غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بإعادة تقديس وتكريس كاتدرائيّة مار جرجس التاريخيّة في الباشورة – الخندق الغميق، بيروت، لبنان

في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم السبت 29 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2022، وهو ليلة أحد تقديس البيعة، ترأّس غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الأنطاكي، رتبة إعادة تقديس وتكريس كاتدرائيّة مار جرجس التاريخيّة في الباشورة – الخندق الغميق، بيروت، لبنان. ثمّ احتفل غبطته بالقدّاس الإلهي على المذبح الجديد للكاتدرائيّة الّتي ارتدت حلّةً قشيبةً مستعيدةً بهاء صورتها الأولى وهندستها الأصليّة ورونقها الجميل، معبّرةً بشكلٍ صارخ عن تجذُّر السريان في هذه الأرض الطيّبة، وعن رجائهم بقيامة الوطن وبمستقبل مُشرق للحضور المسيحي في بلاد الأرز وأرض الشرق المباركة.

دخل غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بزيّاح حبري مهيب إلى الكاتدرائيّة، يتقدّمه الأساقفة والكهنة والشمامسة. ثمّ ترأّس غبطته رتبة إعادة تقديس وتكريس الكاتدرائيّة، يعاونه فيها أصحاب السيادة: مار برنابا يوسف حبش مطران أبرشيّة سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركيّة، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشيّة الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدّس، ومار يوحنّا جهاد بطّاح رئيس أساقفة دمشق، ومار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشيّة بيروت البطريركيّة، ومار أثناسيوس فراس دردر النائب البطريركي في البصرة والخليج العربي، ومار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، وبمشاركة وحضور أصحاب سيادة: مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار ربولا أنطوان بيلوني، ومار فلابيانوس يوسف ملكي، وقد نالوا هم الثلاثة السيامة الكهنوتيّة في هذه الكاتدرائيّة عينها عام 1954.

شارك في الرتبة صاحب الغبطة والينافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، وصاحب الغبطة يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، وصاحب السيادة المطران باولو بورجيا السفير البابوي في لبنان، وصاحب النيافة مار خريسوستوموس ميخائيل شمعون ممثّلًا صاحب القداسة مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة في العالم، الغائب بداعي السفر، وصاحب النيافة المطران شاهيه بانوسيان ممثّلًا صاحب القداسة آرام الأول كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير للأرمن الأرثوذكس، والغائب أيضًا بداعي السفر.

كما شارك بدعوة خاصّة من غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان صاحب السيادة غريغور ماريا هانكي مطران أبرشيّة أيخشتيت اللاتينية في ألمانيا، والأبوان جان وكريستوف موسكات القادمان من مالطا.

وكذلك شارك صاحب النيافة مار ثيوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس، وصاحب النيافة مار اقليميس دانيال كورية مطران بيروت للسريان الأرثوذكس، وصاحب السيادة ميشال قصارجي مطران لبنان للكلدان، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والإكليريكيّين من الكنيسة السريانيّة ومن مختلف الكنائس الشقيقة، والدكتور ميشال عبس أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط. وخدم القدّاس طلّاب إكليريكيّة سيّدة النجاة البطريركيّة في دير الشرفة، لبنان، وأدّى الترانيم جوق مُجَمَّع من رعايا أبرشيّة بيروت البطريركيّة، وساعدت في التنظيم الحركات الرعويّة الثلاث: مار شربل – بيروت، ومار بهنام وسارة – الفنار، ومار شربل – درعون.

كما حضر معالي الوزير هيكتور حجّار ممثّلًا فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ودولة رئيس الحكومة الأستاذ نجيب ميقاتي، وسعادة النائب جان تالوزيان ممثّلًا دولة رئيس مجلس النوّاب الأستاذ نبيه برّي، وسعادة النائب ملحم خلف، سعادة القاضي مروان عبّود، محافظ بيروت، وممثّلون عن رؤساء الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة، ورؤساء أحزاب ونقابات، وفعاليّات سياسيّة واجتماعيّة وحزبيّة وبلديّة ونقابيّة، وشركة زين الّتي كانت المساعد الأوّل للبطريركيّة في إنجاز عمليّة ترميم الكاتدرائيّة، ممثَّلَةً بمديرها العام الأستاذ محمّد رباح، ومهندس مشروع ترميم الكاتدرائيّة الأستاذ إيلي ربعمد.

