طاولة مستديرة من تنظيم مجلس كنائس الشرق الأوسط

الأمين العام د. ميشال عبس: ان بانوراما الطفولة في بلادنا لا تدفع لا الى السرور ولا الى الاطمئنان، لا الى الحاضر ولا الى المستقبل

عقد مجلس كنائس الشرق الأوسط طاولة مستديرة بعنوان "السياسات الحمائيّة من أجل كرامة الطفولة"، يوم الخميس 28 كانون الأوّل/ ديسمبر 2023، بمشاركة متحدّثين خبراء من مختلف المجالات وبمشاركة ضيوف، متخصّصين ومهتمّين بالموضوع المطروح في مقرّ الأمانة العامة للمجلس في بيروت، أو تابعوا عن بُعد عبر تطبيق زوم.

بُثّت الندوة مباشرة على صفحة مجلس كنائس الشرق الأوسط على موقع فيسبوك وتضمّنت جلستين وفقرات للنقاش. كما بدأت بكلمة الإفتتاح والترحيب الّتي وجّهتها د. لور أبي خليل حيث شدّدت فيها على ضرورة حماية الأطفال، الحفاظ على حقوقهم وصون كرامتهم، خصوصًا وأنّ كُثر منهم يتعرّضون إلى كلّ انواع الإنتهاكات جرّاء الأزمات الّتي نمرّ بها.

بعدها، استُهلّت الندوة بكلمة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس بعنوان "الطفولة والكرامة وتحديات المستقبل"، حيث أشار فيها إلى أنّ هدف إعادة تأهيل راس المال الاجتماعي والكرامة الإنسانية يشكل جزءا أساسيا من توجهات مجلس كنائس الشرق الأوسط. وأضاف أيضًا أنّه "لا نستطيع ان نقول، رغم كل الجهود المبذولة، ان حماية الطفولة المتوفرة في مجتمعاتنا كافية وتوصل الطفل الى شاطئ امان سن الرشد، دون ان يتعرض لشتى أنواع الازمات او المشاكل او الصعوبات، او كلها معاً... ما كان منجزا، وثابتا، وفاعلا، اضحى هدفا نحاول العودة اليه، او الى بعض منه...".

وتابع "ان بانوراما الطفولة في بلادنا لا تدفع لا الى السرور ولا الى الاطمئنان، لا الى الحاضر ولا الى المستقبل، اذ كلما نشط الناشطون والمعنيون في مجال الطفولة في انجاز ما يحميها ويؤمن لها مستقبلا أفضل – على الصعيد المايكرو – تأتي التحولات على الصعيد الماكرو وتطيح بكل ما انجز وذلك بشحطة قلم بالمعنى المجازي".

وختم د. ميشال عبس "هذه هي الندوة العشرين التي نعقدها حول الكرامة الإنسانية، وهي الندوة السادسة حول الطفولة، وهي تتوج الندوات الخمسة حول الطفولة التي سبقتها، كل ذلك من ضمن برنامج اشمل يهدف من ضمن ما يهدف، الى انتاج مؤشر للكرامة في بلادنا يعتمد من اجل تقييم وضع الكرامة الذي يختصر، واتجرأ ان أقول، يختزل، كل المؤشرات الاجتماعية".

من ثمّ بدأت الجلسة الأولى بعنوان "السياسات الحمائيّة للأطفال حديثي الولادة وأطفال الشوارع" حيث كانت بإدارة د. شوقي عطية. خلال الجلسة، تحدّثت الأستاذة باسمة روماني، مسؤولة القسم القانوني المتعلّق بقضايا الأحداث في جمعيّة حماية عن "حماية الطفل بين دور القضاء ومنظّمات المجتمع المدني في لبنان". كما تطرّقت السيّدة فاطمة عردات، مدير برنامج حماية الطفل في منظّمة أرض البشر إلى موضوع "معالجة التحدّيات المعقّدة الّتي يواجهها الأطفال العاملين في الشارع".

هذا وتكلّمت أيضًا د. رجاء سليم، أستاذة وباحثة في العلوم السياسيّة عن "السياسة الحمائيّة للأطفال بلا مأوى في مصر"، وأضاء د. رياض عرار، المستشار الوطني لتقوية الأسرة في منظمة قرى الأطفال/ فلسطين، على "نظام الحماية للأطفال الفلسطينيّين في السياق الكولونيالي والسياق الوطني".

بعد الإستراحة، بدأت الجلسة الثانية بعنوان "السياسة الحمائيّة للحدّ من عمالة الأطفال والتسرّب المدرسيّ والعنف ضدّ الأطفال"، حيث كانت بإدارة د. لور أبي خليل. خلال الجلسة، تحدّث د. ايلي مخايل، أستاذ في الجامعة اللّبنانيّة ومستشار في وزارة التربية، عن "السياسات التربويّة للوقاية والتدخّل وإعادة دمج الأطفال المتسرّبين". وسلّطت السيّدة نزهة شليطا، رئيسة وحدة مكافحة عمل الأطفال في وزارة العمل اللّبنانيّة، الضوء على "دور وزارة العمل في حماية الأطفال من الأعمال الخطرة وأسوأ أشكالها".

إلى ذلك، بحث د. ياسر كلزي، عضو اللّجنة الوطنيّة لحماية الطفل في سورية، في مسألة "استراتيجيّات حماية الأطفال في سورية خلال الأزمة". كما عرضت د. هيفاء سلام، أستاذة وباحثة في معهد العلوم الإجتماعيّة في الجامعة اللّبنانيّة، لموضوع "فعاليّة السياسات الإجتماعيّة في لبنان للحدّ من عمالة الأطفال". وتحدّثت السيّدة ريتا كرم، أمين عام المجلس الأعلى للطفولة عن "حماية الطفولة من خلال السياسات الوطنيّة في لبنان".

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الندوة تأتي في إطار سلسلة الندوات الشّهريّة الّتي كان مجلس كنائس الشرق الأوسط قد أطلقها، وضمن "مشروع الكرامة الإنسانيّة" - "الحوار والتماسك الإجتماعيّ - إعادة تأهيل رأس المال الإجتماعيّ".