مجلس كنائس الشرق الأوسط في مؤتمر "التعاون المؤثّر" في جنيف
تجربة جديدة للتعرّف على استراتيجيات التمويل والاستثمار للكنائس ومؤسساتها
شارك مجلس كنائس الشرق الأوسط ممثلًا بمدير دائرة الدياكونيّة وبرنامج العمل المسكوني م. سامر لحام في المؤتمر الدولي"التعاون المؤثّر"، الذي انعقد في جنيف/ سويسرا بين 17و 18 كانون الثاني/ يناير الفائت بتنظيم من مجلس الكنائس العالمي وهيئة أغابيه مؤسسة الاستثمار بالإيمان.
جمع اللقاء أكثر من ثمانين مشاركًا بين ممثلين عن الكنائس ومنظّمات إنسانيّة دوليّة وهيئات استثمار خاصة ومنظّمات دوليّة ومستشارين اقتصاديين. كما شاركت بعض المصارف التابعة للكنائس وتحالفات رائدي الأعمال ومستثمرين في مجالات عدّة أهمها المياه والطاقة النظيفة والتعليم والتكنولوجيا والزراعة والحفاظ على البيئة.
جاء هذا اللقاء كمتابعة للقاءات سابقة أطلقتها مؤسسّة أغابيه بهدف ربط وتشبيك المؤسسّات الكنسيّة العاملة في حقل الاستثمار مع المؤسّسات المالية المهتمة بالاستثمار مع المؤسّسات الكنسيّة في مجال البرامج التنمويّة والانسانيّة، وذلك بهدف رفع المستوى المعيشي للمجتمعات الفقيرة وتقديم حلول ناجحة ورائدة.
شارك في جلسات الحوار أربعة وثلاثون متحدثًا من بلدان مختلفة بما فيها ممثل عن البنك الدولي وبنوك الكنائس الإنجيليّة والكاثوليكيّة في المانيا.
تعتبر مشاركة المجلس في هذا اللقاء تجربة نوعيّة جديدة من خلال التعرّف على استراتيجيات التمويل والاستثمار للكنائس ومؤسساتها في المقلب الثاني من العالم بما فيها الكنائس في افريقيا. كم وتعتبر تجارب تلك الكنائس قصص نجاح مهمة يمكن أن تحتذى من خلال فتح آفاق لمشاريع استثمارية جديدة على مستوى كنائس الشرق الأوسط ومؤسساتها، والاستعانة ببعض الهيئات الاستشاريّة الدوليّة للتدريب في هذا المجال.
أمّا القيمة المضافة في هذا اللقاء فكانت التشديد على أخلاقيات الاستثمار وكيف يجب أن يكون مُحقّقا للكرامة الإنسانيّة ذلك أن هنالك مؤسّسة دوليّة خاصة تحمل اسم "أخلاقيات العالم" تقوم بتقديم التدريب على نُظُم القيَم الأخلاقيّة للمؤسّسات الكنسيّة إن كان في برامجها أم سياساتها الاستراتيجيّة.
أيضًأ كان ملاحظًا التشديد على الاستثمار في مجال حماية البيئة ووضع نظم ومعايير لكل المشاريع كي تحافظ على الشروط البيئية حفاظًا على الخليقة وكواجب روحيّ وأخلاقيّ.
ان دور المؤسسات الدينيّة بمرجعياتها كافة في اطلاق مثل هذه المبادرات دفع الكثير من منظمّات الأمم المتحدة بالتعاون مع هذه المؤسسات من أجل إعطاء قيمة مضافة لكل برامجها .
في الجلسة الختاميّة كان للمجلس مداخلة حول التشديد على القيم الأخلاقيّة الكنسيّة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في أي برنامج وليس فقط التشديد على الأداء التقني للاستثمار إن كان محققًا لأهدافه الماليّة ام الاجتماعيّة، فالأخلاق كلمة يمكن أن يتم التعاطي بها بطرق مختلفة وليس بالضرورة أن تكون حسب المفهوم المسيحي للأخلاق. كما تم التنويه الى ضرورة دعوة المجلس للقاءات القادمة وضرورة استفادة الكنائس في الشرق من خبرات الغرب التراكميّة لا سيما وأنها بحاجة ماسّة الى تطوير استثمار أوقافها ومقدراتها بالطريقة الأمثل كي تكون مكتفية اقتصاديًا ومستمرة برسالتها الدياكونيّة.