أفضل بداية ممكنة للحياة

جلسات توعية للأمّهات الحوامل والمرضّعات حول الرضاعة الطبيعيّة وتغذية الرضع وصغار الأطفال في سوريا

تُعدّ الرضاعة الطبيعيّة مصدرًا مهمًّا للطفل للحصول على العناصر الغذائيّة الأساسيّة من أجل نمّوه منذ الساعات الأولى من ولادته، إذ تُعتبر بمقام أوّل لقاح للرضيع يحميه من العديد من الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولة، فهو يكتسب خلالها الحليب الغني بالعناصر الغذائيّة والأجسام المضادة الّتي تقوّي جهاز المناعة لديه.

وتوصي منظّمة الصحّة العالميّة بالرضاعة الطبيعيّة الحصريّة خلال الأشهر السّتة الأولى من عمر الطفل دون أي طعام آخر، إذ أنّ ذلك من شأنه أن يعزّز نموّه الحسّي والإدراكي ويقيه من الأمراض، حيث يجب استكمال الرضاعة الطبيعيّة إلى جانب الأطعمة المناسبة لعمر الطفل إلى أن يبلغ العامين أو أكثر.

في هذا الإطار، نظّمت دائرة الخدمة والإغاثة – دياكونيا في مجلس كنائس الشرق الأوسط، مكتب سوريا، جلسات صحيّة ونفسيّة للأمّهات الحوامل والمرضّعات في دمشق ودرعا بهدف تعريفهنَّ بأهميّة الرضاعة الطبيعيّة وفوائدها النفسيّة والجسديّة لكلّ من الرضيع والأم، وكلّ ما يتعلّق بالرضاعة الطبيعيّة والصعوبات الّتي تواجهها الأم في الرضاعة، إضافةً إلى توضيح لبعض المعتقدات الخاطئة، إلى جانب التغذية التكميليّة للرضع وتغذية الأم، والنظام الغذائي عند إصابة الطفل بالمرض.

تضمّنت الدورات أيضًا جلسات دعم نفسي واجتماعي عرّفت السيّدات على أهميّة الرعاية الذاتيّة، مهارات الدعم وبناء الثقة، فهم الأطفال وآرائهم ومشاعرهم، الخصائص النمائيّة من عمر 0-5 سنوات، والتواصل الفعّال مع الأطفال. 

في نهاية الدورة، تسلّمت السيدات المشاركات، واللّواتي بلغ عددهنّ 240 سيّدة، سلّة غذائيّة وحصّة للأم والطفل. كما حصلت كلّ سيّدة على سلّة غذائيّة إضافيّة لمدّة شهرين متتاليين، تضمّنت مواد تحتاجها الأم الحامل والمرضع لتغذيتها وتغذية طفلها. هذا بالإضافة إلى ستّ جلسات استشاريّة قامت خلالها متخصّصة بالموضوع المطروح بمتابعة حالة الأمّهات والأطفال.

قالت إحدى الأمّهات المشاركات في الدورة، وهي أم لطفلين وحامل في الشهر السادس: "كنت عندما أنجب، أعطي طفلي الحليب الصناعي لاعتقادي بأنّني غير قادرة على الرضاعة. لم أكن أرى أي خطأ في هذا التصرّف، وعندما شاركت في هذه الدورة كنت أدافع عن فكرة إعطاء الحليب الصناعي للطفل الرضيع مقتنعة أنّ فائدته تساوي فائدة حليب الأم، لكن تغيّرت نظرتي للموضوع عندما تحدّثت الدكتورة ريم عن طريقة الرضاعة الصحيحة وعن مشاكل الثدي خلال الرضاعة، حيث كان بإمكاني إرضاع طفلي لو أني تحلّيت بالصّبر واتّبعت طريقة الرضاعة الصحيحة".

أمّا سيّدة أخرى فقالت: "كانت الجلسات الإستشاريّة مفيدة جدًّا لنا، إذ أنّها كانت فرصة للحصول على استشارة صحيّة خاصّة لا سيّما وأنّني حامل ولا يمكنني زيارة الطبيب بشكل متكرّر لأنّي لا أملك المال الكافي لذلك. ساعدتني المتخصّصة في التعرّف على نوعيّة وكميّة الأطعمة الّتي يجب أن أتناولها خلال الحمل لتغذية الجنين بالشكل الجيّد. وبما أنّ كلّ إمرأة حامل تشكّل حالة خاصّة، كان من الجيّد أن تلتقي كلّ سيدة بشكل انفرادي مع المتخصّصة. لقد ساعدتني أيضًا في التحضير لإرضاع طفلي بالشكل الصحيح لكي أتجنّب الصعوبات الّتي واجهتها سابقًا".

Previous
Previous

وفد من

Next
Next

50 عامًا من المحبّة الأخويّة بين الكنيستين القبطيّة الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة