موسم الخليقة: محطّة بيئيّة مسيحيّة مسكونيّة عالميّة منتظرة سنويًّا
ما هو موضوع الموسم لهذه السنة؟
إنطلاقًا من أنّنا مخلوقات مشتركة وجزء من كلّ ما صنعه اللّه، وعافيتنا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعافية الأرض، تتّحد العائلة المسكونيّة في الشرق الأوسط والعالم في محطّة سنويّة بيئيّة مسيحيّة ومسكونيّة عالميّة تتجلّى بـ"موسم الخليقة"، حيث نحتفل معًا بالصّلاة والعمل على حماية بيتنا المشترك، أويكوس Oikos اللّه.
هذا الموسم العالميّ كان مجلس كنائس الشرق الأوسط قد أطلقه للمرّة الاولى في المنطقة عام 2021، حيث يمتدّ سنويًّا بين 1 أيلول/ سبتمبر، بداية "موسم الخليقة" وأيّام الصّلاة من أجلها، و4 تشرين الأوّل/ أكتوبر، ختام "موسم الخليقة" وعيد القدّيس فرنسيس الأسّيزي، شفيع البيئة.
بكثير من الرجاء، يحمل "موسم الخليقة" هذه السنة موضوع "ليتدفّق العدل والسلام"، ورمز "النهر العظيم"، حيث يهتف النبي عاموس قائلًا: "ليجرِ العَدلُ كالمياهِ، والصِّدقُ كنهرٍ لا ينقطِعُ!" (عاموس 5: 24). من هنا يدعونا "موسم الخليقة" إلى الإنضمام إلى نهر العدل والسلام والإهتمام بالمناخ والعدالة البيئيّة، وكذلك الوقوف إلى جانب المجتمعات الأكثر تضرّرًا من من الظلم المناخي وفقدان التنوّع البيولوجي.
كما يدعونا الموسم إلى نشر الأمل عوضًا عن اليأس، وسط عالم يواجه تحدّيات بيئيّة كبيرة تهدّد حياة الإنسان. إنّ حالة الطوارئ المناخيّة والبيئيّة اليوم تضرّ بالناس الأكثر هشاشة، حيث يعيش الكثير منهم في الدول الأقلّ ثراءً. لذا بات ضروريًّا تحقيق سلام مرئي مع الأرض وعلى الأرض، في نفس الوقت الّذي تدعونا فيه العدالة إلى التوبة وتغيير المواقف والأفعال. ومع انضمامنا إلى نهر العدل والسلام مع الآخرين، ينبعث الأمل بدلًا من اليأس. يمكن للينابيع أن تتدفّق في الصحراء. ويمكن بناء اقتصاد سلام بدلًا من اقتصادٍ قائم على الصّراعات.
في هذا الإطار ووسط الأزمة البيئيّة والمناخيّة الّتي يعاني منها العالم، كيف يمكننا العمل على حماية بيتنا المشترك؟ وهل يمكننا القيام بتغيير إيجابي؟ على صعيد فرديّ وبحسب دليل "موسوم الخليقة" لهذه السنة، باتت أعمالنا الفرديّة خلال هذا الموسم مهمّة. الإحتفال بالخليقة، والمشاركة في عمليّات التنظيف، وزراعة الأشجار، وتقليل البصمة الكربونيّة لدينا هي بعض الإجراءات الفوريّة الّتي يمكننا اتّخاذها.
لكن هل هذه الخطوات كافية؟ وماذا على الصّعيد العالميّ؟ يشير دليل "موسم الخليقة" 2023 إلى أنّ العدل يشمل أيضًا سداد الديون التاريخيّة. على المستوى العالمي، من واجب الدول ذات القوّة والثروة التعامل بعدلٍ وصدق مع المجتمعات الّتي تعاني أكثر من غيرها من الأزمات المناخيّة والبيئيّة. الّا أنّ هذه الدول، وللأسف، لم تتعامل باستقامة مع جيرانها الأقلّ ثراءً في المنتديات العالميّة. لم تفِ بوعودها بتمويل الخسائر والأضرار الّتي تعاني منها المجتمعات الضعيفة، أو تمويل مبادرات التنوّع البيولوجي الضروريّة في الدول الأقلّ ثراءً، ولم تقدّم التضحيات اللّازمة للبقاء دون 1.5 درجة مئويّة من الإحتباس الحراري.
لكن وفي ظلّ كلّ هذه الإجراءات والمساعي والوعود، تبقى الصّلاة ضروريّة وأساسيّة بحيث يمكن لـ"موسم الخليقة" أن يجدّد بشكل نبويّ وحدتنا المسكونيّة وعنايتنا ببيتنا المشترك. إنّ العدل، الذي يتحقّق توازيًا مع السلام، يدعونا إلى التوبة عن خطايانا تجاه البيئة وتغيير مواقفنا وأفعالنا. يتطلّب الحقُّ منّا العيشَ في سلام، لا في نزاع مع جيراننا من البشر، وبناءَ علاقات صحيحة مع كلّ الخليقة.
لنسير إذًا معًا في شركة واحدة كشعب الله كي يتدفّق العدل والسلام!
واحتفالًا بـ"موسم الخليقة" 2023، تجدون في الرابطين أدناه كتيّب الموسم لهذه السنة باللّغتين العربيّة والإنكليزيّة، حيث يتضمّن كلّ التفاصيل والمعلومات الخاصّة بالموسم وشعار السنة، إضافةً إلى صلوات وإقتراحات للمشاركة في الإحتفالات... علمًا أنّ مجلس كنائس الشرق الأوسط كان قد تولّى مهام تعريب الكتيّب ووضعه بتصرّف المهتمّين.
كما يمكنكم مشاركة أفكاركم وإقتراحاتكم وتجاربكم عبر روابط الهاشتاغ التالية:
SeasonOfCreationME #SeasonOfCreation2023 #MECC#
#موسم_الخليقة #مجلس_كنائس_الشرق_الأوسط