أطفال الشوارع والكرامة الإنسانيّة
الندوة الشّهريّة الجديدة عن بُعد من تنظيم مجلس كنائس الشرق الأوسط
الأمين العام د. ميشال عبس: الطفل هو عطيّة الخالق واستمراريّة الحياة، وهو وديعة من اللّه كي نحسن معاملته
يتابع مجلس كنائس الشرق الأوسط سلسلة ندواته الشّهريّة حيث عقد ندوة جديدة عن بُعد بعنوان "أطفال الشوارع والكرامة الإنسانيّة"، يوم الخميس 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، بمشاركة مجموعة من المتخصّصين والأكاديميّين وطلّاب الجامعات والمهتمّين بالموضوع المطروح. علمًا أنّ هذه الندوة تأتي ضمن "مشروع الكرامة الإنسانيّة" - "الحوار والتماسك الإجتماعيّ - إعادة تأهيل رأس المال الإجتماعيّ"، الّذي يعمل مجلس كنائس الشرق الأوسط على تنفيذه تباعًا.
تخلّلت الندوة الّتي بُثّت مباشرةً على صفحة مجلس كنائس الشرق الأوسط على موقع فيسبوك ثلاث مداخلات، بإدارة د. لور أبي خليل الّتي ندّدت في كلمتها الإفتتاحيّة بظاهرة أطفال الشوارع"، مضيئةً على معاناتهم والمخاطر الإجتماعيّة الناجمة عن هذه الآفة. كما توجّهت د. أبي خليل بتحيّة لأرواح شهداء غزّة والأطفال الشّهداء.
استُهلّت الندوة بكلمة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس الّذي أدان بدوره ظاهرة أطفال الشوارع مشيرًا إلى أنّ الأطفال والشوارع لا ينسجمان مع بعضهما فقال أنّ الطفل لا يولد كي يعمل ويسكن في الشارع وهذه الظاهرة تتناقض مع مفهوم الكرامة الإنسانيّة.
وتابع د. عبس مشدّدًا على أنّ الطفل هو عطيّة الخالق واستمراريّة الحياة، وهو وديعة من الله كي نحسن معاملته، مضيفًا إلى أنّ حياة أطفال الشوارع تصبح فاقدة الهدف والإستقرار. من هنا قال د. عبس أنّ هذه الظاهرة تشكّل خللًا في البنية الإجتماعيّة والإقتصاديّة ومن الضروريّ معالجة جذور هذه الآفة. لذا بات أساسًا، بحسب د. عبس، أن تتضافر الجهود الدوليّة والجهات المعنيّة من أجل رسم السياسات اللّازمة ومتابعة تطبيق التشريعات الّتي تحمي حقوق وحياة الأطفال.
بعدها، بدأت المداخلة الأولى بعنوان "الإستجابة والتدخّل في موضوع عمالة الأطفال وخاصّة أطفال الشوارع"، مع السيّدة شيرين محمود ريس المينا، قائد فريق حماية الطفل/ العنف القائم على النوع الإجتماعي في منظّمة "أرض البشر" – لوزان. في مداخلتها، تحدّثت السيّدة شيرين عن أهميّة الإستجابة ميدانيًّا من أجل حماية الأطفال، مضيئةً على مهام منظّمة "أرض البشر" والبرامج الّتي تنفّذها بها، إضافةً إلى التحدّيات الّتي يواجهونها، مشدّدة على هدف المنظّمة في محاولة بناء أسس سليمة مع الأطفال كي تحميهم من المخاطر الحياتيّة الجمّة.
أمّا المداخلة الثّانية فحملت عنوان "أطفال الشوارع بلا مأوى وبراءة سُلبت بالقوّة نتيجة قسوة الحياة"، مع د. جميل حليم حبيب، رئيس مجلس إدارة جمعيّة "كاريتاس" – مصر. في مداخلته، سلّط د. جميل الضوء على عمل "كاريتاس" والدور الّذي تقوم به في خدمة الأطفال من دون مأوى منطلقين من مبادئ الجمعيّة الأساسيّة المرتكزة على المحبّة والكرامة للفقراء والمهمّشين، ومتحدّثًا أيضًا عن أهميّة دراسة حالات الأطفال من أجل علاجها، وكذلك التوعية حولها.
من ثمّ، كانت المداخلة الثالثة بعنوان "أطفال الشوارع بين الواقع والمأمول"، مع ا. د. هبة مكرم شاروبيم، عضو مجلس الشيوخ وأستاذ الأدب البريطاني والأميركي المعاصر بجامعة الإسكندريّة. في مداخلتها، شاركت ا. د. هبة مع الحاضرين خبراتها مع ظاهرة أطفال الشوارع في مصر، مشيرةً إلى عمل الكنيسة القبطيّة ومؤسّسة الأزهر في تقديم دروس المشورة للمقبلين على الزواج، ومشدّدة على دور الإعلام في متابعة أطفال الشوارع.
إنتهت الندوة بجلسة أسئلة ونقاش بين المشاركين حيث تبادلوا الآراء والخبرات كلّ بحسب اختصاصه ومجال عمله.