ما الّذي ستحمله سنة 2023؟

تقرير: كانون الأوّل/ ديسمبر 2022

أُشيع أنّ سنة 2023 ستكون أكثر صعوبة بالنسبة للعالم. كيف سيؤثّر الركود العالميّ المحتمل على الشرق الأوسط؟. مصدر الصورة: https://thesparrow.news.

بحسب البنك الدولي، تعاني معظم دول الشرق الأوسط من تراكم في ديونها، حيث تعود هذه الظّاهرة إلى أسباب عدّة تتعلّق بكلّ دولة بمفردها. مع ذلك، قد تؤدّي الأزمة الإقتصاديّة العالميّة والأحداث في أوروبا الشّرقيّة إلى تداعيات مباشرة على الديون الخارجيّة لا سيّما وأنّ دول عدّة اضّطرّت إلى إنفاق أموالها بهدف ضمان تأمين السّلع الأساسيّة مثل الوقود والقمح. في الواقع، بات ضروريًّا على دول الشرق الأوسط، الآن أكثر من أي وقت مضى، أن تتحّد وتعمل معًا في سبيل تأمين احتياجاتها والتخفيف من حدّة الأعباء الّتي قد تطرأ سنة 2023.

 

1- الوضع الإقتصاديّ والإجتماعيّ

مصر

بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة بكورونا والوفيات والملقّحين كالتّالي:

515,493 إصابة مؤكّدة

24,801 حالة وفاة

منذ 3 كانون الأوّل/ ديسبمر 2022، تمّ إعطاء نحو 100,825,424 جرعة لقاح

وزيرة التخطيط والتنمية الإقتصاديّة المصريّة هالة السعيد.

تمّ التوصّل في الفترة الأخيرة إلى اتّفاق يمنح مصر الحقّ في الحصول على قرض بقيمة 3 مليارات دولار. الّا أنّ هذا الاتّفاق لم يسهم بعد في التخفيف من الأعباء الّتي تواجهها البلاد. علمًا أنّ معدّل التضخّم بلغ 20% مع استمرار تراجع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار، حيث سجّلت متوسّطات أسعار الدولار الأميركي مقابل الجنيه المصري 36 جنيه في السّوق الموازية. كما أنّ ارتفاع أسعار السّلع الأساسيّة، بما فيها القمح وزيت دوّار الشّمس، أدّى أيضًا إلى التضخّم الّذي تعاني منه مصر.

كما أنّ محاولة البنك المركزي المصري في تحديد سعر صرف جديد تسبّبت بانخفاض حادّ في قيمة الجنيه المصري، ما أدّى إلى زيادة تكاليف الإستيراد وخفض احتياطيّات النقد الأجنبي وارتفاع عجز الموازنة. وما زاد الطين بلّة كان انخفاض صافي الأصول الأجنبيّة لمصر بقيمة 109.9 مليار جنيه مصري (4.47 مليار دولار) في ظلّ التراجع الّذي شهده منذ أيلول/ سبتمبر 2021. علمًا أنّ مصر باتت عازمة على اعتماد قانون جديد من شأنه أن يرغم أصحاب الأعمال التجاريّة على طلب موافقة الأجهزة الأمنيّة عبر تسديد رسوم معيّنة. وتجدر الإشارة أنّ مصر قد خسرت قسمًا كبيرًا من مخزونها المالي ما دفعها إلى تعزيز خزائنها على حساب المواطنين. وهذا ما يشير إلى تباطؤ اقتصاديّ أو ركود قد تواجهه مصر في المستقبل القريب.

مع ازدياد المستجدّات خطورة، يطالب بعض أعضاء البرلمان بإجراء تقرير يعرض بدقّة الوضع المالي والإقتصادي في مصر، حيث يعتبرون أنّ عدم وجود أي معلومات حول الظّروف الإقتصاديّة قد يؤدّي إلى مزيد من الإضّطرابات في الأسواق وتفاقم الشّائعات المتعلّقة بالظّروف الإقتصاديّة. كما طالبوا أيضًا بتوضيح الخطوات الّتي ستّتخذها الحكومة من أجل التحكّم بأسعار الأسواق ومعدّلات التضخّم غير المسبوقة، وما إذا كان سيتمّ تعويم الجنيه مرّة أخرى كما بات مشاعًا.

