ختام أسبوع الصلاة من أجل الوحدة.. في قلب مصر القديمة
الصور: جزء أوّل - جزء ثاني - جزء ثالث.
صادر عن: لجنة الإعلام بمجلس كنائس مصر
في كنيسة المغارة والشهيدين سرجيوس وواخس (أبو سرجة)، حيث تعانق الجدران التاريخية روح الإيمان، اجتمعت الكنائس المسيحية لإسدال الستار على أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، في أجواء مفعمة بالمحبة والتقارب. حمل هذا اليوم الأخير رسالة واضحة أن المحبة حياة تُعاش، ومحبة تُترجم إلى أفعال، وصلاة ترتفع إلى السماء كأجمل تعبير عن السعي من أجل الوحدة.
حمل اليوم طابعًا مميزًا بحضور الاتحاد العالمي المسيحي للطلبة بمصر، اللجنة المسكونية للشباب بمصر، لجنة شباب مجلس كنائس مصر الذين قدموا اليوم الختامي بروح واحدة.
منذ اللحظة الأولى، غمرت الكنيسة أجواء من الخشوع، حيث تليت قراءات من العهد القديم والجديد، مركّزةً على الإيمان كركيزة أساسية للحياة المسيحية، والصبر في مواجهة التحديات، والثقة بأن الوحدة ليست حلمًا بعيدًا، بل دعوة إلهية تحتاج إلى التزام مشترك. ومع ارتفاع أصوات الترانيم، شعر الجميع أن هذا اللقاء لم يكن مجرد ختام لأسبوع الصلاة، بل بداية جديدة لمسيرة السعي من أجل الوحدة التي أوصى بها المسيح قائلاً: “ليكون الجميع واحدًا كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك.”
قدم مايكل فيكتور رئيس لجنة الإعلام بمجلس كنائس مصر فاعليات اليوم الختامي، الذي بدأ بكلمة القس روفائيل ثروت، ممثلًا عن نيافة الأنبا يوليوس أسقف عام كنائس مصر القديمة، لظروف سفره بزيارة رعوية ونقل تحيات نيافته وألقى كلمة ترحيبية حملت معاني المحبة والإخلاص للخدمة المسكونية، وحضر عن الكنيسة الكاثوليكية نيافة المطران كلاوديو لوراتي، مطران اللاتين الكاثوليك في مصر، نيافة الأنبا توما حبيب، مطران سوهاج للأقباط الكاثوليك، وتحدث بتأمل روحي فقال نيافته "المحبة هي حجر الأساس الذي تُبنى عليه الوحدة، فكما أن الله محبة، فإنه يجمعنا في جسده الواحد رغم اختلافاتنا. مضيفًا انه لا تتحقق الوحدة بالقوة، بل بالمحبة التي تحتمل، وتفهم، وتغفر. وعندما نسير معًا بروح المسيح، تصبح وحدتنا شهادة حية لنوره في العالم.”؛ وحضر ايضًا الأب بولس جرس، الأمين المشارك بمجلس كنائس مصر، والأب يوحنا سعد عضو لجنة الكهنة والرعاة بمجلس كنائس مصر.
وفي كلمة للقس يشوع بخيت، الأمين العام لمجلس كنائس مصر، شدد على أن الوحدة ليست فقط فكرة، بل هي رسالة ومسيرة تحتاج إلى التزام روحي وعمل مشترك. وشارك بيوم الصلاة ايضًا كنيسة الروم الأرثوذكس بحضور نيافة المتروبوليت سابا، رئيس دير مارجرجس للروم الأرثوذكس بمصر القديمة، كما حضر نيافة المطران مار إفرام إيلي وردة، مطران إيبارشية القاهرة، والنائب البطريركي على السودان للسريان الكاثوليك، والأب فيليبس عيسى، كاهن الكنيسة السريانية بمصر، وقدموا معًا صلاة “أبانا الذي” باللغة السريانية، في لحظة مميزة حملت عبق التراث المسيحي العريق.
وشارك في اليوم الختامي الدكتور جرجس صالح، الأمين الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، الذي أُشيد بدوره الكبير في ترسيخ العلاقات بين الكنائس وتعزيز العمل المشترك، وحضر ايضًا القس ناجح فوزي رئيس لجنة الكهنة والرعاة بمجلس كنائس مصر والقس بطرس فؤاد والأب ميشيل ميلاد أعضاء اللجنة ذاتها.
