الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور د. ميشال عبس في اجتماع تضامني مع لبنان بدعوة من مجلس الكنائس العالمي 

 "أدعو العائلة المسكونيّة العالميّة إلى  الضغط على الجهات المعنيّة لاتّخاذ قرار فوري لوقف إطلاق النار، ومنع أي حصار، وتأمين الدعم الإغاثي للمتضرّرين" 

التضامن والتعاضد مع لبنان ودعم أبنائه في ظلّ الحرب الدمويّة الّتي يعيشونها. إنطلاقًا من هذه الأهداف الطارئة، عقد مجلس الكنائس العالمي اجتماعًا استشاريًّا عن بُعد، يوم الجمعة 4 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2024، بمشاركة مجلس كنائس الشرق الأوسط، تحالف آكت اللّاينس، ومدعوّين من مختلف المجالات.  

شكّل الإجتماع مساحة تشاركيّة للنقاش وتبادل الخبرات والبحث في التحدّيات الّتي يواجهها لبنان خلال الفترة الراهنة وسط خطر أمنيّ يضع البلاد أمام مستقبل مجهول. كما قدّم المجتمعون تجاربهم كلّ من موقعه ومنطقته وإطار عمله وتخصّصه، مطالبين بوقف إطلاق النار ومواصلة بذل الجهود من أجل الإستجابة للحاجات الإنسانيّة.    

خلال اللّقاء، توجّه الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور د. ميشال عبس بكلمة إلى العائلة المسكونيّة في العالم حيث أضاء فيها على الظروف العصيبة الّتي يمرّ بها لبنان شارحًا أنّ "اللّبنانيّين يعيشون حال من الإنعدام الأمني ​​التام جرّاء القصف اليومي الّذي تتعرّض له البلاد، حيث يتسهدف المعتدون فئات من اللّبنانيّين ذات إنتماء سياسيّ معيّن". وأضاف "لا أحد يعرف الهويّة السياسيّة للنازحين الّذين يلجأون إلى المناطق المضيفة".  

وتابع "إننّا نشهد تدميرًا للمباني وقتلًا لمئات الأبرياء وذلك في سبيل استهداف مجموعة معيّنة من الناس. وهذا يعني أن اللّبنانيّين يعيشون حال من القلق العام، حيث باتوا على حافّة الانهيار العصبي الجَماعي. لقد أصبح تدمير المباني ظاهرة تعيشها البلاد يوميًّا، فالقرى الواقعة على الحدود الفلسطينيّة باتت مدمّرة بشكل كامل، حتّى وأنّ البعض منها لم يعد موجودًا، وكذلك هي الحال في المدن الأكثر تقدّمًا. ووفق الأحداث الّتي وقعت في فلسطين منذ 76 عامًا، ندرك أنّ هناك دائمًا ذريعة لتدمير أجزاء كبيرة من البلاد". 

من هنا، تطرّق البروفسور د. عبس إلى ظاهرة النزوح الفعلي الّذي يعيشها لبنان، وقال "تشهد البلاد نزوح أكثر من مليون و200 ألف لبناني، حيث يعيش 250 ألفًا منهم في حوالي 800 ملجأ، وهذا ما يخلق اضطرابًا اجتماعيًّا. وإن استمرّ النزوح لفترة طويلة وسط انخفاض الموارد الأساسيّة، قد يواجه الوطن موجة من خطاب الكراهية وهذا ما يؤدّي إلى حال من عدم الإستقرار المدني وبالتّالي إلى فتنة أهليّة".   

ولفت إلى أنّ "المستقبل بات مجهولًا في لبنان الغارق في عدم اليقين. نحن نخشى أن نفقد مواردنا الطبيعيّة، وأيضًا أن يتعرّص لبنان لأي نوع من الحصار".   

في الختام شدّد البروفسور د. ميشال عبس على أهميّة التكاتف والتعاون من أجل تخطّي هذه المرحلة العصيبة في لبنان، ودعا "العائلة المسكونية العالميّة، بقيادة مجلس الكنائس العالمي، ومشاركة مجلس كنائس الشرق الأوسط، مع الكنائس الأعضاء، إلى الضغط على الجهات المعنيّة لاتّخاذ قرار فوري بوقف إطلاق النار، ومنع أي حصار، وتأمين الدعم الإغاثي للمتضرّرين الّذين ينتظرون إجراءات وحلول مجدية طويلة الأمد".

Previous
Previous

فيديو – تأمّل: بلبلة لبنان

Next
Next

فيديو - عينَك عا وطنّا