وعلى الرّغم من الوضع المقلق في مصر، يبدو أنّ الحكومة تعمل بجهد من أجل التخفيف من حدّة خطورة الأوضاع الّتي تمرّ بها مصر. وتسعى من هنا إلى تعزيز احتياطيّات البلاد من النقد الأجنبي على المدى القصير أو المتوسّط ​​وسط استمرار التضخّم العالمي. كما أكّد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي على استمرار التعاون بين الحكومة والبنك المركزي لتأمين مصادر تمويل بالدولار الأميركي في سبيل تأمين السّلع الأساسيّة والمدخلّات. بدورها، أكّدت وزيرة التخطيط والتنمية الإقتصاديّة هالة السعيد في مقابلة لها أنّ هناك خطط متوسّطة وطويلة الأمد منوي تحقيقها من أجل تحسين الإقتصاد المصري. وهذا ما دفع الحكومة إلى البدء فعليًّا في ترشيد نفقاتها توازيًا مع توفير السّلع الأساسيّة الضروريّة بأسعار منخفضة في الأسواق.

الأردن

بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة بكورونا والوفيات والملقّحين كالتّالي:

1,746,997 إصابة مؤكّدة

14,122 حالة وفاة

منذ 20 آب/ أغسطس 2022، تمّ إعطاء نحو 10,057,975 جرعة لقاح

صورة لإطار محترق جرّاء غارة وقعت في جنوب الأردن. مصدر الصورة: أ.ف.ب.

على الرّغم من التحسّن الّذي قد يشهده الإقتصاد الأردنيّ في المستقبل، أدّى ارتفاع الأسعار داخل المملكة الأردنيّة الهاشميّة إلى احتجاجات من قبل المواطنين. توازيًا، تضاعفت أسعار الوقود في الأردن مقارنة بالعام الفائت، ما أدّى إلى ارتفاع في أسعار الديزل، الّذي يُستخدم في الشّاحنات والحافلات، والكيروزين المستخدم للتدفئة. جاء ذلك بسبب قرار لجنة تسعير المشتقّات النفطيّة في الأردن برفع أسعار بعض مشتقّات الوقود في شهر كانون الأوّل/ ديسمبر. علمًا أنّ الحكومة الأردنيّة كانت قد دفعت أكثر من 500 مليون دينار أردني (700 مليون دولار) للحدّ من ارتفاع أسعار الوقود هذه السّنة حيث لا يمكنها تقديم أكثر من ذلك خصوصًا وأنّها تريد تجنّب تجاوز صفقة صندوق النقد الدولي.

من هنا، باتت خطوة الحكومة الأردنيّة غير مجدية، ما أدّى إلى اندلاع احتجاجات عنيفة أسفرت عن مقتل ضابط في الشرطة الأردنيّة. وبتعليمات من جلالة الملك عبد الله الثاني، تحاول الحكومة إنعاش الوضع الإقتصادي وتحسينه. مع ذلك، تمّ تأجيل البحث في الخطط المزمع تنفيذها جرّاء مشاكل ماليّة عدّة. وتجدر الإشارة إلى أنّ إحدى الخطط تضمّ 123 صفحة بحيث تهدف إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي للأردن إلى 82 مليار دولار على مدى السّنوات العشر المقبلة، وذلك جزئيًّا من خلال جذب 41 مليار دولار من التمويل والإستثمار غير المحدّد خلال هذه الفترة. كما تهدف إلى تأمين فرص عمل لأكثر من مليون شخص سينضمّون إلى القوى العاملة خلال العقد المقبل. ومن أجل تحقيق نتائج مثمرة عبر هذه الخطّة، ترأّس جلالة الملك عبد الله الثاني جلسة لمجلس الوزراء طلب فيها من رئيس الوزراء بشر الخصاونة تقديم تقرير كلّ ثلاثة أشهر حول كيفيّة تنفيذ الخطّة.

العراق

بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة بكورونا والوفيات والملقّحين كالتّالي:

2,464,997 إصابة مؤكّدة

25,369 حالة وفاة

منذ 10 كانون الأوّل/ ديسمبر 2022، تمّ إعطاء نحو 19,534,812 جرعة لقاح

يرى البنك الدولي بوادر إيجابيّة في أداء العراق خلال هذا السّنة. الصورة: وكالة الأنباء العراقيّة.

