفاء مغربل، أستاذة قانون الأعمال في الجامعة اللّبنانيّة (لبنان)، حيث بحثت في الهويّة القانونيّة للذكاء الإصطناعي من أجل تحديد المسؤولين عن هذه الكيانات الإلكترونيّة. هذا وتحدّثت عن العلاقة بين القانون والذكاء الإصطناعي وكذلك كيفيّة مواجهة هذا التطوّر.

اختُتمت الندوة بجلسة أسئلة ونقاش بين المشاركين حيث تبادلوا الآراء والخبرات كلّ من موقعه واختصاصه.

Previous
Previous

الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس يستقبل وفدًا من منظّمة

Next
Next

مجلس كنائس الشرق الأوسط في خدمة الإنسانية