وحضرت هذه المناسبة جماهير غفيرة من المؤمنين الّذين احتشدوا داخل الكاتدرائيّة وفي باحتها والساحات المحيطة بها، معبّرين عن فرحهم وسرورهم بهذا الحفل الروحي التاريخي، وفي مقدّمتهم أعضاء المحكمة الروحيّة السريانيّة، والمجلس الإستشاري البطريركي، واللّجنة الإقتصاديّة، والجمعيّة الخيريّة، والهيئات الإدارية والتعليميّة في مدرستي ليسيه المتحف ودير الشرفة، وأعضاء المجالس الرعويّة والأخويّات، والمؤمنون والمؤمنات من مختلف رعايا أبرشيّة بيروت البطريركيّة: سيّدة البشارة – بيروت، مار بهنام وسارة – الفنار، مار أنطونيوس وعذراء فاتيما – كسروان، القدّيسة تريزيا ومار أفرام – زحلة، مار يوسف – طرابلس، وإرساليّة العائلة المقدّسة للإخوة النازحين العراقيّين.

هذا وغطّت وسائل الإعلام المرئيّة والمكتوبة والمسموعة ومواقع التواصل الإجتماعي هذا الحدث التاريخي ونقلَتْه إلى مختلف أنحاء العالم.

تلا غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الصلوات الخاصّة برتبة تقديس وتكريس الكنيسة بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، وخلالها قام غبطته بمسح المذبح المقدّس بالميرون، وكذلك الواجهة الخلفيّة للمذبح، يعاونه أصحاب السيادة المطارنة. ثمّ كلّف غبطته المطارنة ليقوموا بمسح جهات الكاتدرائيّة وأبوابها بالميرون المقدّس، وسط جوٍّ من الخشوع والفرح الروحي العابق بأريج التاريخ الكنسي المجيد الّذي تزخر به هذه الكاتدرائيّة، مع التصفيق والتهليل والزغاريد.

وبعد أن قام غبطته بإكساء المذبح الرئيسي الكبير بالحلّة الكنسية البهيّة، احتفل غبطته بالقدّاس الإلهي، يعاونه المطارنة.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان موعظة روحية بليغة بعنوان "فرحتُ بالقائلين لي: إلى بيت الرب ننطلق"، استهلّها بكلمة بالسريانية عبّر فيها عن "الفرح الكبير بإقامة هذا الاحتفال الكنسي في هذا اليوم المبارك، ضارعاً إلى الرب يسوع أن تكون هذه الكاتدرائية منارةً تضيء طريق المؤمنين، وينبوعاً يفيض بالرجاء الصالح، وتعزيزاً للشهادة للإيمان الذي حفظه آباؤنا في هذه الأرض المباركة في الشرق".

ونوّه غبطته إلى أنّنا "نجتمع في هذا المساء المبارك، ليلة أحد تقديس البيعة في طقسنا السرياني الأنطاكي، كي نحتفل بتقديس وتكريس كاتدرائية مار جرجس، التي يحقّ لنا أن ندعوها "أيقونة" لحضورنا في هذا الحيّ من وسط بيروت. بالرغم من دوّامة البؤس والقلق والخوف، التي يعرفها لبنان منذ سنوات، حيث انتُهِكت حقوق المواطنين النزيهين، وأضحى بلدنا أضحوكةً بين الشعوب، يرثيه الأصدقاء ويتباكون عليه، ونراهم يفقدون الأمل ببقاء لبنان الحضارة والرسالة والجمال، وتعالياً على لا مسؤولية مَن سبّب الأزمات السياسية والاقتصادية الخانقة التي حلّت بلبناننا الحبيب، جئنا نجدّد فعل الرجاء بقيامة هذه الكاتدرائية من الرماد وغبار النسيان، لأنّ ملاقاة الرب في هيكل قدسه تملأ قلوب المؤمنين بالفرح والسلام".

ولفت غبطته إلى أنّ "بيت الرب هنا، فُجِعَ بالدمار الآثم، بسبب الفتنة المشؤومة التي حلّت بلبنان في سبعينيات القرن الماضي. وظلَّ مهمَلاً لأربعين سنةً خلتْ... ومنذ تسلُّمِنا الخدمة البطريركية، كنّا نتوق إلى ترميمه، كي تعود الكاتدرائية على اسم شفيع بيروت، مار جرجس، إلى سابق عهدها من هندسة جميلة وحضور روحي، في الشارع الذي كان يُسمَّى شارع سوريا في الخندق الغميق"، لافتًا إلى أنّنا "اعتبرنا هذا الترميم أمانةً في أعناقنا، لنقيم ذكرى العديد من الأساقفة والكهنة وآلاف المؤمنين على اختلاف طوائفهم، والذين كانوا يقصدون بيت الله هذا، ليصلّوا وينشدوا الفرح والسلام بين حناياه. كما أنّنا أردناه إحياءً لرمزٍ فريدٍ، هو العيش المشترك بمصداقية، وقد برع به سكّان هذا الحيّ المنكوب طوال عقودٍ من الزمن. كما أنّه علامة رجاءٍ لبيروت المستقبل، وللبنان المزدهر والذي سيقوم من هذه الوهدة السحيقة التي أوقعه فيها أولئك المسؤولون الذين لم يكونوا على قدر الأمانة والثقة التي منحهم إيّاها اللبنانيون، لا بل علامة رجاء للحضور المسيحي في الشرق بأسره".