أعلن البنك الدولي أنّ الإقتصاد العراقي يشهد نموًّا كبيرًا وصل إلى 10.5%، إضافةً إلى زيادة في إنتاج القطاع غير النفطي في العراق. وقد جاء هذا النموّ بعد زيادة معدّلات الصّادرات، وارتفاع الأسعار العالميّة، وكذلك ارتفاع معدّل إنتاج النفط، وزيادة الإنتاج في القطاع غير النفطي. ومع استمرار ارتفاع الإيرادات العامة، تكمن فرصة مهمّة قد تدعم الإقتصاد العراقي بهدف تنويعه وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطيّة في الناتج المحلّي الإجمالي. لكن لفت البنك الدولي إلى أنّ الإقتصاد العراقي لا يزال يعاني من مشاكل عدّة مثل أزمة المياه والمناخ، الّتي تحتاج إلى حلول عاجلة تضمن الحفاظ على المرونة والنموّ الإقتصادي.

كما أكّد البنك المركزي خلال هذا الشّهر أنّ هدف السّياسة النقديّة الّتي يتّبعها يكمن في تحقيق الإستقرار والنموّ الاقتصادي من خلال استخدام مختلف أدوات السّياسة النقديّة. وأشار البنك المركزي العراقي إلى أنّ مبادراته بتقديم مساعدة بقيمة 12.33 مليار دولار ساعدت في تأمين التمويل للعديد من المشاريع الصّغيرة والمتوسّطة والكبيرة لدعم القطاع الخاصّ والتنويع الإقتصادي. علمًا أنّ إحدى أهداف البنك لتنويع الإقتصاد تشمل مساندة نقديّة بقيمة 685 مليون دولار أميركي لتمويل شراء أنظمة الطاقة المتجدّدة للأفراد والشّركات على حدّ سواء. على هذا النحو، فإنّ البنك المركزي العراقي يتماشى مع أولويّات البنك الدولي.

لبنان

بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة بكورونا والوفيات والملقّحين كالتّالي:

1,221,696 إصابة مؤكّدة

10,742 حالة وفاة

منذ 11 كانون الأوّل/ ديسمبر 2022، تمّ إعطاء نحو 5,813,287 جرعة لقاح

مواطنون ينتظرون دورهم في طابور في أحد الأفران في بيروت، لبنان، تمّوز/ يوليو 2022. الصورة: حسام شبارو/ وكالة الأناضول، Getty Images.

عقد صندوق النقد الدولي، خلال شهر كانون الأوّل/ ديسمبر، سلسلة اجتماعات حول كيفيّة التعامل مع التفاهمات والاتّفاقيّات الأوّليّة الّتي أُبرمت على صعيد الموظّفين في ما يتعلّق ببرامج القروض لمختلف الدول حول العالم. الّا أنّ لبنان لم يكن مدرجًا في جدول أعمال المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، لا سيّما وأنّه لم ينفّذ حتّى الآن سوا خطوتين إصلاحيّتين من ضمن خطوات الإصلاح الثماني الّتي طلبها صندوق النقد الدولي. كما أنّ الأرقام المتعلّقة بالخطط تحتاج إلى تحديث من أجل تقدير نسبة الخسائر والودائع الّتي يمكن ضمانها. على سبيل المثال، ارتفع بند الأصول المتداولة الأخرى في ميزانيّة مصرف لبنان بنسبة 49.91٪ من الفترة نفسها من العام الفائت إلى نهاية الشّهر الفائت، ما يدلّ على تغيير كبير في الأرقام وتسجيل خسائر متراكمة في الميزانيّة.

منذ بداية عام 2022، خسرت احتياطيّات مصرف لبنان نحو 2.64 مليار دولار من حيث القيمة، في ما واجهت احتياطيّاته من الذهب تقلّبات عدّة جرّاء التغيّرات في أسعار الذهب الّتي تشهدها الأسواق العالميّة. كلّ ذلك يعني أن الحاجة باتت ضروريّة إلى خطّة تعيد رسم الأرقام مع التعديلات الجديدة في ميزانيّات القطاع المالي. في ظلّ هذه المستجدّات لا يبدو حاليًّا أنّ هناك أي بادرة لبنانيّة تسعى إلى حلّ المشاكل الّتي يعاني منها لبنان. بات الوضع غير مطمئن نظرًا للفراغ الرئاسي الّذي تشهده البلاد وعدم القدرة على إصدار المراسيم ومشاريع القوانين المتعلّقة بالمسائل المصيريّة.

