برنامج الشفاء من الصّدمات والمشورة الروحيّة في عمّان

مجلس كنائس الشرق الأوسط يرافق مجموعة من الكهنة والقساوسة والعلمانيّين روحيًّا ونفسيًّا

عقب توقّف قسريّ جرّاء تفشّي جائحة كورونا، عاودت دائرة الشؤون اللّاهوتيّة والعلاقات المسكونيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط برنامج الشفاء من الصّدمات والمشورة الروحيّة، حيث نفّذت دورة جديدة في عمّان تحت عنوان "تعالَوا أنتُم وَحدَكُم إلى مكانٍ مُقفِرٍ واستَريحوا قليلًا" (مرقس ٦: ٣١). خُصّصت هذه الدورة لمجموعة من 16 مشاركًا، ضمّت كهنة وقساوسة من مختلف الكنائس، وعلمانيّين يعملون في قطاعات رعائيّة أو خدمات إجتماعيّة  مختلفة، توافدوا من عمّان ومناطق أخرى من المملكة، وأيضًا من الضفّة الغربيّة في فلسطين ومن الأراضي المقدّسة وقطاع غزّة. امتدّت الجلسات بين 19 و23 حزيران/ يونيو 2022، وذلك في بيت الزيارة لراهبات الورديّة في عمّان، وكانت من تنظيم منسّقة البرنامج الأخت إيميلي طنّوس.

رافق المشاركين في الدورة فريق من المتخصّصين في الإرشاد الروحيّ وعلم النفس الّذين تولّوا طرح ومناقشة مواضيع يوميّة مختارة. حمل اليوم الأوّل عنوان "لماذا تَضرِبُني؟" (يوحنا ١٨: ٢٣)، وتمحور حول الصّدمة الإنسانيّة والنفسيّة، والشعور بالفراغ جرّاء الظّلم. واتّخذ اليوم الثّاني شعار "إِلٰهي، إِلٰهي، لماذا تَرَكتَني؟" (مرقس ١٥: ٣٤)، وتركّز حول الصّدمة الروحيّة والشّعور بأنّ الله تخلّى عن الإنسان.

"إِغفِرْ لهُم يا أبـي" (لوقا ٢٣: ٣٤)، كان موضوع اليوم الثّالث حيث تمّ التطرّق إلى الشّفاء من الصّدمة الإنسانيّة والنفسيّة والتقدّم نحو المصالحة والمغفرة. أمّا اليوم الأخير فحمل عنوان "أنا هوَ القيامةُ والحياة" (يوحنا ١١: ٢٥)، وخُصّص للبحث في الشّفاء الرّوحي الّذي يقودنا إليه المسيح القائم من بين الأموات، والسّير بروح الحياة المنتصرة على الموت بروح القيامة.

تضمّن البرنامج اليوميّ تمارين رياضيّة صباحيّة، يليها صلاة خاصّة تتناسب مع المواضيع المطروحة، ليشارك بعدها المستفيدون في أحاديث روحيّة ومحاضرات في علم النفس إضافةً إلى جلسات للمناقشة والحوار. أمّا في فترات بعد الظّهر، فشارك الجميع في مشغل حول الكفايات والمهارات اللّينة، يليها لقاءات فرديّة مع المرشد الروحيّ والمرشد النفسيّ، لينتهي كلّ يوم بلقاء تقييميّ وسهرة ترفيهيّة. هذا واجتمع المشاركون في اليوم الثّالث في سهرة عشاء في مطعم في بلدة الفحيص.

أعرب المشاركون في الدورة عن امتنانهم من هذا البرنامج متمنّين من مجلس كنائس الشرق الأوسط تنظيم دورات مماثلة في وقت لاحق. من جهّته، أشار مدير دائرة الشؤون اللّاهوتيّة والعلاقات المسكونيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط الأب د. أنطوان الأحمر إلى أنّ الدورة هذه "نجحت على الرّغم من تنظيمها في وقت قصير. وهذا ما يشجّعنا على متابعة ما تبقّى من البرنامج المقرّر سابقًا وفي أقرب وقت ممكن".

وأضاف "بعد الدورات الّتي نُفّذت في الأعوام الفائتة في كلّ من العراق وسوريا ومصر ولبنان، والآن في الأردن، نقوم حاليًّا بإعداد دورة جديدة في لبنان ودورة أخرى في سوريا مخصّصة للأساقفة وخدّام الرعايا، إضافةً إلى دورة للمدرّبين من المقرّر أن تُنفّذ في لبنان".

Previous
Previous

معًا نتكاتف ونصلّي - عيد مار توما الرسول، شفيع البطريركيّة الكلدانيّة

Next
Next

معًا نتكاتف ونصلّي