بكركي كانت المقصد

هذه الكلمة متوفّرة أيضًا باللّغتين الإنكليزيّة والإسبانيّة.

Dr. Michel Abs, MECC Secretary General .jpg

د. ميشال أ. عبس

الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط

سنة مضت على انتخابي خادمًا للبيعة برتبة أمين عام.

بسبب تعذر انعقاد الجمعيّة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، تقرّر الإستعاضة عن ذلك باجتماع لقيادات المجلس من أجل إتمام العمليّة الدستورية الملّحة وتفادي الفراغ في قيادة المجلس على المستوى التنفيذي بناء على مطالعة من المرجعيّة القانونية في المجلس.

حضر الرؤساء وحضر أعضاء اللّجنة التنفيذيّة، المفعمين ايمانًا وتوقًا للخدمة المسكونيّة، منهم شخصيًّا ومنهم من اشترك عن بعد. كما حضر جميع العاملين في المجلس.

الجميع حضر إلى بكركي بدعوة كريمة من سيّدها.

كل شيء كان بديع النظام، بالمكان والزمان وآليات العمل، فسارت الأمور بالشكل المرسوم لها، دون هفوات أو خلل، إذ إنّ بكركي والمجلس متمرّسين بالعمل الجاد المنضبط والمنظّم.

تُليت تقارير ودارت مناقشات وأُوردت مطالعات، في جو من الإلفة والتضامن إذ إنّ الهدف واحد ولا جدل أو إلتباس حوله: خدمة الإنسانيّة عبر البيعة. بهذه العبارة أجرؤ على اختصار كلّ المسار الذي عمره الفين للمسيحيّة ونصف قرن للمجلس.

من أجل خدمة الإنسانيّة، على البيعة أن تستمر وأن تُحَصّن لأن المطلوب منها أن تكون أبديّة ما دام الوجود وجود.

هذه المهمّة بحدّ ذاتها هي التحدّيات والأولويّات وخطط العمل والبرامج والمشاريع يترجمها فريق العمل بحسب متطلّبات المرحلة وتوفُّر الموارد علمًا أنّ الثوابت لا تتغيّر.

خلال هذا العام وُضعت دراسات ورُسمَت خطط وأُطلقت مشاريع. خلال هذا العام تغيّرت أمور كثيرة في منطقتنا وتصاعدت الأزمات وازدادت التحدّيات وتعمّقت الإنقسامات. خلال هذا العام غرق مشرقنا الأنطاكي أكثر فأكثر في أتون المماحكات الدوليّة. خلال هذا العام سُلِّم لبنان إلى جلّاديه ودخل مجتمعه مرحلة هي الأخطر في تاريخه الحديث. إنّه خطر وجودي طال الحجر والبشر.

فرّق تسدّ! صحيح ولكن الفعل يضحي متسارعًا إذا اقرنته ب " فقّر تسد!"

ان أبناء البيعة، بيعة المتجسّد المنتصر على الفناء، مدعوون لأن يكونوا خميرة الصلاح، ملح الأرض، في منطقة تفقد تدريجيًّا، ليس فقط مقوِّمات الصمود والتقدُّم، إنما أيضًا مقوِّمات البقاء والإستمرار. منطقة مطوّقة على كل الصعد، السياسيّ منها والإقتصادي والنفسي-الإعلامي.

أن يكون عقد الإجتماع المسكوني منذ عام في بكركي، في أصعب مرحلة من تاريخ المسيحيّة المشرقيّة، أمر يحمل دلالات ومعانٍ ناتجين عن رمزيّة بكركي. أن يكون انتخاب الأمين العام الأنطاكي المستقيم الرأي في بطريركيّة الكنيسة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة، فهذه رسالة تحاكي التاريخ والمستقبل معًا. ومن له أذنان سامعتان فليسمع.

"إمّا أن نكون رزمة متراصّة عصيّة على الكسر، أو أن نُكسر عودًا عودًا. وما نقوله عن المسيحيين ولهم، ينطبق على سائر أبناء الامة".

التاريخ يُخَيرّنا ولن يرحمنا!

Previous
Previous

معًا نتكاتف ونصلّي

Next
Next

اليوم العالميّ لسلامة المرضى – 17 أيلول/ أغسطس