دورات مهنيّة في سورية تساعد الشباب على الدخول إلى سوق العمل
سنوات طويلة من الحرب في سورية، تركت بلدًا منهكًا وشبابًا عاجزًا عن إيجاد فرص عمل تساعدهم على بناء مستقبل مستقرّ، إذ ارتفعت معدّلات البطالة بين الشباب بنسب كبيرة، حتّى باتت الهجرة حلمهم الوحيد.
وعلى الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة حول معدّل البطالة في سورية، غير أنّه أجري في الفترة الأخيرة بحثًا تحليليًّا تحت عنوان "البطالة في سورية"، خلص إلى الإشارة إلى أنّ أكبر نسبة من العاطلين عن العمل تكمن في الفئة الشابة، والّتي تشكّل نحو 70% من المجتمع، ما يعني خسارة الفئة الأكثر قدرة على العطاء. كما ضمّت محافظة ريف دمشق النسبة الأعلى من الشباب العاطلين عن العمل بين المحافظات السوريّة، بحسب البحث نفسه.
دائرة الخدمة والإغاثة – دياكونيا في مجلس كنائس الشرق الأوسط، مكتب سوريّة، عملت على مساندة الشباب من خلال برنامج سبل العيش، بهدف تمكينهم كي يتمكّنوا من الإعتماد على أنفسهم ماليًّا، بدلًا من الإعتماد على الدعم الإنساني الّذي لا يمكن تأمينه على المدى الطويل، وذلك من خلال دورات تدريبيّة تساعد على رفع كفاءتهم المهنيّة بغض النظر عن مستواهم التعليمي.
ونفّذت دائرة الدياكونيا، مكتب دمشق، دورات تدريب مهنيّة في مدينة جرمانا بريف دمشق، شارك فيها 75 شابًا وشابة من مدينة دمشق وريفها، تراوحت أعمارهم بين 18 و25 عامًا.
تضمّنت الدورات، الّتي تراوحت مدّتها نحو الشهر والنصف مواضيع عدّة: مبادئ وأساسيّات مهنة الحلاقة الرجاليّة والنسائيّة، التجميل، صيانة الهواتف الخلويّة وفنّ الطبخ. التحق بعدها المشاركون بدورة إدارة الأعمال الّتي استمرّت لمدّة خمسة أيام، تعرّفوا خلالها على كيفيّة البدء بمشروع صغير، ثمّ التحقوا بفترة تدريب عمليّة مدفوعة من قبل مجلس كنائس الشرق الأوسط، وذلك في الورشات المهنيّة وصالونات الحلاقة والتجميل كلّ بحسب المهنة الّتي اختارها.
كما تسلّم المشاركون الشهادات الحرفيّة والحقائب المهنيّة الّتي تتضمّن الأدوات اللّازمة للبدء بالعمل.
قالت إحدى المشاركات في دورة فنّ الطبخ: "أنا حاصلة على شهادة المعهد التقاني للعلوم الماليّة والمصرفيّة في جامعة دمشق، وكنت أعمل كبائعة في مكتبة بمدينة معلولا، غير أنّ قلّة المورد المالي لدى المكتبة أرغم مالكيها على الإعتذار منّي لأنّهم باتوا غير قادرين على دفع راتبي الشهري. وهذا ما دفعني أوّلًا إلى تعلّم مهنة قد تكون بمثابة اختصاص جديد يزيد من فرصتي في العثور على عمل يسهم في زيادة مدخول أسرتي".
تضيف قائلةً: "خلال الدورة تعلّمت أمور جديدة لم أكن أعرفها من قبل، مثل: طريقة إعداد الصلصات الخاصّة بالوجبات المختلفة، وطريقة إعداد أطباق متنوّعة من الأطباق الرئيسيّة والحلويات... كنت أشعر بالسعادة في كلّ مرّة أقوم فيها بتجهيز صنفًا من الطعام حيث أضيف عليه لمسة إبداعيّة في تزيينه".
والجدير ذكره أنّ دائرة الخدمة والإغاثة – دياكونيا، في مجلس كنائس الشرق الأوسط، تنفّذ الدورات المهنيّة للشباب وتعمل على دعم المشاريع الصغيرة في عددٍ من المحافظات السوريّة، ضمن برنامج سبل العيش الهادف إلى مساعدة الفئات الأكثر ضعفًا، في الدخول إلى سوق العمل والبدء بمشروعهم الخاصّ.