أمّا ميدانيًّا، فالأمور ما زالت على حالها. وبحسب منظّمة "هيومن رايتس ووتش"، باتت غالبيّة الناس في لبنان عاجزة عن تأمين حقوقها الإجتماعيّة والإقتصاديّة وسط أزمة اقتصاديّة متفاقمة تستفحل في البلاد، حيث أصبحت العائلات ذات الدخل المنخفض تتحمّل أعباء كبيرة. كما أنّ إحدى الأبحاث الّتي أُجريت حديثًا تسلّط الضوء على المستويات المقلقة للفقر الّتي وصل إليها لبنان إضافةً إلى انعدام الأمن الغذائي، وذلك نتيجة لانهيار القطاع الإقتصادي والتضخّم الّذي طرأ في البلاد.

في غضون ذلك، فشلت السّلطات اللّبنانيّة في ضمان مستوى معيشي يحفظ كرامة الجميع. وما زاد الطين بلّة هو تعطّل نظام الحماية الإجتماعيّة في لبنان، حيث بات المسنّون والأطفال من دون أي حماية. وفي ما بات مسار الإقتصاد اللّبنانيّ يتّجه نحو الهاوية، كان من المقرّر أن يشهد هذا الإقتصاد انكماشًا بنسبة 5.4٪ عام 2022، ما يؤدّي إلى زيادة نسبة الأزمات الإجتماعيّة والإقتصاديّة. لن تكون سنة 2023 أحسن حالًا حيث سيستمرّ اللّبنانيّون في مشاهدة قطاعات بلادهم تنهار تباعًا.

فلسطين

بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة بكورونا والوفيات والملقّحين كالتّالي:

703,228 إصابة مؤكّدة

5,708 حالة وفاة

منذ 17 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2022، تمّ إعطاء نحو 3,748,571 جرعة لقاح

مسؤولون فلسطينيّون وأوروبيّون خلال توقيع اتّفاقيّة يوم الأربعاء 8 كانون الأوّل/ ديسمبر 2022. الصورة: وكالة "وفا".

بحسب وكالة التنمية التابعة للأمم المتّحدة، تكبّد الإقتصاد الفلسطيني خسائر بقيمة 50 مليار دولار أميركيّ على مدار 20 عامًا بين عامي 2000 و2020، بسبب القيود الّتي تفرضها إسرائيل في البلاد. وفي تقرير بعنوان "التكاليف الإقتصاديّة للإحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني: حصيلة القيود الإضافيّة في المنطقة ج، 2000-2020"، الّذي قُدّم إلى الجمعيّة العامة، يكشف مؤتمر الأمم المتّحدة للتجارة والتنمية أنّ القيود الإضافيّة الّتي فرضت داخل ما يُسمى المنطقة "ج" في الضفّة الغربيّة المحتلّة والّتي لا تزال تحت السيطرة الإسرائيليّة بشكل كامل، كلّفت 2.5 مليار دولار سنويًّا. ويشير التقرير إلى أنّ التكلفة التراكميّة بين عامي 2000 و2020 تعادل ثلاثة أضعاف الناتج المحلّي الإجمالي للضفّة الغربيّة في عام 2020 وأكثر من 2.5 ضعف الناتج المحلّي الإجمالي الفلسطيني في نفس العام.

كما أنّ المنطقة "ج" الّتي تضمّ أراض خصبة وموارد طبيعيّة غنيّة والّتي تشكّل حوالي 60% من الضفّة الغربيّة، باتت خاضعة للمستوطنات الإسرائيليّة. هذا وتضع السّلطة القائمة بالإحتلال 70% من المنطقة "ج" داخل حدود المجالس الإقليميّة للمستوطنات، ما يجعل ذلك الجزء من المنطقة "ج" محظورًا على التنمية الفلسطينيّة. ولا يزال وصول الفلسطينيّين إلى ما تبقّى من المنطقة "ج"، أي 30% منها، مقيّدًا بشدّة.

