أسبوع الوحدة، والمسار الحتمي للمسكونية على طريق التماسك الاجتماعي

المؤتمر الصحفي لانطلاقة أسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحيين

منبر الكلمة – مجلس كنائس الشرق الأوسط

بيروت 07.01.2025

البروفسور د. ميشال عبس

الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط

صاحب السيادة المطران يوسف سويف الجزيل الاحترام

رئيس أساقفة ابرشية طرابلس المارونية ورئيس اللجنة الأسقفية للعلاقات المسكونية في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك – لبنان

المتابعين الكرام، حضوريا او عن بعد من الجسم الإعلامي ومن المشاهدين

الزملاء الكرام في مجلس كنائس الشرق الأوسط

قبل البدء بمؤتمرنا الصحفي اود أولا ان أتمنى ميلادا مجيدا لكنائسنا التي تحتفل بعيد الميلاد المجيد، كما أتمنى عيد غطاس مبارك للكنائس التي تحتفل به، عسى ان يحمل لنا قادم الأيام زمنا أفضل لمجتمعاتنا

اود أيضا ان أرحب بصاحب السيادة المطران يوسف سويف، في زيارته الأولى الى المجلس، موئل العمل المسكوني في الشرق الأوسط، وأقول له لقد حللت اهلا ووطئت سهلا، واغدقت علينا البركات يا صاحب السيادة

كلمتي هي بعنوان

أسبوع الوحدة، والمسار الحتمي للمسكونية على طريق التماسك الاجتماعي

لما يزيد عن مئة سنة، دأب المسيحيون على اللقاء للصلاة من اجل وحدتهم الروحية والمؤسسية، وقد تطور هذا المسار حتى أصبح تقليدا ثابتا وجزءا من ثقافة المسيحيين في مجال العمل المشترك، أي المسكوني، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط، التي تعتبر منطقة البشارة والتجسد واللجوء والقيامة، مهد المسيحية ونبعها، حيث دعي المسيحيون أولا، ومن حيث انتشرت الرسالة الى كل المسكونة.

اما السنة، فيرتدي أسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحيين طابعا خاصا، حيث يأتي في نهاية السنة الخمسين لتأسيس مجلس كنائس الشرق الاوسط، وتتويجا لها، كما يأتي في السنة الالف وسبعمئة لانعقاد مجمع نيقيا حيث اقر القانون النيقاوي، احد رموز وحدة المسيحيين.

هذه هي الأسباب التي جعلت ان يكون لأسبوع الصلاة طابعا خاصا هذه السنة، وان نطلقه عبر مؤتمر صحفي يعقده مجلس كنائس الشرق الأوسط مع اللجنة الأسقفية للعلاقات المسكونية في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، الممثلة برئيسها سيادة المطران يوسف سويف الجزيل الاحترام.

الجدير ذكره هو ان مؤتمرنا الصحافي اليوم هو الأول الذي نعقده عبر منبر الكلمة الذي تأسس في مجلس كنائس الشرق الأوسط بدعم محب من نورسات- تيلي لوميار، وهذا الحدث يحمل، الى جانب وظيفته العملانية في التبليغ والاعلام، رمزية واضحة بالنسبة الى التآزر بين المؤسسات الكنسية في نشر كلمة الرب والمحبة بين الناس، في زمن تحلل القيم وفراغ المعايير الذي نعيشه.

ليس هناك من جدل حول دور الاعلام في زيادة المعرفة لدى الناس، ورفع منسوب الوعي لديهم، حيث السباق بين الحق والباطل وبين الصدق والتضليل بلغ ذروته. هذه مسؤولية اجتماعية ثقافية بقدر ما هي مسؤولية ايمانية.

على صعيد آخر ليس هناك من جدل أيضا حول ضرورة التنسيق بين الهيئات الكنسية على الصعد كافة، والصعيد الإعلامي يعتبر حجر الزاوية بالنسبة الى نشر الكلمة الطيبة.

في هذا السياق، أطلق المجلس شبكة التواصل المسكونية التي تضم العدد الأكبر من مؤسسات الاعلام الكنسية في الشرق الأوسط، التي، إثر اجتماعها الأول، تحولت الى مجموعة عمل بشكل شبكة، ونحن في عصر التشبيك اليوم، وباشرت عملها فورا، وتعتبر حاليا المنبر الاوسع للتواصل المسكوني في المنطقة، ونحن بصدد التحضير لعقد المؤتمر الحضوري الأول لهذه الشبكة.

الجدير ذكره، ان إطلاق شبكات للتعاون المسكوني لا يقتصر على الاعلام، بل ان المسار يتمدد لكي يشمل كافة مجالات عمل المشتركة بين المؤسسات الكنسية، مثل البيئة والشبيبة، والمرأة والتنمية وغيرها.

يشكل إطلاق شبكات تعاون جزءا هاما من استراتيجية المجلس للسنوات الأربعة القادمة، ولكن هذا العمل يترافق مع ابعاد أخرى تشكل عضاضات المجلس الاستراتيجية، وهي متابعة وتدعيم عمل المجلس في مجال الإنتاج الفكري-المعرفي وإيجاد مجال معرفي مسكوني متقدم، إضافة الى تنمية دور المجلس في مجال الحوار بين كافة مكونات المجتمع. هذه الابعاد تتواجد بالتوازي والتنسيق مع برامجه المقرة والمعتمدة والتي هي حاليا قيد التنفيذ.

من ضمن هذه المسار، يشكل أسبوع الصلاة من اجل الوحدة، وهو محطة أساسية في الرزنامة السنوية للحركة المسكونية، وتاليا للمجلس، جزءا من الجهود التي يقوم بها المجلس من اجل تقريب الناس، المسيحيين في هذه الحالة، على طريق تقريب اهل الشرق الأوسط من بعضهم البعض، والجميع يعلم عدد الأديان والمذاهب والطوائف والاعراق والاثنيات التي تزخر بها المنطقة، والتي تؤهلها لان تكون اتونا يحترق بكل من فيه وما فيه اذا لم تنتشر ثقافة الحوار وينحسر خطاب الكراهية. بالنسبة الينا أسبوع الصلاة من اجل الوحدة هو خطوة في مسار الالف ميل للتماسك الاجتماعي والسلم الأهلي.

لقد جرت برمجت أسبوع الصلاة بأفضل الأساليب وبالتنسيق بين المجلس واللجنة المسكونية الكاثوليكية، والمجلس يعنى بإصدار النسخة العربية، والكتيب الذي اصبح بين ايدي المؤمنين والمعنيين وهو مكتمل العناصر اكان بالنسبة الى النصوص او المنهجيات.

تأخذنا صلاة الوحدة السنة الى بيت عنيا، حيث وافى القيامة والحياة الشقيقتين الثكلى، واعدا اياهن بالحياة الأبدية، ومشددا على ان الايمان يزيح الجبال، وسائلا احدى الشقيقتين: "اتؤمنين بهذا؟"

وانا اسألكم، يا حاملي رسالة السيد الابدية، والذين تجتمعون للصلاة تحت اسمه القدوس، الا تؤمنون بهذا؟

Next
Next

فيديو – لقاء ميلادي بين الأمين العام البروفسور د. ميشال عبس، على رأس وفد من مجلس كنائس الشرق الأوسط، وحضرة القسّ د. بول هايدوستيان