الدين والسلطة: الروابط والتحدّيات
الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس يحاضر في جامعة القدّيس يوسف في بيروت:
لا بدّ من تلازم بين العلم والدين من أجل حماية كليهما ولكي يصبح دين الناس في مواجهة طاغوت الناس وفي خدمة الناس
قدّم الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس محاضرة بعنوان "الدين والسلطة: الروابط والتحدّيات"، يوم الأربعاء 25 كانون الثاني/ يناير 2023، في حرم العلوم الإنسانيّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت. تأتي هذه المحاضرة ضمن سلسلة محاضرات ينظّمها قسم علوم الأديان في كليّة العلوم الدينيّة في جامعة القدّيس يوسف حول موضوع "علاقة السلطة بالدِّين".
شارك في المحاضرة عميد كليّة العلوم الدينيّة في جامعة القدّيس يوسف الأب صلاح أبو جودة، مديرة المعهد العالي للعلوم الدينيّة في الجامعة، الأخت يارا متى، مدير دائرة العلوم الدينيّة في الكليّة د. مارغريت أسمر بو عون. وأيضًا عدد من الأساتذة والطلّاب من جامعة القدّيس يوسف والجامعة اللّبنانيّة.
خلال المحاضرة، تحدّث د. عبس عن الدين من وجهة نظر علم الإجتماع متطرّقًا إلى موضوع السلطة بمفهومها مطلق، شارحًا العلاقة بين الدين والسلطة. وفي السياق قال "لقد أظهرت التجارب ان للدين دور أساسيّ في صيانة حياة وكرامة ومعنويات الناس، إذ يربطهم بقوّة ماورائيّة لم يرونها ولم يعرفونها ولكن عندهم اليقين أنّها تراقبهم وتحميهم وتعتني بهم وتتوقّع منهم الكثير".
وتابع "إنّ هذه القوة الروحيّة هي أفعل بكثير من أي وسيلة تأثير أخرى، إذ تؤمن عند الإنسان التزخيم والتعزيز المعنويين الذين لا تعطيهما أي قوّة أرضيّة. لا بدّ من تلازم بين العلم والدين من أجل حماية كليهما ولكي يصبح دين الناس في مواجهة طاغوت الناس وفي خدمة الناس، لأن السبت لإنسان، ولكن الأمر يتطلّب الكثير من الحكمة والرجاحة والدراية".
ختامًا أضاء د. عبس على التحدّيات الّتي تفرضها السلطة على الدين وقال أنّ "التحدي الأول هو في فصل الدولة عن الدين. التحدّي الثاني هو في حسن تعلّم مقولات الدين وحسن استيعاب قيمه والإنتماء إليها. التحدّي الثالث هو في ادخال الحوكمة الرشيدة إلى المؤسّسات الدينيّة من أجل حسن استثمار موارد الجماعة المؤمنة من أوقاف ومؤسّسات وغيرها".
وأضاف "التحدّي الرابع الدفاع عن الحرّيات من ضمن منظومة حقوق الإنسان. التحدّي الخامس دعم الناس ماديًّا عبر المشاريع الإنتاجيّة والتنموية وتحويل الحالة الدينيّة من حالة إيمانيّة روحيّة بحت إلى حالة إجتماعيّة إقتصاديّة تتعاطى مع حاجات الناس".