كما شهد اللقاء حضور عدد من الشخصيات الفاعلة في المجال المسكوني، من بينهم المهندس موسى مهنى، السكرتير الإقليمي للاتحاد العالمي المسيحي للطلبة بمصر، ومدحت فايز، رئيس اللجنة المسكونية بمصر، وتوني الفريد، رئيس لجنة الشباب بمجلس كنائس مصر. وقد كان اليوم ثمرة للتعاون بين الاتحاد العالمي، واللجنة المسكونية، ولجنة شباب مجلس كنائس مصر، مما أضفى عليه طابعًا شبابيًا مميزًا يعكس رؤية الكنيسة لمستقبلها.
امتزجت الصلاة بالتسبيح، حيث قدمت فرق الترانيم بقيادة ماركو محب وسارة نصير ترانيم روحية تعبّر عن الفرح بالرب، وتعزز روح الوحدة بين الحاضرين، فيما قدم فريق The Focus عرضًا بعنوان “الخدعة”، تناول بأسلوب إبداعي مفهوم الوحدة والتحديات التي تواجه الكنيسة، مشددًا على أن المحبة أقوى من أي اختلاف، وأن المسيح هو الرابط الحقيقي بين الجميع.
وقف الجميع ليتلو قانون الإيمان والطلبات معًا، بصوت واحد، وقلب واحد، وشعر الجميع بالمحبة وروح الأخوة.
وفي لفتة وفاء، استذكر مقدم الحفل الخدام الذين كان لهم دور بارز في العمل المسكوني عبر السنوات السابقة وسبقونا للسماء.. أيمن كرم، أمير إبراهيم، وأيمن يني، مشيرًا إلى أن العمل المشترك لا يقتصر على الحاضر، بل هو ثمرة جهد متواصل امتد عبر الأجيال.
كما كان للشباب دور محوري في هذا اليوم، حيث ساهمت نورا إدوارد مسؤولة اليوم في تنسيق وتنظيم لقاء الشباب، فيما شارك في خدمة يوم إعداد الشباب كيرلس وهبة، ماريز مجدي، ونور مفيد إلى جانب مجموعة من شباب اللجان والمجالس، في صورة تجسد الكنيسة الحية، التي تُبنى على أيدي أبنائها، في محبة متبادلة رغم التنوع.
وأختتم القس رفعت فكري، الأمين المشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط، اللقاء بكلمة حملت أبعادًا روحية عميقة عن الوحدة باعتبارها جزءًا من رسالة الكنيسة ورسالتها في العالم، شدد فيها على أن الوحدة ليست مجرد شعار، بل مسيرة نسعى إليها بصدق وإيمان. موضحًا أن الطريق إلى الوحدة يتطلب المحبة الحقيقية، الحوار، والعمل المشترك، حيث نلتقي في المسيح رغم اختلافاتنا. وختم قائلاً: "كل خطوة نخطوها معًا نحو التفاهم والتقارب، تقرّبنا أكثر من إرادة الله لكنيسته، التي دعاها لتكون منارة للمحبة في العالم.”
وفي النهاية قال مقدم اليوم الختامي مايكل فيكتور، رئيس لجنة الإعلام بمجلس كنائس مصر، إن أسبوع الصلاة يأتي في بداية كل عام ليمنحنا زادًا روحيًا نستعين به في مسيرتنا المسكونية، مؤكدًا أن هذا المشهد، الذي جمع الكنائس في روح واحدة، هو تجسيد حي للسعي من أجل الوحدة المسيحية كحياة تُعاش يوميًا، لا مجرد شعار يُرفع في الاحتفالات. وشكر بأسم الشباب القس أنطونيوس صبحي راعي الكنيسة لمحبته ودعوته لنا واستقبل اليوم في الكنيسة ودعى الحضور لمائدة أغابي ولالتقاط الصور التذكارية على ان نلتقي بمحبة العام القادم.. خرج الجميع بروح مليئة بالسلام، مدركين أن الوحدة رسالة يتجلى فيها حب المسيح الذي يجمع ولا يفرق، ويوحد ولا يقسم.
لقد كان يومًا مميزًا، حمل معه أملًا بأن تستمر الكنيسة في مسيرتها نحو محبة أعمق، وقوتها في المسيح الذي يجمع الجميع تحت ظله.