من طوروس إلى غزّة: 110 أعوام على نزيف المشرق

طاولة مستدير من تنظيم مؤسّسة حياة الحويك للدراسات الثقافيّة في بيت الإستقلال – بشامون، لبنان

الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس يترأّس جلساتها

وكلمات تؤكّد على أنّ المسيحيّين ليسوا أقليّة في المنطقة وإن تراجعت أعدادهم

تجدون مجموعة من الصور في آخر النصّ.

عقدت مؤسّسة حياة الحويك للدراسات الثقافيّة طاولة مستديرة بعنوان "من طوروس إلى غزّة: 110 أعوام على نزيف المشرق"، يوم الخميس 23 أيّار/ مايو 2024، في بيت الإستقلال – بشامون، لبنان، بحضور فاعليّات دينيّة واجتماعيّة وثقافيّة وسياسيّة ومفكّرين ومدعوّين.

تضمّن المؤتمر خمس جلسات تمحورت حول قضايا المنطقة وما تتعرّض له من تهجير وتدمير ممنهج، حيث ترأّسها وأدارها الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس. استهلّت الجلسة الإفتتاحيّة بكلمة ألقاها السيّد زينون عطيّة، مدير عام مؤسّسة حياة الحويك للدراسات الثقافيّة، سلّط فيها الضوء على أهميّة المؤتمر وما سيؤول إليه من توصيات.

بعدها، ألقى البروفسور ميشال عبس كلمة قال فيها: "قرن من التهجير والقتل والافقار والتهديد، والصراعات، والدمار، فقدان المجتمع لكيانه على مختلف الصعد ناهيك عن التهديد والخسائر بحيث أن كل الاتفّاقيّات الّتي أبرمت كانت تحاك ضدّ المنطقة. الملايين باتوا يتسوّلون للحصول على كلّ شيء... إنّنا نتعامل مع تهديدات جديدة في المنطقة بمفهوم جديد، وقد تشهد لأحداث جديدة... إنّ دورنا في أرض أجدادنا حيث انطلق الإيمان يزداد وضوحًا، من خلال الصمود والثبات لخير مجتمعنا".

ثمّ كانت كلمة ألقاها سيادة المطران عطالله حنّا، رئيس أساقفة سبسطيّة للروم الأرثوذكس، جاء فيها: "من القدس هذه المدينة المقدّسة نؤكّد أنّ استهداف الحضور المسيحي في أرضنا المقدّسة وفي المشرق كلّه لم ينقطع من حوالي ألفي عام، فهم يعملون على إضعاف المسيحي في هذا المشرق... نخاطبكم في الوقت الّذي تنزف فيه فلسطين دمًا، فهي تتعرّض لإبادة جماعيّة وتطهير عرقي... المسيحيّون ليسوا طائفة. هم كنيسة وجماعة مدعوّة لتكون ملحًا وخميرة في هذه الأرض".

في السياق نفسه، كانت كلمة للنائب هاغوب بقرادونيان، أمين عام حزب الطاشناق جاء فيها: "نعيش في عصر الثورات والحروب الكونيّة بترجمات محليّة، نعيش زمن التناقضات وزمن الشعارات الرنّانة الزائفة... نعيش من الإستشهاد والمقابر الجماعيّة... إنّ محاولات طمس الذاكرة يعبرعن فتح شهيّة واستشخاص مجرمين كثيرين، وإنّ عدم الإدراك بأنّ المشرق ليس للبيع او الاتجار، هو بالأساس يفتح الساحات لمزيد من الاستعمار والتفكيك".

بعدئذ، القى الملفونو حبيب أفرام، رئيس الرابطة السريانيّة كلمة قال فيها: "السكوت عن الشرّ هو شرّ... ونحن ضدّ كلّ إبادة وتهجير وإحتلال وتطرّف... هذا هو التحدّي خصوصًا في مشرقنا... نحن في نزيف وضياع وعقول غارقة في الجهاز والتعصّب، وهذا المؤتمر هو عودة لصياغة الفكر، ونبذ الابادات والمجازر وما يحدث في المنطقة".

أمّا في الجلسة الثانية، فتحدّثت السيّدة فارتينيه أوهانيان، وزيرة سابقة، باحثة، ومديرة مركز زوارتنوتس التربوي والتأهيلي، عن الإبادة الأرمنيّة. وأضاء السيّد آشور كيواركيس، رئيس حركة آشور الوطنيّة، على الإبادات الآشوريّة/ السريانيّة. كما تطرّقت السيّدة رند وهبة، باحثة وكاتبة صحافيّة، عن المجازر والتهجير في فلسطين.

في الجلسة الثالثة، قدّم د. أنطوان صفير، محام في بيروت وباريس، أستاذ القانون في الجامعة الأميركيّة في بيروت، مقاربة قانونيةّ للإبادة (وإنكارها) وما نتج عنها من ملكيّات عامة وخاصّة ودساتير. هذا وأضاء أ. د. شوقي عطيّة، أستاذ الديموغرافيا في الجامعة اللّبنانيّة، عن الهندسات الديموغرافيّة وتشكّل كيانات المشرق في النصف الأوّل من القرن العشرين.

وفي الجلسة الرابعة، تحدّثت د. ربى عطيّة، باحثة، صانعة أفلام وثائقيّة، وأستاذة السينما في الجامعة اللّبنانيّة، عن أثر الهندسة الديموغرافيّة في التشكّل الثقافي للمشرق. إلى ذلك، تطرّقت أ. د. لبنى طربيه، أستاذة الأنثروبولوجيا في الجامعة اللّبنانيّة، إلى أهميّة الإنتاج المعرفي المختصّ بحفظ الذاكرة من الناحية الثقافيّة.

هذا وخُصّصت الجلسة الأخيرة للمناقشة حيث اقترح المشاركون توصياتهم وملاحظاتهم كي تُرفع لاحقًا إلى الجهات المعنيّة.

Previous
Previous

مجلس كنائس الشرق الأوسط ينشأ بستان ميرون رابع في المنطقة

Next
Next

مجلس كنائس الشرق الأوسط يدعوكم إلى طاولة مستديرة