مجلس كنائس الشرق الأوسط في سنته الخمسين، واقعه، رؤيته المستقبلية، وتحديات المرحلة القادمة 

الأمين العام د. ميشال عبس يلقي محاضرة في النادي الأرثوذكسي – عمّان:

"المسكونيّة تتشابك مع القضايا الأوسع الّتي تواجهها المسيحيّة في العالم والّتي هي موضع حوار وجدل وحتّى نزاع وخصام"  

ضمن إطار جولته في المملكة الأردنيّة الهاشميّة من أجل افتتاح مكتب جديد لمجلس كنائس الشرق الأوسط، وببركة وحضور سيادة المطران خريستوفوروس عطالله، مطران الأردن للروم الأرثوذكس، زار الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس النادي الأرثوذكسي في عمّان، يوم الاثنين 3 حزيران/ يونيو 2024، حيث ألقى محاضرة بعنوان "مجلس كنائس الشرق الأوسط في سنته الخمسين، واقعه، رؤيته المستقبلية، وتحديات المرحلة القادمة". 

رافق د. عبس المدير الجديد لمكتب المجلس في عمّان الأب اغناطيوس خليفة، والمديرة الماليّة في المجلس الآنسة لودي الخوري. كما حضر المحاضرة رؤساء الكنائس في الأردن أو مندوبيهم، عضوي اللّجنة التنفيذيّة للمجلس الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام وناشر موقع أبونا، ود. عوده قواس، وكذلك جمهور غفير من المثقّفين والنخب الأرثوذكس في الأردن. 

استُهلّ اللّقاء بكلمة ألقاها سيادة المطران خريستوفوروس عطالله رحّب فيها بالدكتور ميشال عبس على حضوره ومشاركته هذه المحاضرة، مثنيًا على جهود مجلس كنائس الشرق الأوسط وعمله على مختلف الصعد في الشرق الأوسط والأردن. كما استذكر عمل المجلس مُذ قام المثلّث الرحمات البطريرك ذيوذوروس الأوّل بدعم تأسيسه في الأردن حينما كان أسقفًا فيه وأهتمامه بدعم خدمات المجلس الإنسانيّة الّتي كان وما زال يقوم بها. 

كما وجّه سيادته الشكر المقرون بالمحبّة لجميع العاملين في مكتب المجلس الّذين قدّموا خدماتهم خلال السنوات الفائتة في الأردن مؤكّدًا أنّ المسيرة مستمرّة ببركة غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدّسة وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس، ومعلنًا عن افتتاح مكتب مجلس كنائس الشرق الأوسط في الأردن بإدارة الأب إغناطيوس خليفة. 

من ثمّ، بدأت محاضرة الأمين العام د. ميشال عبس الّذي تحدّث فيها عن مجلس كنائس الشرق الأوسط في سنته الخمسين، من التأسيس والمسار، إلى الاستشراف والتحدّيات. هذا وأضاء على المرجعيّة الروحيّة والقانونيّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط والعائلات الكنسيّة الّتي يضمّها، إضافةً إلى بنيته التنظيميّة، نشاطات دوائره، والإطار الاستراتيجي لعمله. 

علاوةً على ذلك،  تطرّق د. عبس إلى تحدّيات مجلس كنائس الشرق الأوسط والعمل المسكوني وكذلك التحدّيات المجتمعيّة والإنسانيّة الكبرى في مجتمع الحداثة. في هذا السياق، شدّد على أنّ المسكونيّة تتشابك مع القضايا الأوسع الّتي تواجهها المسيحيّة في العالم والّتي هي موضع حوار وجدل وحتّى نزاع وخصام، وهي تقف على مفترق طرق، مربكة أمام المواضيع المستجدة الّتي تختلف حولها البشرية. من اجل البقاء والاستمرار، يجب أن تكون قادرة على التغلب على التحديات الخاصة التي يفرضها السياق المعاصر، سياق الحداثة المشرذمة. 

من هنا، لفت د. عبس إلى أنّ فهم المسكونية والعمل المسكوني يتفاوت بين انسان وآخر او بين مؤسسة وأخرى. ينتج عن ذلك حوار غير متوازن حول الامر بحكم اختلاف المفاهيم، وأيضًا اختلافات في الرؤية وتاليا في الاستراتيجيات بين المؤسسات او الافراد. لذلك لا بد من زيارة (Revisit) المفهوم والوقوف على تطوراته وتوضيحها لكل العاملين. ولا بد من توسل الاعلام والندوات بشكل دوري من اجل التأكد من وحدة المفهوم وتاليا وحدة الاتجاه. 

وثمن الأمين العام د. ميشال عبس المملكة الأردنيّة الهاشميّة التي شهدت، وما زالت، تطوّرًا ملموسًا على كلّ الصّعُد، العلميّة والتّقنيّة والفكريّة والثّقافيّة حيث قال أنّ "هذه البلاد يحيا فيها المسيحيّون، كما سائر أبنائها، حياة الهدوء والاستقرار، رغم وجودها على تقاطعٍ سياسيٍّ - أمنيٍّ هو الأخطر في العالم". 

بعد انتهاء المحاضرة، جرت مناقشة كثيفة وشيّقة حول مختلف النقاط الّتي وردت فيها، وذلك من قبل الحضور الّذي كان مهتمًّا بشكل كبير بالمسيحيّة في الشرق الأوسط والأردن خصوصًا، وفي أحول المجتمع الأردني. 

الصور: موقع أبونا

الصور: صفحة مطرانيّة الأردن للروم الأرثوذكس على موقع فيسبوك

Previous
Previous

الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس يزورالمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في عمّان

Next
Next

الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس يجتمع مع الأب رفعت بدر ود. عودة قواس في عمّان