"الكرامة للإنسان المنكوب"
الندوة الشّهريّة الجديدة عن بُعد من تنظيم مجلس كنائس الشرق الأوسط
الأمين العام د. ميشال عبس: نحن نعيش يوميًّا مأساة الإنسان المنكوب، حتّى لأصبح جزءًا طبيعيًّا من مشهدنا اليومي
في إطار سلسلة ندواته الشّهريّة، عقد مجلس كنائس الشرق الأوسط ندوة جديدة عن بُعد بعنوان "الكرامة للإنسان المنكوب"، يوم الخميس 30 آذار/ مارس 2023، بمشاركة مجموعة من المتخصّصين والأكاديميّين والمهتمّين بالموضوع المطروح. علمًا أنّ هذه الندوة تأتي ضمن "مشروع الكرامة الإنسانيّة" - "الحوار والتماسك الإجتماعيّ - إعادة تأهيل رأس المال الإجتماعيّ"، الّذي يعمل مجلس كنائس الشرق الأوسط على تنفيذه تباعًا.
تخلّلت الندوة الّتي بُثّت مباشرةً على صفحة مجلس كنائس الشرق الأوسط على موقع فيسبوك (جزء 1 – جزء 2)، ثلاث مداخلات حول الموضوع المطروح، بإدارة د. شوقي عطية الّذي وصف في كلمته حال الرعب الّتي شعر بها الناس خلال اللّحظات الأولى على وقوع الزلزال الّذي ضرب شمال المشرق الأنطاكي، مشدّدًا على أهميّة الكرامة الإنسانيّة وسُبل الحفاظ عليها لا سيّما بعد الحوادث وفي أوقات الشدّة.
استُهلّت الندوة بكلمة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس الّذي تحدّث فيها عن الكرامة الإنسانيّة والإنسان الضعيف قائلًا "نحن نعيش يوميا مأساة الانسان المنكوب، حتى لأصبح جزءا طبيعيا من مشهدنا اليومي. تجده في مخيمات البؤس، وفي احياء اللجوء، في احزمة البؤس حول المدن حيث الحياة الرغدة تصم الاذان عن صراخ واوجاع البؤساء".
وأضاف "لشدة بؤسه يظن المستكبرون المتغطرسون انه يمكنهم امتهان كرامته، اذ يرون عوزه على محياه وفي ملابسه وفي تصرفاته. لا يمكننا ان ننكر ان فاقته قد جعلت منه انسانا ضعيفا، لين العريكة، يمارس التسامح مقابل التنمر في كثير من الأحيان، ولكننا لا نعرف كم يحفر التعرض لكرامته ولمشاعره في نفسه وكم توجعه هذه التصرفات".
وتابع "صلاتنا اليومية، التي اكررها امام الزملاء، والتي تلازمنا في يومياتنا هي "ان الرب قد وضع بين يدينا موارد – او وزنات كثيرة – منها العقل والصحة والمال وسلطة اخذ القرار، الا قدرنا ان نحسن استعمالها لمصلحة عباده، اخوتنا في الإنسانية. هذا شعارنا وهو يعادل القول الإسلامي "اما اليتيم فلا تقهر، واما السائل فلا تنهر، واما بنعمة ربك فحدث".
وختم د. عبس " في تاريخنا في الإغاثة والخدمة الاجتماعية، كما في التنمية، كما في المجالات الأخرى، منذ برامج خدمة منكوبي فلسطين، الى منكوبي لبنان والشام والعراق، نغلف خدماتنا بالكرامة ونقدمها مفعمة بالمحبة الى أهلنا وشعبنا واخوتنا في الإنسانية. هذه المنحى هو حجر زاوية ثقافتنا المؤسسية، ونحن على أبواب مناسبة تأسيسنا الخمسين، ولا ننوي ان نغير ذلك للخمسين القادمة، لا بل سوف نتجذر اكثر في عملنا على الكرامة الإنسانية...".
بعدها بدأت المداخلة الأولى الّتي كانت بعنوان "حفظ الكرامة من خلال الخدمة"، مع المهندس سامر لحام، مدير دائرة الدياكونيا في مجلس كنائس الشرق الأوسط، حيث أضاء على العمل الإغاثيّ الّذي يواصل المجلس تنفيذه منذ اللّحظة الأولى على وقوع الزلزال الّذي أصاب شمال المشرق الأنطاكي، من أجل مساندة المنكوبين والمتضرّرين. كما تحدّث لحام عن اللّجنة المسكونيّة الّتي أطلقها مجلس كنائس الشرق الأوسط بغية تنسيق العمل الإغاثي بين الكنائس في سوريا مسلّطًا الضوء على مشروع المجلس في إعادة ترميم المباني الّتي تضرّرت وتهدّمت جرّاء الزلزال.
أمّا المداخلة الثّانية فتمحورت حول عنوان "الإنسان في مواجهة الكوارث: برامج ومعطيات"، مع د. رودولف القارح، المنسّق العام للمؤتمر الوطني الأوّل لمواجهة الكوارث، حيث قدّم تعريفًا عن الكرامة الإنسانيّة مشيرًا إلى أنّها حقّ مكرّس في الإعلان الدولي لحقوق الإنسان في الأمم المتّحدة... إضافةً إلى تعريف حول الكوارث الطبيعيّة. هذا وتطرّق د. القارح إلى سُبل مواجهة الكوارث وكذلك قوّة الصّدمات الناجمة عنها.
من ثمّ كانت المداخلة الثّالثة بعنوان "الشّفاء النفسي والروحي للمنكوب ومن يدعمه: مساران متلازمان"، مع الأخت ايميلي طنوس، مديرة سابقة ومنفّذة دائمة لبرنامج "الشّفاء من الجروح والصّدمات والمشورة الروحيّة" في مجلس كنائس الشرق الأوسط، حيث سلّطت الضوء على هذا البرنامج، وغايته الّتي تكمن في ترميم المشاعر عبر إعادة قراءة للحدث الّذي وقع، وذلك برفقة متخصّصين روحيّين ونفسيّين. إلى ذلك، تحدّث الأخت ايميلي عن أهداف هذا البرنامج ومن هم المستفيدين منه إضافةً إلى الخبرات المُكتسبة منه.
اختُتمت الندوة بجلسة أسئلة ونقاش بين المشاركين، حيث كان للأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس مداخلة ركّز فيها على أهميّة العمل من أجل الحفاظ على الكرامة الإنسانيّة مضيئًا على المشاريع الإغاثيّة المستقبليّة الّتي يعزم مجلس كنائس الشرق الأوسط على تنفيذها في سوريا.