وذكّر غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان أنّ "هذه الكاتدرائية بُنِيَت على اسم مار جرجس، شفيع بيروت، في السبعينيات من القرن التاسع عشر، أي في عهد المتصرّفية الذي منح فسحةً من التسامح والأمل لمكوّناتٍ وطنيةٍ تميّزت بالجِدّ والأمانة للبنان، ساحلاً وجبلاً وسهلاً. بَنَتْها عائلاتٌ عُرِفت بتقواها وسخائها، كعائلة آل طرازي التي كانت تستضيف في منزلها الأساقفة والكهنة القادمين للخدمة الروحية والرعوية دون مقرّ لهم في بيروت. وفي مقدّمتهم الفيكونت فيليب دي طرازي، العلّامة والمؤسّس لدار المكتبة الوطنية اللبنانية"، منوّهاً إلى أنّ "هذه الكاتدرائية التي كانت تستقبل وتجمع المؤمنين للصلاة، وتحيا الشهادة الحقّة للألفة بين الجميع، اشتهرت أيضاً باستقبالها رؤساء لبنان في عهدٍ قلّ فيه التمييز بين أكثرية وأقلّيات، إذ كان رئيس البلاد يزورها ويحضر احتفالاتها شخصياً، ولا سيّما قداس ثاني يوم العيد، وكذلك المفوَّض السامي ثمّ السفير الفرنسي في قداس دوري يُقام على نيّة فرنسا".

وأشار غبطته إلى أنّ "هذه الكاتدرائية بُنِيَت على يد المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس جرجس شلحت، وأحاطها بالتكريم خلفاؤه البطاركة العظام، أمثال: العلّامة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني رحماني، ومعترف الإيمان البطريرك مار اغناطيوس جبرائيل الأول تبّوني، والذي فيها سام ثمانية كهنة جدداً في تشرين الأول من عام 1954".

وأكّد غبطته على أنّ "الحقيقة التي سمعناها من نصّ الإنجيل المقدس بحسب القديس متّى، الذي نتلوه في أحد تقديس البيعة وفي كلّ رتبة تقديس كنيسة جديدة، "أنت هو المسيح ابن الله الحيّ" (متّى 16: 16)، هذه الحقيقة أعلنها شمعون أي سمعان بطرس بإلهام من النعمة الإلهية، وبها جاهر بإيمانه بأنّ يسوع هو المسيح المنتظَر الذي عنه تكلّم الأنبياء، وأنّه ابن الله الذي صار إنساناً ليكشف لنا وجه الله. فأطلق يسوع على بطرس "الصخرة" ܟܺܐܦܳܐ، وعلى إيمان بطرس أسّس كنيسته، صخرةً أبدية "لا تقوى عليها أبواب الجحيم" (متّى 16: 18). وكما أنّ الكنيسة مبنيّة على إيمان بطرس والرسل والمؤمنين حتّى اليوم وإلى منتهى الدهر، كذلك نحن مدعوّون لنبني حياتنا، أقوالنا وأعمالنا ومبادراتنا ومواقفنا، على هذا الإيمان بالمسيح وتعليمه وتعليم الكنيسة. فالمؤمن الحقيقي، من أيّ دينٍ كان، يرفع الصلاة إلى اللّه مستلهمًا نوره كي تأتي أعماله وحياته برمّتها تمجيداً لله. فيا ليت المسؤولين في العالم يستلهمون الله، ويعملون من أجل تعزيز المحبّة والسلام والأخوّة".

ووجّه غبطته نداءً: "من هذه الكاتدرائية المتجذّرة في صلب مدينة بيروت، قلب لبنان وعاصمته، نطلق نداء الرجاء الحقيقي النابع من الثقة الكاملة بالرب والاتّكال التامّ عليه تعالى، مردّدين النشيد السرياني المعروف منذ القدم: "ܥܰܠ ܐܰܠܳܗܳܐ ܬܽܘܟ̣ܠܳܢܰܢ" - على الله اتّكالنا، كي ينهض لبنان من كبواته، ويتعالى على الجراح، وينقض التنبّؤات المضلِّلة، مُذكّراً بأسطورة "طائر الفينيق" الذي ينفض الرماد عنه ليحيا من جديد في عرين الأرز!".

وناشد غبطته "أصحابَ السعادة النواب بأن يقوموا فوراً بواجبهم الذي يمليه عليهم الضمير وحسّ المسؤولية والوكالة التي منحهم إيّاها المواطنون، فيبادروا دون إبطاء إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يجمع اللبنانيين، ويكون على قدر تطلّعاتهم، ويقود سفينة الوطن سائراً بها إلى برّ الأمان والسلام، ومعيداً لبنان إلى سابق عهده من التطوّر والازدهار. تعاونه في ذلك حكومة فاعلة ومنتجة تكون على مستوى آمال اللبنانيين التوّاقين إلى الخروج في الأزمات التي يتخبّطون فيها".

وشكر غبطته الذين "أكملوا مشروع الترميم بسخاء ونزاهة، متجاوزين مقولة الصراع بين الأديان، لأنّ المؤمن الصادق به تعالى، يتجاوز الأقوال والنظريات، ليسلك فعلياً طريق المحبّة والسلام والإنفتاح وقبول الآخرين، لا سيّما شركة "زين" التي عمل المسؤولون فيها معنا للوصول إلى هذا الإنجاز الرائع والعظيم".

وختم غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان موعظته مجدِّدًا "رجاءنا كاملًا بالرب يسوع، ونعلن ثقتنا بالمسؤولين النزيهين في خدمتهم لشعبهم، كي يعود لبنان أخضرَ بمواطنيه وأرضه" (تجدون النص الكامل لموعظة غبطته في خبر خاص على هذه الصفحة البطريركية الرسمية).

وقبل انتهاء القداس، ألقى المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، كلمة شكر بعنوان «ܒܪܺܝܟ ܕܰܒܢܳܐ ܠܥܺܕܬܶܗ ܘܰܐܬܩܶܢ ܒܳܗ̇ ܡܰܕܒܚܳܐ» "مباركٌ هو من بنى كنيسته وثبّت فيها مذبحاً"، قال في مستهلّها: "بسرور كبير نهلّل مع المرنّم السرياني معبّرين عن عميق فرحنا بالرب الذي أهّلنا أن نصل إلى هذا اليوم الذي فيه تعود هذه الكاتدرائية صرحاً شامخاً يرتفع وتُقرَع أجراسه لتصدح منه الصلوات والأناشيد التي تسبّح الرب وتعلن على رؤوس الأشهاد عن حضورنا المتجذّر في هذه الأرض الطيّبة وفي هذه المدينة المباركة".

وتقدّمَ بالشكر من غبطة البطريرك، قائلًا: "باسمكم جميعًا نشكر غبطةَ أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، الذي آل على نفسه منذ تسلُّمه خدمته البطريركية أن يعمل جاهداً حتّى يكتمل هذا الإنجاز الرائع جدًّا. أدامه الرب وحفظه خير راعٍ لأخلص رعية، ومتّعه بالصحّة والعافية والعمر المديد"، شاكراً باسم غبطته "من شرّفونا بحضورهم معنا في هذه المناسبة المباركة"، معدّداً إيّاهم جميعاً، بطاركةً وأساقفة وإكليروساً وعلمانيين.

وختم كلمته بالقول: "ألف مبروك، وليبقَ هذا الصرح علامة رجاء وشعلة أمل في أرض وطننا الحبيب وشرقنا".

وقبل البركة الختاميّة، توجّه غبطته إلى فناء الكاتدرائيّة، فأزاح الستار عن اللّوحتين الرخاميتين التذكاريّتين اللّتين وُضِعَتا تخليدًا لهذه المناسبة المباركة، باللغات السريانية والعربية والفرنسية والإنكليزية، وسط الفرح والتصفيق والتهليل.

وفي ختام الرتبة، منح غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بركته الرسوليّة، وخرج من الكاتدرائية بموكب حبري، وسط بهجة روحية عارمة وتصفيق حادّ واستحسان بالغ من الحضور جميعاً لهذا الحدث التاريخي المبارك الذي أعاد بثّ الحياة في هذا المكان المقدس، ليبقى علامة رجاء وشهادة حيّة صارخة للحضور السرياني والمسيحي الأصيل في هذه البقعة المباركة، بل في لبنان والشرق برمّته. فشكرًا للّه على عطيته التي لا يعبَّر عنها.

هذا الخبر نُشر على موقع بطريركيّة السريان الكاثوليك الأنطاكيّة.

Previous
Previous

النصّ الكامل لموعظة غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان في احتفال إعادة تقديس وتكريس كاتدرائيّة مار جرجس التاريخيّة في الباشورة، بيروت

Next
Next

معًا نتكاتف ونصلّي