هذا ليس بجديد في ما يتعلّق بما يقوم به الإحتلال من أعمال عنيفة ضدّ الفلسطينيّين. وعلى الرّغم من أنّ غالبيّة الثروات الطبيعيّة الفلسطينيّة قد سُلبت، يستمرّ الفلسطينيّون في بناء علاقات وثيقة مع الشّركاء الدوليّين. على سبيل المثال، وقّعت شركات أوروبيّة وفلسطينيّة في كانون الأوّل/ ديسمبر خمس اتّفاقيّات استثمار وتمويل تزيد قيمتها عن 80 مليون يورو. جاء ذلك على هامش منتدى الأعمال الأوروبي الفلسطيني الأوّل الّذي عُقد في رام الله بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية وممثّلون عن مصارف عدّة ومسؤولون فلسطينيّون وأوروبيّون ومؤسّسات مالية وأصحاب أعمال من الطرفين. وتهدف هذه الخطوة إلى دعم جهود الحكومة الفلسطينيّة بهدف تطوير الإقتصاد وتوسيع آفاق دور المصارف وتعزيز الشّراكة بين القطاعين العام والخاصّ.

سوريا

بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة بكورونا والوفيات والملقّحين كالتّالي:

57,423 إصابة مؤكّدة

3,163 حالة وفاة

منذ 15 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2022، تمّ إعطاء نحو 4,777,586 جرعة لقاح

مع تضرّر اقتصادها خلال أكثر من عقد جرّاء الحرب، أعلنت سوريا عن أربع زيادات إضافيّة في أسعار الوقود هذه السّنة. مصدر الصورة: المنظّمة العالميّة للسّلام.

تعاني سوريا من أزمة نفطيّة خصوصًا وأنّ الحكومة السّوريّة لم تعد تستطيع السّيطرة على حقول النفط في الشرق الأوسط في ظلّ استمرار العقوبات الّتي فرضتها الولايات المتّحدة والّتي منعت سوريا من استيراد النفط. ونتيجة لذلك، اندلعت بعض التظاهرات في مناطق عدّة مثل السويداء احتجاجًا على النقص المتزايد في كميّات الوقود وتدهور الوضع الإقتصادي في البلاد. كما أفادت بعض التقارير أنّ حركة المرور باتت خجولة تقريبًا في المدن والشّوارع أصبحت شبه خالية. في الواقع، أصبحت الظّروف المعيشيّة صعبة في الأراضي الّتي تسيطر عليها الحكومة السّوريّة لا سيّما مع تفاقم أزمة الوقود والإنخفاض القياسيّ لسعر صرف اللّيرة السّوريّة مقابل الدولار الأميركي.

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان (O.H.R) أنّ شوارع حلب في المدينة الّتي تسيطر عليها الحكومة أصبحت خالية من السّلع الأساسيّة وموادّ الديزل والغاز والبنزين، بعد أن كانت المنطقة قوّة اقتصاديّة مهمّة لسوريا. هذا وتمّ أيضًا الإبلاغ عن انقطاع الكهرباء على نطاق واسع بسبب نقص الوقود الضروريّ لمحطّات الطاقة والمولّدات الخاصّة. كما أغلقت العديد من المصانع والشركات الصّغيرة أبوابها لأنّها أصبحت عاجزة عن الحفاظ على ساعات العمل العادية. كما تمّ إغلاق المكاتب الحكوميّة للأسباب نفسها. مع عدم وجود أي حلّ في الأفق، فرضت الحكومة قرارًا جديدًا تجلّى في تقنين إمدادات البنزين وزيت الوقود. من هنا أرخى الإستنزاف في احتياطيّات الوقود بظلاله على الإقتصاد السّوري الضعيف.

خلال هذا الشّهر، لم تحقّق الحكومة السّوريّة أي إنجازات وتطوّرات جديدة. في الموازاة، انخفضت اللّيرة السّوريّة إلى مستويات تاريخيّة، إذ تجاوز سعر صرف اللّيرة في السّوق السّوداء حاجز الـ6000 مقابل الدولار الأميركي. ويشكّل ضعف اللّيرة السّوريّة مؤشّرًا رئيسًا يوضح مدى تفاقم الأزمة الإقتصاديّة السّوريّة هذه السّنة، ما أدّى إلى ارتفاع في أسعار الواردات والتكاليف المعيشيّة. وما زاد الطين بلّة هو تفشّي وباء الكوليرا حيث يواجه السّوريّون تداعياته مع تسجيل أكثر من 15000 حالة مشتبه بها. صحيح أنّ الحكومة تسعى إلى القضاء على هذا المرض، إلّا أنّ المراكز الصحيّة تعاني من ضعف في مواردها وطاقاتها. مع العلم أنّ استمرار الأعمال العسكريّة بشكل واسع النطاق يشكّل أحد العوامل الرّئيسة الّتي تؤدّي إلى زعزعة استقرار سوريا واقتصادها.

قبرص

بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة بكورونا والوفيات والملقّحين كالتّالي:

625,562 إصابة مؤكّدة

1,250 حالة وفاة

منذ 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، تمّ إعطاء نحو 1,837,359 جرعة لقاح 

السيّد كونستانتينوس بيتريدس، وزير الماليّة القبرصي. مصدر الصورة:  kathimerini.com.cy.

في مقابلة مع مجلّة الأعمال التجاريّة Kathimerini، لفت وزير الماليّة كونستانتينوس بيتريدس إلى أنّ التضخّم وصل إلى ذروته وسيبدأ في الإنخفاض تباعًا. جاء تصريحه مقابل الأخبار الّتي أشارت إلى أنّ الإقتصاد القبرصي سيشهد تباطؤًا السّنة المقبلة بسبب ارتفاع في أسعار الطاقة. غير أنّ بيتريدس أشاد بنشاط القطاع السياحي ومرونة الإقتصاد القبرصي وسياسة التعافي الّتي تمّ تبنّيها. كما أشار إلى أنّ الإرتفاع في أسعار الفوائد في هذه المرحلة يشكّل المسار الأفضل للتعامل مع التضخّم. واعتبر أنّ النتائج الصّادرة عن استراتيجيّة استقطاب الشركات والإستثمارات الأجنبيّة كانت "ممتازة"، وأنّ خطوة إصدار السّندات الخضراء "مهمّة جدًّا" للتأكّد من مصداقيّة وشفافيّة الإقتصاد القبرصي.

أمّا في ما يخصّ الإصلاح الضريبي، فأكّد وزير الماليّة أنّ الوقت الآن غير مناسب من أجل التخلّي عن أي تغييرات تتعلّق بالضرائب. وما هو مهّم اليوم يبقى في الحفاظ على مكانة قبرص كمصدر جاذب للإستثمارات ومركز للأعمال والتجارة. إلى ذلك، أشار أيضًا إلى أنّه على الرغم من التباطؤ في النشاط الإقتصادي الّذي ستشهده سنة 2023، ما زال القطاع الإقتصادي يسجّل نتائج إيجابيّة بسبب تطوّر خدمات الإتّصال وتحسين الرحلات الجويّة.

علاوة على ذلك، يتمّ تقييم القطاع المصرفي بشكل مستمرّ بسبب النتائج الإيجابيّة الّتي يحقّقها. على سبيل المثال، رفعت شركة Capital Intelligence Ratings (CI Ratings or CI)  تصنيفها للعملات الأجنبيّة الطويلة الأمد (LT FCR) الخاصّة بقبرص (BoC) من درجة BB- إلى BB.

 

2- حال اللّاجئين

مصر

  • أفاد برنامج الأغذية العالمي أنّ 273000 شخص تلقّوا مساعدة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، من بينهم 105000 لاجئ من الفئات الضعيفة المسجّلين تمّ دعمهم عبر مساعدات نقديّة شهريّة لمساندتهم في تأمين احتياجاتهم الغذائيّة الأساسيّة.[1]

الأردن

صرّحت المفوضيّة السّامية للأمم المتّحدة لشؤون اللّاجئين عن وجود 669,483 لاجئ مسجّل في الأردن حتّى بداية شهر كانون الأوّل/ ديسمبر.

وتتوزّع نسبة النازحين السّوريّين المسجّلين في المفوضيّة لشهر كانون الأوّل/ ديسمبر على النحو التّالي:

- 199,303 في محافظة عمّان (29.8%)

- 169,710 في محافظة المفرق (25.4%)

- 133,128 في محافظة اربد (19.9%) 

- 98,702 في محافظة الزرقاء  (14.8%)

- 17,683 في محافظة البلقاء (2.6%)

- 13,195 في محافظة مادبا  (2%)

- 8,889 في محافظة جرش (1.3%)

- 8,437 في محافظة الكرك (1.3%)

-  8,268  في محافظة معان (1.2%)

- 6,241 في محافظة عجلون   (0.9%)

- 3,811 في محافظة العقبة    (0.6%)

- 1,619 في محافظة الطفيلة  (0.2%)

 

  • واصل برنامج الأغذية العالمي في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر تقديم المساعدة الغذائيّة الشّهريّة لحوالي 460.000 لاجئ من الفئات الضعيفة والمقيمين في المخيّمات والمجتمعات المضيفة وذلك عبر التحويلات النقديّة.[1]

  • أعلنت هولندا عن مساهمة بقيمة 14 مليون يورو (14.8 مليون دولار) تقدّمها للمفوّضيّة السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللّاجئين في الأردن حيث ستدعم تأمين الإحتياجات الأساسيّة لـ31400 عائلة لاجئة.[2]

العراق

صرّحت المفوضيّة السّامية للأمم المتّحدة لشؤون اللّاجئين عن وجود263,087  لاجئ سوريّ مسجّل في العراق حاليًّا.

