دائرة الدياكونيا، مكتب بيروت
نتكاتف وندعم الأكثر ضعفًا
عائلات مشرّدة، شعوب فقيرة، لاجئون مقتلعون من جذورهم... والضغوط اليوميّة في ارتفاع مستمرّ. لذا تأتي برامج مجلس كنائس الشرق الأوسط عبر دائرة الخدمة والإغاثة – دياكونيا، لتقوم بدور أساس في الحفاظ على حقوق الإنسان وصون كرامته واحتضانه. وذلك انطلاقًا من صلب إيماننا المسيحيّ، فالسيّد المسيح كان أوّل من أطلق الخدمة الإنسانيّة من خلال شفائه للأمراض الجسديّة والنفسيّة، داعيًا كلّ مؤمن إلى خدمة أخيه الإنسان.
في لبنان، الظّروف المعيشيّة ليست أحسن حالًا من سائر دول المنطقة. لذا تزداد جهود بناء السّلام على مختلف الصّعد لا سيّما في العمل الإنسانيّ من أجل تأمين الإستقرار والتماسك الإجتماعيين. من هنا، تنفّذ دائرة الدياكونيا، مكتب بيروت، برامجًا مختلفة تزرع عبرها الرجاء في قلوب هشّة مشلّعة جرّاء الضغوط اللّامنتاهية.
دعم نفسيّ واجتماعيّ للسيّدات
من بين هذه البرامج، تنظّم دائرة الدياكونيا في بيروت جلسات دعم نفسيّ واجتماعيّ على مدار السّنة تهدف إلى التخفيف من هموم الفئات الأكثر ضعفًا وبناء قدراتها وتمكينها. وبذلك تؤكّد لكلّ إنسان أنّه ركن أساس في المجتمع وفي مسيرة بناء السّلام المنتظر والمرجوّ.
في شهر آب/ أغسطس 2022، تابعت الدائرة جلسات الدعم النفسيّ والإجتماعيّ، حيث خصّصت جلسات للسيّدات والأطفال والمراهقين، بالشّراكة والتعاون مع المنظّمة الدوليّة الإنسانيّة Norwegian Church Aid – NCA، نُفّذت في مستوصف السيّدة العذراء في منطقة السبتيّة - لبنان، التابع لمجلس كنائس الشرق الأوسط.
لذا، شاركت 48 سيّدة ضمن 8 مجموعات في 5 جلسات دعم نفسيّ واجتماعيّ. تعاني السيّدات من مشاكل نفسيّة مختلفة تزداد شدّة بسبب الشّعور بالوحدة والعنف القائم على النوع الإجتماعيّ والعزلة عن الآخرين أو حتّى جرّاء صدمات كانت قد تعرّضن لها سابقًا.
هدفت هذه الجلسات إلى تنمية مهارات المشاركات حيث تعلّمن التركيز على كلّ الطاقات الإيجابيّة وتحويل مشاعرهنّ السّلبيّة إلى أنشطة مثمرة، وبالتّالي ساعدتهنّ على التأقلم مع بيئتهنّ ومجتمعاتهنّ. ساهمت الجلسات في تلبية احتياجات الصحّة النفسيّة عبر مستويين من التدخّل، أكان ضمن مجموعات كبيرة من خلال تمارين عدّة أو في جلسات إضافيّة ضمن مجموعات أصغر للّواتي تحتجن إلى دعم أدقّ.
مرافقة الأطفال والمراهقين
من جهّة أخرى وفي شهر آب/ أغسطس الفائت أيضًا، شارك 18 طفلًا ضمن 3 مجموعات في 4 جلسات دعم نفسيّ واجتماعيّ حيث ساهمت في تمكينهم وتعزيز احتياجاتهم الترفيهيّة. شكّلت الأنشطة الترفيهيّة والألعاب الّتي تخلّلتها الجلسات، فرصة لتطوير قدراتهم ومعرفتهم في مواجهة التحدّيات العاطفيّة والإجتماعيّة والعمليّة الّتي قد يواجهونها يوميًّا. كما تعلّم الأطفال التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل، والسُبل المناسبة للتفاعل مع أهلهم وأفراد عائلاتهم للحدّ من أي مشكلة قد تطرأ جرّاء الضغوط اليوميّة.
إلى ذلك، شارك 12 مراهقًا ضمن مجموعتين في 4 جلسات دعم نفسيّ واجتماعيّ. يعاني هؤلاء المراهقين من تحدّيات عدّة عقب عمليّة نزوحهم من مناطقهم الأصليّة وبسبب تعرّضهم للعزلة الإجتماعيّة وحتّى التأخّر في التعليم... ما جعلهم يواجهون دوّامة من اليأس والإكتئاب، وصعوبات في التواصل مع أهلهم خصوصًا في هذه المرحلة الدقيقة من حياتهم.
في السياق، أعربت أمّهات المشاركين، خصوصًا وأنّهنّ تقدّمن الرعاية الأساسيّة لأولادهنّ، عن ضرورة تنفيذ جلسات دعم نفسيّ واجتماعيّ للمراهقين كي يتمكّنوا من المشاركة في نقاشات ومواضيع توعية ضمن مساحة آمنة وسليمة. لذا تمحورت المواضيع حول كيفيّة التعامل مع المشاعر والأفكار السّيّئة، والتوعية حول العنف القائم على النوع الإجتماعيّ... علمًا أنّ بعض المسائل طُرحت بشكل متطوّر عبر أجهزة إلكترونيّة وتطبيق بعنوان "يد المساعدة" أو Helping Hand.