اللجنة الشرق أوسطيّة لمنتدى آكت آليانس في إجتماعها السنويّ

معالي السيّد ناصر سامي جودة عضو مجلس الأعيان وزير الخارجية السابق: تستمرّ المملكة في تأمين الملاذ الآمن

الأمين العام رودلمار دي فاريا: ندين العقوبات الإقتصاديّة المفروضة على الدول مثل سوريا

عقدت اللّجنة الشرق أوسطيّة لمنتدى آكت آليانس اجتماعها السنويّ الأوّل عقب تفشّي جائحة كورونا، وذلك يوم الأحد 23 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2022، في عمّان. ضمّ الإجتماع 27 مشاركًا من سوريا والأردن ولبنان والعراق وفلسطين ومصر ممثّلي المنظّمات المحليّة والإقليميّة والدوليّة الأعضاء في منظّمة آكت آليانس العالميّة. علمًا أنّ المنظّمة تضمّ أكثر من 144 عضوًا من المنظّمات الإنسانيّة والتنمويّة الإنجيليّة والأرثوذكسيّة في العالم من بينها مجلس كنائس الشرق الأوسط الّذي تولّى دور المنسّق للّجنة الإداريّة لمنتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لهذه السنة.

افتُتحت الجلسة الأولى بتأمّل كتابيّ من الكنيسة الأرثوذكسيّة، ثم تعريف بالمشاركين، ولتستهلّ أعمالها بحديث للسيّد رودلمار بوينو دي فاريا، الأمين العام لمنظّمة آكت آليانس، عبر تطبيق زوم، حيث رحّب بالمشاركين وأكّد على أهميّة إنشاء المنتدى الإقليمي والمنتديات المحليّة الّتي تسهم في تطوير رؤى عمل مشتركة بين كلّ المنظّمات العاملة في المجال الإنسانيّ في المنطقة. وتطرّق إلى دور منظّمة آكت في الدفاع عن حقوق المستضعفين من خلال مختلف برامج المناصرة الّتي تنفّذها. كما أدان فاريا المآسي الإنسانيّة الّتي تحدث في العالم وتداعيات العقوبات الإقتصاديّة المفروضة على الدول الّتي تشهد أزمات متعاقبة، مثل سوريا، ما يؤثّر سلبًا على الأوضاع الإنسانيّة وعلى المتضرّرين مباشرة من تداعيات الحروب وغيرها من الأزمات.

ثمّ تحدّث السيّد بول هاندلي، مدير المكتب الإقليمي لمنسّق شؤون الأمم المتّحدة للأزمة السوريّة والمقيم في الأردن، عن أثر التغيّر المناخي على عمليّة النزوح والهجرة من مناطق كثيرة تتعرّض للجفاف أو التغيير البيئي جرّاء الصّراعات المسلّحة واستخدام موارد المياه كأداة للصّراع. إضافةً إلى التداعيات الناجمة عن هذه الظّروف وانعكاسها على صمود الفئات المتضرّرة الّتي تعتمد في سُبل عيشها على الزراعة. كما شدّد على أنّ الأزمة السوريّة الّتي دخلت عامها الثاني عشر ما زالت تُعتبر اليوم من أكبر الأزمات في العالم لا سيّما وأنّها أدّت بشكل مباشر إلى ازدياد حدّة الفقر المدقع في معظم الفئات العمريّة. من هنا، أشار هاندلي إلى أنّ الأزمة السوريّة أصبحت غائبة اليوم عن الإهتمام الدولي مقارنة بأزمة الحرب الأوكرانيّة الروسيّة.

بعدها قدّمت السيّدة وفا غسوس، عضو اللّجنة التنفيذيّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط ومديرة مكتب الأردن، معالي السيّد ناصر سامي جودة عضو مجلس الأعيان وزير الخارجيّة السابق، ورحّبت به محاضرًا أساس في اللّقاء. بدوره، تحدّث جودة عن تداعيات الأزمات الإقتصاديّة والسياسيّة في العالم على منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنّ الأزمات الّتي يعاني منها الشرق لا يمكنها أن تُعالج بمعزل عن الأزمات الدوليّة. وأضاف أنّ العالم أصبح قرى صغيرة تتفاعل في ما بينها وتتأثّر بما يجري حولها خصوصًا في عالم الإتّصالات الرقميّة.

كما تطرّق معاليه إلى دور الأردن في فتح أبوابه لاستقبال اللّاجئين والنازحين إذ يضمّ اليوم في أراضيه أكبر نسبة نازحين مقارنة بعدد السكّان. وعلى الرغم من ذلك، تستمرّ المملكة في تأمين الملاذ الآمن لجنسيّات عدّة تعيش على ترابها، وذلك في وقت تعاني فيه من نقص في المياه والموارد وسط ازدياد التحدّيات لا سيّما في الخدمات الصحيّة... هذا وأكّد جودة على الدور الرائد الّذي تقوم به المنظّمات الإنسانيّة المسيحيّة وغيرها من الجهات في تخفيف الأعباء على المتضرّرين. أمّا دوليًّا فذكّر معاليه بخطاب جلالة الملك عبد اللّه الثاني الأخير الّذي ألقاه في الأمم المتّحدة حول دور الأردن في الحفاظ على الوجود المسيحي في الأراضي المقدّسة ودور المملكة في الحفاظ على العلاقات المسيحيّة والإسلاميّة.

تناولت الجلسات التالية تعريفًا عن الأنشطة الّتي تقوم بها المنظّمات المشاركة في اللّقاء وذلك في كلّ المناطق الّتي تعمل فيها. وفي الختام، قدّم مجلس كنائس الشرق الأوسط أيقونة السيّدة العذراء كهديّة تذكاريّة لمعاليه.

اختُتمت أعمال اليوم الأوّل بلقاء مسكوني بضيافة وبركة سيادة المطران خريستوفوروس عطاللّه، رئيس أساقفة الأردن للرّوم الأرثوذكس، في دار المطرانيّة، شارك فيه عدد من كهنة الأبرشيّة إلى جانب راعي كنيسة السريان الأرثوذكس وراعي الكنيسة الأرمنيّة الأرثوذكسيّة في الأردن. من جهّته، رحّب سيادته بالمشاركين وقدّم شرحًا عن واقع العيش المشترك في الأردن بين الأطياف المجتمعيّة كافّة برعاية المملكة ووسط الروح المسكونيّة الّتي تجمع الكنائس معًا. وتطرّق أيضًا إلى خدمة الكنيسة اليوم في المجتمع من خلال مختلف المؤسّسات الكنسيّة التربويّة والروحيّة.

بعد اللّقاء، عُرضت لمحة عن اجتماع منتدى الآكت اليانس وكذلك تعريف عن المشاركين والهيئات الّتي ينتمون إليها. وفي الختام، قدّمت المطرانيّة هديّة تذكاريّة عبارة عن موزاييك لشجرة زيتون كعربون محبّة وتقدير لجميع المشاركين.

Previous
Previous

معًا نتكاتف ونصلّي

Next
Next

يوم الأمم المتّحدة - 24 تشرين الأوّل/ أكتوبر