تتوزّع نسبة النازحين السّوريّين المسجّلين في المفوضيّة حتّى بداية شهر كانون الأوّل/ ديسمبر على النحو التّالي:

-  130,210 في أربيل (49.5%)

-  83,255 في دهوك    (31.6%)

-  34,058 في السليمانيّة    (12.9%)

-  2,310 في الأنبار   (0.9%)

-  13,254 في مناطق أخرى  [1](5%)

 

  • قدّم برنامج الأغذية العالمي في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر مساعدات نقديّة وغذائيّة إلى 127.292 نازح داخليًّا و33.133 لاجئ.

  • بدأ برنامج الأغذية العالمي في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر سلسلة أنشطة لمناسبة الـ16 يومًا من الحملة للحدّ من العنف القائم على النوع الإجتماعي واليوم الدولي للقضاء على العنف ضدّ المرأة. تمّ تنفيذ أنشطة عدّة بما فيها القيام بجهود إضافيّة في المخيّمات من أجل توعية الناس بحقوق الإنسان والمرأة والتشديد على الدعوة لمنع العنف القائم على النوع الإجتماعي.[2]

لبنان

[خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، لم يتمّ تحديث الإحصاءات من قبل المفوضيّة السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللّاجئين]

بلغ عدد اللّاجئين السّوريّين المسجّلين في لبنان منذ بداية شهر تشرين الأوّل/ أكتوبر 825,081 لاجئ.

يتوزّع اللّاجئون في لبنان على النحو التّالي:

- 324,141 في البقاع (39.3%)

- 227,875 في شمال لبنان (27.6%)

- 182,979 في بيروت (22.2%)

-  90,086 في جنوب لبنان (10.9%)[1]

 

  • بحسب بيان مشترك صادر عن المفوضيّة السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللّاجئين وبرنامج الأغذية العالمي ومنظّمة الأمم المتّحدة للطفولة (اليونيسف)، فإنّ 90% من اللّاجئين السّوريّين في لبنان يحتاجون إلى مساعدات إنسانيّة كي يبقوا على قيد الحياة خلال مواجهتهم لأسوأ أزمة اقتصاديّة تشهدها البلاد منذ عقود.[2]

  • خصّص الاتّحاد الأوروبي مساعدة نقديّة بقيمة 243 مليون دولار بهدف تأمين خدمات الحماية الإجتماعيّة والتعليم والصحّة وتوفير المياه للّاجئين السّوريّين.[3]

  • ساعد برنامج الأغذية العالمي في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر حوالي 1.8 مستفيد من خلال تقديم مساعدات نقديّة تصل قيمتها إلى 23 مليون دولار أميركي إضافة إلى توزيع حصص غذائيّة. وبلغ عدد الأشخاص الّذين تمّت مساعدتهم 690 ألف لبنانيّ و1086 ألف لاجئ سوريّ و5000 لاجئ من جنسيّات أخرى.[4]

سوريا

  • قدّمت حكومة اليابان مساعدة نقديّة بقيمة 5.1 مليون دولار أميركي إلى اليونيسف بهدف مساعدة الأطفال المعرّضين للخطر وعائلاتهم في حمص وحماة في سوريا، من الحصول على خدمات التعليم والرعاية الصحيّة الأساسيّة وفرصة بناء القدرات.[1]

  • ما زال حوالي 7000 طفل محاصر في مخيّمات غير آمنة وذلك على الرّغم من تطوّر عمليّات الإعادة إلى الوطن بسنبة 60% عام 2022، بحسب منظّمة "إنقاذ الطفولة".[2]

  • أعلن صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا عن استكمال أنشطة المرحلة الرابعة من مشروع دعم الأمن الغذائي "المشروع التكميلي لتعزيز الأمن الغذائي في شمال محافظة حلب - المرحلة الرابعة" بنجاح وإغلاقها رسميًّا. وقد هدف المشروع إلى تعزيز الأمن الغذائي من خلال ضمان الوصول وتحسين جودة الخبز.[3]

