فيديو - قادة مسكونيّون من حول العالم يؤكّدون دعمهم للشعب الفلسطيني

زيارة عن بُعد إلى الأراضي المقدّسة يعقدها وفد من مجلس الكنائس العالمي، مجلس كنائس الشرق الأوسط، منظّمة ACT Alliance، ومنظّمة كاريتاس الدوليّة

إضاءة إعلاميّة حول الزيارة

في ظلّ الظروف الأمنيّة الصعبة الّتي تمرّ بها غزّة والمنطقة، أجرى وفد من مجلس الكنائس العالمي والشركاء المسكونيّين من حول العالم بما فيهم مجلس كنائس الشرق الأوسط، منظّمة ACT Alliance، ومنظّمة كاريتاس الدوليّة، زيارة تضامنيّة عن بُعد إلى الأراضي المقدّسة بين 7 و8 آب/ أغسطس 2024، بعد تأجيل الزيارة الّتي كانت ستُقام بشكل حضوري بين 5 و9 آب/ أغسطس الجاري، بسبب التطوّرات الأمنيّة الّتي استجدّت في المنطقة.

شكّلت هذه الزيارة فرصة لمرافقة الكنائس الأعضاء والشركاء المسكونيّين والإستماع إلى هواجسهم ووجهات نظرهم وإعلاء أصواتهم في وقت تتفاقم فيه الحرب في المنطقة ولا سيّما في فلسطين، وتزداد الحاجيّات الإنسانيّة الطارئة على مختلف الصعد. لذا هدفت الزيارة إلى تعزيز الحوار الرامي إلى استعادة العدل والإستقرار، وتذكير العالم بما هو مطلوب لتحقيق السلام في المنطقة.

ضمّ الوفد الزائر سيادة المطران الدكتور هاينريش بيدفورد-ستروم، المنسّق الإداري في مجلس الكنائس العالمي، حضرة القسّ البروفسور الدكتور جيري بيلاي، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، السيّد رودلمار بوينو دي فاريا، الأمين العام لتحالف ACT، والسيّد أليستر داتون، الأمين العام لمنظّمة كاريتاس الدوليّة، الدكتور عودة قواس، عضو اللّجنة المركزيّة واللّجنة التنفيذيّة لمجلس الكنائس العالمي، البروفسور الدكتور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والسيّد إريك ليسين، المنسّق الإداري في ACT Alliance.

في هذا الإطار، قدّم مجلس الكنائس العالمي حديثًا إعلاميًّا عبر الفيديو بإدارة السيّدة ماريان إيجدرستن، مديرة التواصل، ضمّ آراء وخبرات المشاركين في الزيارة التضامنيّة الإفتراضيّة إلى الأراضي المقدّسة حيث جدّدوا النداء العاجل إلى العالم أجمع كي يتحرّك بشكل فوري من أجل تحقيق السلام في الأراضي المقدّسة.

بدايةً، أعرب حضرة القسّ البروفسور الدكتور جيري بيلاي، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، وأعضاء الوفد عن أسفهم إزاء تأجيل الزيارة الحضوريّة إلى الأراضي المقدّسة، مؤكّدين أنّ زيارة التضامن الّتي عُقدت عن بُعد قد قدّمت لهم شرحًا أوضح عن وضع الكنائس والشعوب المحليّة في فلسطين.  

وشدّد حضرة القسّ بيلاي على رغبتهم حقًّا في زيارة غزّة نظرًا لواقع الظروف هناك. وقال أنّ "إحدى أعمق الإنطباعات الّتي تركت أثرًا كبيرًا في داخلي خلال هذه الزيارة هي المحادثات الّتي أُجريت مع العاملين في غزّة. أعتقد أنّ هذه الزيارة قدّمت لمحة أكثر عمقًا لما يحدث في البلاد. يحتاج العالم إلى وقفة للإستماع إلى ما يجري، ويجب على المجتمع الدولي أن يستجيب بشكل أكبر للمستجدّات. لقد شكّلت الزيارة تجربة عميقة ومؤثّرة وقويّة من حيث إدراك الحاجة إلى التدخّل وإحداث تغيير كبير."

