مجلس كنائس الشرق الأوسط ينعي رئيس أساقفة قبرص خريسوستوموس الثاني
بعميق الحزن والرجاء تلقّى مجلس كنائس الشرق الأوسط خبر انتقال صاحب الغبطة الجليل البطريرك خريسوستوموس الثاني، رئيس أساقفة يوستنيانا وسائر قبرص للكنيسة الأرثوذكسيّة في قبرص إلى الأخدار السّماويّة، بعد أن رقد على رجاء القيامة والحياة عن عمر ناهز 81 عامًا، يوم الاثنين 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، عقب صراع طويل مع المرض واجهه بشجاعة المسيحي وإيمان المكرّس الشاهد على عمق محبة الإله ربنا يسوع المسيح.
مع غياب غبطته يفتقد مجلس كنائس الشرق الأوسط قائدًا كنسيًّا كان له معه محطّات واشراقات مسكونيّة سُجّلت في تاريخ الحركة المسكونيّة في الشرق الأوسط، لا سيّما مع استضافته الكريمة للجمعيّة العامة العاشرة للمجلس الّتي انعقدت بين 29 و30 تشرين الثّاني/ نوفمبر 2011 في بافوس، وللعديد من اجتماعات اللّجنة التنفيذيّة للمجلس حيث كان آخرها في 21 و22 كانون الثاني/ يناير 2020 في لارنكا.
إنّ أسرة الأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط وأمينها العام د. ميشال عبس يتقدمون بأحرّ التعازي القلبيّة من كنيسة قبرص وأساقفتها رؤساء الكهنة وعموم كنائس الشرق الأوسط الّتي تخسر شخصيّة قيادية بارزة في كنيسة المسيح.
مع عبوره إلى حضن الآب يترك غبطته إرثًا يفوح بعطر القداسة هو الّذي لطالما جاهد للحفاظ على التقليد التاريخيّ للكنيسة وعلى الرسالة المسيحيّة المتشبثة بالرجاء والسلام والمصالحة على الرغم من كلّ المتغيّرات والتحدّيات، ساعيًا إلى وحدة الكنيسة وازدهارها.
لترقُد نفسُه بسلام الغبطة الأبدية مع الربّ يسوع
المسيح قام،
حقًا قام
غبطة رئيس أساقفة قبرص خريسوستوموس الثاني في سطور
ولد رئيس أساقفة نيا جستنيانا وكلّ قبرص خريسوستوموس الثاني في 10 نيسان/ أبريل 1941 في تالان، بافوس. وعقب تخرّجه من المدرسة الابتدائيّة، قُبل كراهب متدرّب في دير أجيوس نيوفيتوس المقدّس. بعدها انتقل إلى مدرسة بافوس الثانويّة حيث تخرّج منها عام 1963. أمّا في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه فقد رُسم شمّاسًا بوضع يد الأسقف الإقليمي الراحل تريميثونتوس والمطران جورجيوس من نيقيّة. شغل غبطته أيضًا منصب إفور الدير خلال خمسة أعوام.
هذا وقد انتسب غبطته إلى المدرسة اللّاهوتيّة في جامعة أثينا عام 1968 حيث تخرّج منها عام 1972. وفي 19 تشرين الأوّل/ أكتوبر من العام نفسه انتُخب بالإجماع رئيس دير أجيوس نيوفيتوس. كما رسمه رئيس الأساقفة الراحل مكاريوس الثالث شيخًا وأرشمندريتًا. وفي 25 شباط/ فبراير 1978، انتُخب بالتزكية مطرانًا على إبراشيّة بافوس، ليتمّ تكريسه وتنصيبه في اليوم التالي نفسه. من هنا، كرّس نفسه بهدف تنشئة رجال الدين وتطوير ظروفهم إضافةً إلى تنشئة رعيته روحيًّا. لذا قام بإحياء أبرشيّة أرسينوي، وقدّم إلى المجمع المقدّس انتخاب الأرشمندريت السيّد جورجيوس باباخريسوستوموس، الّذي انتخبه أيضًا كأوّل أساقفة أبرشيّة أرسينوي الّتي أُعيد تأسيسها. كما سعى غبطته لزيادة عدد المطارنة والأساقفة الإقليميّين، لتستعيد كنيسة قبرص استقلالها الكامل.
كذلك تولّى رئاسة السينودس المقدّس بعد الحادث الّذي تعرّض له رئيس أساقفة قبرص الراحل خريسوستوموس الأوّل، حيث عمل كي تتمكّن الكنيسة من مواجهة قبول خطّة عنان. كما مثّل كنيسة قبرص مرّات عدّة في حوارات أرثوذكسيّة ومسيحيّة وفي المؤتمرات الكنسيّة وتنصيب رؤساء سائر الكنائس... وفي 5 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2006، انتُخب رئيسًا لأساقفة قبرص وتوّلى السدة الأسقفية يوم الأحد 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006.