القس د. منذر اسحق - بيت لحم
"الميلاد حَزين وقلقون على مصيرنا ونرى صورة المسيح في كل طفلٍ يُقتَل"
خاص: إعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط
فيما يَتخبط العالم بالمطالعات والسيناريوهات المتنوعة، ووسط انعدام المساءلة والسكوت عما يحدث في غزة، والخوف من أن تَنتقل هذه الحرب الهمجية والابادة إلى أكثر من مكان، يحل الميلادُ حزيناً على فلسطين، مهد المسيح حيث الأطفال يقتلون، والعائلات تشرد وتموت جوعاً دون حسيب ومعاقبة القاتل. فكفى حرباً وإبادة.
بهذا الألم وبهذه الصرخة الإنسانِيَة المُوْجِعة المكسورة الحزينة، عبر القس د. منذر اسحق، راعي الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم، عن "الواقع الأليم الذي تَمُر به فلسطين اليوم والذي أدّى إلى إلغاء كل مظاهر الاِحتفالات الميلادية والزينة باستثناء الصلوات التي تُعطي الرجاء ويَلتمس من خلالها الشعب العزاء من الله".
أضاف:"
إن مغارة الميلاد هذا العام ٢٠٢٣ قد عبَّرت عن واقع الأطفال الذين يُقتَلون تحت الركام، عبَّرت عن البيوت المُدَمَّرة والعائلات المُشَرَّدة، فيما العالم يستمر في تبرير قتل هؤلاء الأطفال الأبرياء. لذلك، إن رسالتنا في هذا الزمن هي رسالة تضامن مع المقهورين، رسالة نؤكد فيها ان الله معنا في آلامِنا وأحزاننا ووَجعنا، ولو كان المسيح سَيولَد تحت الانقاض في غزة.
نعم إن العالم يحتفل بالميلاد ويتباهى بالزينة والاِحتِفالات المُتَنَوِّعة، فيما ميلاد فلسطين، مهد المسيح، حيث الأطفال يُقتلون والاهالي يُشردّون، نحنُ مَكسورون وقَلقون على أنفسنا واخوتِنا في غزة ونسأل هل سَتَنْتَقِل هذه الحرب إلينا، وهل سَيَكون مصيرنا كما حصل في العام ١٩٤٨ والعام ١٩٦٧، بحيث لا نعرف ما نهاية هذه الابادة ولا نعرف كيف ستنتهي؟ من هنا نقول: كفى موتاً ودماراً... نريد حياة كريمة لأطفالنا وعائلاتنا في غزة".
وعن توصيف ما يَحصل حقيقة في غزة ومآثر هذه الجرائم البشعة على المُستوى الإنساني قال القس منذر:
"إن ما يحصل حالياً في غزة هو إبادة وتطهير عرقي لأكثر من مليون وثمانية الف فلسطيني، ونحن نُدرِك ونَعي تماما أنها ليست حربا ضد استرجاع المخطوفين، إنَّما حرباً ضد الشعب الفلسطيني والدليل هو حجم الدّمار الموجع الذي خلفته آلة الحرب ]الإسرائيلية[ والتي تَركَتْ كارِثةً كبيرةً أَدَّتْ إلى تَرك حوالي مليون وثمانية الف فلسطين بلا مأوى مع ما يُرافق ذلك من قَتل وتجويع وتخويف ورعب."
وتابع:"
حتى الآن اِستَشهَد حوالي ٢٠ الف فلسطيني، منهم ما لا يَقُل عن ٧ آلاف طفل، وكل المسيحيين الذين تَهجّروا ولَجأوا الى الكنائس قد خسروا كل شيء، وما زالت ]إسرائيل[ تَتَمادى في القتل لأنّها تُدرك انّه لا يوجد من يحاسبها. وإن الوضع اليوم هو أكثر من كارثي بحيث نسمع من الأصدقاء رواياتٍ مرعبة تُلَخِّص عبارة الجحيم على أرض غزة ولا سيما ان البرد أصبح قارساً والاهالي بلا سكن، وجوع كبير، وقصف قاتل، لا طعام، المستشفيات مكتظّة، لا أدوية، وأشخاص يموتون بسبب عدم العناية الطبيّة وأشخاص يكتفون بتناول حبّتين من التمر يوميّاً فيموتون جوعاً... أين الضمير العالمي؟ أي حقوق إنسانِيّة نتحدث عنها؟ كيف ستنتهي هذه الإبادة؟ نريد أجوِبة قبل فَوات الأَوان".