الأمينة العامة د. ثريّا بشعلاني عبر تيلي لوميار ونورسات: في زمن الصّوم ليكن الحَجْر الصحيّ المُلزِم عبور مع يسوع المسيح من الموت إلى الحياة
الأمينة العامّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ثريّا بشعلاني ضيفةً الأب نقولا رياشي في برنامج "ساعة من وقتك" على شاشة تيلي لوميار ونورسات، حيث أضاءت على موقف مجلس كنائس الشرق الأوسط خلال هذه الظروف العسيرة والطّارئة النّاتجة عن تفشّي فيروس كورونا، وأشارت إلى البيان المشترك العالميّ الصادر عن مجلس الكنائس العالمي والأمناء العامين للمنظّمات المسكونيّة العالميّة.
خلال مداخلتها الهاتفيّة، شدّدت د. ثريا بشعلاني على دور الكنائس اليوم في مخاطبة المؤمنين وشرح المعنى الرّوحي المسيحيّ الكنسيّ الحقيقيّ للظروف السّائدة. كما ذكّرت ببيان مجلس كنائس الشرق الأوسط، الصّادر في 19 آذار/ مارس الحالي، والّذي قدّم شرحًا روحيًّا لهذه الظّروف والّذي ربط أزمة فيروس كورونا بزمن الصّوم. وأشارت بشعلاني إلى مشاركة المجلس في كتابة بيان مجلس الكنائس العالميّ والمنظّمات المسكونيّة الإقليميّة والعالميّة الّذي أعطى معنًى روحيًّا لهذا الزمن العصيب. وشدّدت على أهميّة البيان كصوت كنسيّ ينبع من سلطة الكنيسة ويتوجّه إلى المؤمنين بطريقة صادقة وحقيقيّة ومرتكزة على اللّاهوت والكتاب المقدّس. وهنا شدّدت بشعلاني أنّ مجلس كائس الشرق الأوسط يصدر بياناته على مبدأ لاهوتيّ وإنسانيّ أساسيّ، وانطلاقًا من قرارات رؤساء الكنائس.
كما رفضت بشعلاني موقف بعض الكهنة والمجتهدين بتأويل الكلام اللّاهوتي أنّ "نعمة يسوع تحمينا من الفيروس"، وقالت أنّ يسوع المسيح منح الحكمة والعقل للنّاس ليكونوا بجانب الحياة، وأنّ الكنيسة تصرّ أن تكون أمًّا، وعليها أن تقوم بحماية الحياة البشريّة. وشدّدت على المفهوم اللّاهوتي العميق والأساسيّ في الحياة الكنسيّة وأنّ "التزام الحجر المنزليّ هو بإسم يسوع من أجل أن نكون أداة للنّعمة لا للعدوى ولنحافظ على الحياة البشرية". وأكّدت أنّ الأهم هو الخير العام والقيم الأخلاقيّة المتأصّلة بالتقاليد المسيحيّة وعلى الجميع التخلّي عن التّقاليد الّتي تعاكس الإيمان.
وختمت بشعلاني حديثها متوجّهة إلى النّاس طالبة منهم تحويل هذا الوقت إلى زمن نعمة وصلاة وتوبة وعودة إلى الذّات وإلى الاهتمام بالآخر. وتمنّت من المنظّمات والأبرشيّات تحويل قدراتها لخدمة النّاس لأننا "بحاجة للتّعاون بشرِكة لدعم الفقير والمهمّش والمصاب بالمرض وبالتأكيد الصلاة والدعم للطواقم الطبيّة التي تخاطر لمعالجة المصابين والمرضى".