  • أعلن صندوق الإئتمان لإعادة إعمار سوريا عن الإنتهاء بنجاح من مشروعه الصحّي: "دعم الخدمات الصحية في ريف حلب الشمالي" حيث كان له تأثير إيجابيّ على الظّروف المعيشيّة للمجتمع المستهدف. يهدف المشروع إلى تحسين جودة الخدمات الصحيّة الأساسيّة المقدّمة في ريف حلب الشمالي، وخفض معدّلات الوفيات والمرضى، إضافة إلى تحسين وزيادة جودة، قدرة وأداء الجهات المنفّذة.[4]

  • أعلن صندوق الإئتمان لإعادة إعمار سوريا عن تلقّي 10 ملايين يورو كمساهمات جديدة من ألمانيا لدعم جهود الصندوق في شمال شرق وشمال غرب سوريا.[5]

قبرص

  • بحسب إحدى التقارير الحديثة، سجّلت هذه السّنة أرقامًا قياسيّة لعدد المهاجرين غير الشّرعيّين الّذين وصلوا إلى قبرص حيث بلغ عددهم الإجمالي حوالي 21000 مهاجر، أي ما يقدّر بزيادة بنسبة 82% مقارنة بالعام الفائت.[1]

  • وفقًا لوزير الداخليّة القبرصي نيكوس نوريس، عملت قبرص على إعادة حوالي 7000 مهاجر خلال عام 2022 بحيث تُعتبر نموذجًا داخل الاتّحاد الأوروبي للقيام بمثل تلك المهام.[2]

دائرة التواصل والعلاقات العامة في مجلس كنائس الشرق الأوسط


[1] In Cyprus, Dec. 17, 2022, https://in-cyprus.philenews.com/news/local/record-21000-irregular-migrants-came-to-cyprus-this-year-7500-were-returned/

[2] Cyprus Mail, December 1, 2022,  https://cyprus-mail.com/2022/12/01/cyprus-has-repatriated-nearly-7000-migrants-in-2022/

[1] OCHA, Dec 19, 2022, https://reliefweb.int/report/egypt/wfp-egypt-country-brief-november-2022

[2] OCHA, Dec 20, 2022, https://reliefweb.int/report/jordan/wfp-jordan-country-brief-november-2022

[3] Arab News, Dec 21, 2022, https://www.arabnews.com/node/2215006/middle-east

[4] https://data2.unhcr.org/en/situations/syria/location/5

[5] OCHA, Dec. 19, 2022, https://reliefweb.int/report/iraq/wfp-iraq-country-brief-november-2022

[6] https://data2.unhcr.org/en/situations/syria/location/71

[7] Middle East Monitor, Dec. 17, 2022, https://www.middleeastmonitor.com/20221217-lebanon-90-of-syria-refugees-need-humanitarian-aid-to-survive/

[8]Arabian Business, Dec 15, 2022, https://www.arabianbusiness.com/politics-economics/lebanon-refugees-sent-243mn-from-eu-for-water-education-health

[9] OCHA, Dec 20, 2022, https://reliefweb.int/report/lebanon/wfp-lebanon-country-brief-november-2022

[10] OCHA, Dec 19, 2022, https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/japan-contributes-us51-million-enhance-access-essential-social-services-syria

[11]OCHA, Dec. 21, 2022,  https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/north-east-syria-almost-7000-children-still-trapped-unsafe-camps-despite-60-increase-repatriations-2022-says-save-children

[12] OCHA, Dec 19, 2022, https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/srtfs-food-security-project-phase-four-successfully-completes-its-life-cycle

[13] OCHA, Dec 18, 2022, https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/srtf-successfully-concludes-health-project-northern-aleppo-countryside

[14] OCHA, Dec. 15, 2022, https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/germany-contributes-additional-eur-10-million-srtf-efforts-northeast-and-northwest-syria

[15] In Cyprus, Dec. 17, 2022, https://in-cyprus.philenews.com/news/local/record-21000-irregular-migrants-came-to-cyprus-this-year-7500-were-returned/

[16]Cyprus Mail, December 1, 2022,  https://cyprus-mail.com/2022/12/01/cyprus-has-repatriated-nearly-7000-migrants-in-2022/

Previous
Previous

مجلس كنائس الشرق الأوسط يسهم في بثّ بهجة عيد الميلاد

Next
Next

متحدون في الصلاة