من جهّته، وصف البروفسور الدكتور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، الزيارة بأنّها مُفعمة بالمحبّة حيث تحمل رسالة أمل إلى كلّ العالم. وأشار إلى أنّ الزيارة شكّلت "علامة تضامن ومحبّة من المجتمع الدولي تجاه شعوب المنطقة الّتي تعاني منذ فترة طويلة جرّاء الحروب والأزمات السياسيّة والأمنيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة. أُقيمت هذه الزيارة من قبل مؤمنين ومحبّين عزموا على ترسيخ الأمل بين جميع الأشخاص الّذين يواجهون مستقبل مجهول من دون أي أفق واضحة".  

بدوره، أوضح السيّد أليستر داتون، الأمين العام لمنظّمة كاريتاس الدوليّة، أنّ الحوارات الّتي أُجريت خلال الزيارة كانت واقعيّة. وقال أنّه "لم يعد بإمكاننا الحديث عن منازل المدنيّين، لقد تركوها منذ فترة طويلة والآن يتنقّلون من مكان إلى آخر في قطاع غزّة. إنّ مستوى المعاناة الإنسانيّة أصبح لا يطاق."

وأشار الدكتور عودة قواس، عضو اللّجنة المركزيّة واللّجنة التنفيذيّة لمجلس الكنائس العالمي، إلى أنّ الزيارة بعثت رسالة أكّدت أنّ الناس ما زالوا يشعرون بمعاناة الفلسطينيّين، مضيفًا "لا بدّ أن يسود السلام، لا بدّ أن يتحقّق السلام بموجب القانون الدولي. لقد حان الوقت لذلك، وكفى – بل أكثر من كفى – قتل جميع هؤلاء الأبرياء."

أمّا السيّد رودلمار بوينو دي فاريا، الأمين العام لتحالف ACT، فأعرب عن تأثّره "بشكل كبير من التجارب الّتي تمّت مشاركتها من قبل الشعب المحلي. إنّ التحدّيات الّتي يواجهها المدنيّون متعدّدة ومترابطة بشكل كبير. وذلك وسط فقر لا يُصدّق للإنسانيّة الّذي رسّخ احتلالًا طويلًا وغير قانوني للأراضي الفلسطينيّة. وبناءً على الحوارات الّتي أُجريت، أدركت أنّ أحد أكثر التحدّيات إلحاحًا هو تداعيات الحرب غير المتكافئة."

وشدّد سيادة المطران الدكتور هاينريش بيدفورد-ستروم، المنسّق الإداري في مجلس الكنائس العالمي، على أنّ الزيارة كانت فرصة مهمّة ليس فقط للصوت المسيحي، بل للإنسانيّة جمعاء. وتابع "لقد رأينا وسمعنا الكثير من قصص المعاناة خلال هذين اليومين"، متذكّرًا صرخة التسامح الّتي أطلقها يسوع المسيح عندما افتدانا على الصليب متحملا أعمال العنف. وأضاف "إنّها مسألة إيمان. سمعت صرخة اليأس في القصص الّتي أصغينا إليها في هذين اليومين".

وتجدر الإشارة إلى أنّ الوفد الزائر عن بُعد قد رافقه فريق من مجلس الكنائس العالمي ضمّ حضرة القسّ الدكتور كينيث ماتاتا، مدير البرامج، السيّدة كارلا خيجويان، المديرة التنفيذية للبرامج، السيّد يوسف ضاهر، منسّق مكتب المجلس في القدس، السيّدة ماريان إيجدرستن، مديرة التواصل، وكذلك بعض الأعضاء من دائرة التواصل: السيّد ألبين هيليرت، الدكتور مارسيلو شنايدر، والسيّدة سوزان كيم.

كما رافق الوفد الزائر عن بُعد الفريق الإعلامي في مجلس كنائس الشرق الأوسط الّذي ضمّ ايليا نصرالله، مسؤول الإعلام والتواصل، والشدياق شادي شطا، مسؤول التواصل الإجتماعي، وأيضًا مندوبين في الإعلام والتواصل من تحالف "آكت"، الكنيسة السويديّة "آكت"، منظّمة كاريتاس الدوليّة، وبطريركيّة القدس.

Previous
Previous

الأمين العام البروفسور الدكتور ميشال عبس

Next
Next

الأمل رغم الألم: شهادات من المسيحيّين في فلسطين وسط الحرب والإحتلال والظلم