أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط لـ"الحياة الجديدة": الغرب يغض نظره عن الأرض المقدسة
د. ميشال عبس: تضييق الاحتلال على المسيحيين والمسلمين مقدمة لأمور مبيتة
المقال التالي نُشر على موقع صحيفة "الحياة الجديدة".
بيروت- الحياة الجديدة- هلا سلامة
من المسجد الأقصى إلى كنيسة القيامة.. تتسامى الأديان في المدينة المقدسة التي جمعت أرضها الرسل والأنبياء.. أما وقد أراد الاحتلال تحويلها إلى ثكنة عسكرية، فكانت إرادة وايمان المؤمنين أقوى من كل القيود التي فرضها على وصولهم إلى مقدساتهم.. جموع المصلين المسيحيين التقوا بخشوعهم حول النور المقدس الذي فاض من كنيسة القيامة، في وقت يواصل المسلمون رباطهم في المسجد الأقصى والتصدي لاقتحامات المستوطنين واعتداءاتهم بالرصاص والقنابل عليهم.
عن التضييق على الحضور المسيحي كما الإسلامي في مدينة القدس المحتلة من قبل الاحتلال الاسرائيلي يستهل أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس كلامه لـ "الحياة الجديدة" بالقول: الأمر الذي لا جدال فيه أن الموجود في فلسطين اليوم هو أطول احتلال في التاريخ البشري الحديث، وهذا احتلال استيطاني وعنفي ولا يأخذ بعين الاعتبار مسنا ولا طفلا ولا عاجزا ولا معوقا ولا مريضا وبالتالي نمط التضييق الذي يتميز به هذا الاحتلال معروفة مقوماته.
وتابع: لا بد أن يكون وراء الأكمة ما وراءها وستبين لنا الأيام ماذا تبيت سلطات الاحتلال، فالتضييق ليس الهدف بحد ذاته إنما وسيلة أو مقدمة أو أمور مبيتة ستظهر فيما بعد وهو نتيجة ما يحصل على مستوى العلاقات بين بعض العالم العربي والكيان الصهيوني على أرض فلسطين.
في الحقيقة أنا لا استغرب هذه الممارسات لأنها جزء من نمط سائد تاريخيا، وليس هناك من يردع ولا من يحاسب، بل على العكس نرى الغرب يغض نظره عن الأرض المقدسة التي يعاني أهلها الأمرين منذ ثلاثة أرباع القرن.
وأضاف: ان التعدي على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة واحتلال أبنيتها وأوقافها وهدم البيوت وقتل الناس عمدا والاعتقالات الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، كل ذلك جزء من مسار الكيان الصهيوني للاستيلاء على فلسطين، وهذا جلي من خلال مراقبة الخرائط وكيف يتقلص المدى الجغرافي الفلسطيني تحت ضغط الاستيطان رغم ازدياد الفلسطينيين عددا.
ولفت الدكتور عبس إلى أن الاحتلال في زمن القيامة عند المسيحيين الشرقيين يريد أن يظهر قدرته على قمع الشعب الفلسطيني فيما هو بالحقيقة يساهم أكثر وأكثر بافساد صورته المتضررة جدا أمام العالم. وقال: "الصهاينة يزرعون حقدا وكراهية سيندم حتى أحفادهم عليها، وقد يدفعون ثمنها. ان مئات السنين لن تكفيهم كي يمحوا ما يفعلونه. هنا أريد ان اسألهم: هل تؤمنون بذلك مصالح شعبكم؟
وأردف: مشروع الكيان الصهيوني يقوم على الحرب الدينية وتهديد المسيحيين والمسلمين حتى اخراجهم من أرضهم وهذا من أسباب التضييق عليهم اليوم في مقدساتهم أيضا، ولكن معنويات شعب فلسطين ما زالت عالية، وهو شعب يعرف حقوقه جيدا، والصلاة هي شكل من أشكال مقاومته وصموده.
الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس، اعتبر أن العالم برمته مسؤول عما يجري على أرض فلسطين قائلا: إن ما يجري لا يصب في مصلحة أي مسار سلام في المنطقة إلا إذا كان المقصود إبقاء المنطقة في حالة حرب والقضاء على بشرها وثرواتها.
ومختتما كلامه لـ "الحياة الجديدة" وجه الدكتور عبس رسالته لبطريرك الروم الأرثوذكس في الأراضي المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس: "قلبنا معك في صمودك مع الشعب الصامد، نحن معكم حتى احقاق الحق على أرض فلسطين ومعكم إلى آخر الطريق".
اشارة إلى ان مجلس كنائس الشرق الأوسط أيد في بيان له أمس الأول موقف بطريركية الروم الأرثوذكس لعدم تقييد احتفالات سبت النور في كنيسة القيامة مشددا على "قدسية حرية المعتقد وحق العبادة والصلاة في مدينة القدس وداعيا إلى توحيد الموقف والالتفاف حول موقف البطريركية المبدئي والمحق.
ولفت المجلس في بيان إلى أن "البطريركية وجهت رسالة إلى شرطة الاحتلال ترفض فيها أي قيود على أعداد المحتفلين بيوم سبت النور داخل كنيسة القيامة، أو ساحتها أو محيطها، أو سطحها، أو المداخل المؤدية لها".
وسأل: "إذا كان التذرع بالسلامة العامة سببا لتخفيض عدد المصلين داخل كنيسة القيامة، فلماذا هناك قيود على التواجد في ساحتها أو سطحها أو الأحياء المجاورة لها وحتى مداخل البلدة القديمة، بخاصة من ناحية باب جديد وباب الخليل، المدخلين الرئيسيين لكنيسة القيامة والحي المسيحي؟"، سؤال يستوجب الرد عليه من قبل سلطة الاحتلال بالمبادرة إلى إلغاء كل القيود والإجراءات الجائرة". حسبما جاء في البيان.