الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط من المؤتمر العالمي للأخوة الانسانيّة في أبو ظبي: عندما تلتقي الرئاسات الدينيّة تكون البداية لتغيير ذهنيات التعصّب ورفض الآخر
يشارك مجلس كنائس الشرق الأوسط ممثلًا بأمينته العامة د. ثريا بشعلاني، في المؤتمر العالمي للأخوة الانسانيّة الذي يعقد في أبو ظبي تزامنًا مع الزيارة التاريخية لقداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، بابا السلام الى الامارات، ولقاء القمة الروحيّة بينه وبين رئيس مجلس حكماء المسلمين الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيّب، إمام الإعتدال.
بشعلاني سألت في مداخلتها تحت عنوان “الأخوة الانسانية: التحدّيات والفرص”، ما هي أهم المبادرات التي يمكن أن تتقدم بها القيادات الدينية من أجل حلّ النزاعات القائمة على مراجع ومرجعيات دينية أسيء فهمها أو أخطئ تأويلها؟”.
وأضافت “برأينا إن لهذه المبادرة أهمية قصوى، فعندما تلتقي الرئاسات الدينية تكون بداية تغيير الذهنيات، من مثل ذهنية التعصّب ورفض الآخر. مجلسنا يؤمن بالمبادرات الفاعلة كهذه المبادرة العظيمة التي نثمّنها ونشكر الدكتور سلطان الرميثي، أمين عام مجلس حكماء المسلمين على دعوته واهتمامه الدائم بتظهير رسالة مجلس كنائس الشرق الأوسط المسكونيّة.
كما نهنئ دولة الإمارات العربية المتحدة، بشخص سمو الأمير الشيخ خليفة بن زايد آل النهيان، على هذه القمّة الروحية التي تفتح أبواب السماء مشرّعة لهموم عالمنا العربي الذي مزّقته وتمزّقه النزاعات والحروب باسم الأديان منذ عقود”.
وأضافت “إن مجلس كنائس الشرق الأوسط هو منظمة دينيّة إقليميّة تجمع الكنائس المسيحيّة في المنطقة لتصلّي وتفكر وتعمل معًا من أجل الانسان وكرامته وحريته. تأسسّ في العام 1974، ومنذ اللحظة الأولى عَمِل على إرساء أسُس وأواصر الأخوّة وثقافة إحترام الآخر والحوار والعيش معه. وقد ترجمت مبادؤه بمبادرات شتّة لا يزال معظمها قائمًا حتى اليوم، ومن المبادرات التي يجدر التقدم بها بهدف تحصين وتفعيل ثقافة الأخوّة الانسانيّة نذكر مبادرتين، تتمثل الأولى في السهر على التنشئة اللاهوتيّة والدينيّة لطلاب اللاهوت في الشرق الأوسط، والتركيز على تعزيز ثقافة التنوّع في الوحدة والحوار والانفتاح على الآخر بفرادته وميزاته. ويقوم مجلس كنائس الشرق الأوسط بتفعيل هذه التنشئة من خلال رابطة كليّات ومعاهد اللاهوت في الشرق الأوسط ATIME . وإنطلاقًا من هذه الرابطة نعمل للتواصل مع كافة المعاهد الدينية في الشرق الأوسط بهدف تعزيز التنشئة ذاتها، تمامًا كما مبادرة مؤسسة KAIICID”.
أما المبادرة الثانية أضافت بشعلاني، فترتكز على بناء الشراكة مع المؤسسات العالمية والإقليميّة التي تعمل على تعزيز المواطنة الحاضنة للتنوّع وحريّة المعتقد والضمير، وللمجلس شراكات عدّة مع مؤسسة أديان و KAIICID وولتون بارك ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلِمَة ومؤسسة سانت إجيديو”.
وتابعت “أخصّ بالذكر سلسلة اللقاءات مع ويلتون بارك ومنتدى تعزيز السلم ومركز راشد للحوكمَة الثقافية التي انطلقت من هنا من أبو ظبي في نوفمبر الفائت بهدف ترجمة الأخوة الانسانيّة والمواطنة الحاضنة للتنوع “دساتير وقوانين” في المجتمعات العربيّة، والتي ترعى حقّ كل إنسان في المواطنة وحرية المعتقد والضمير”.
وختمت “نرجو أن يُثمر هذا المؤتمر ثمار الروح، فتكون محبة بين الأخوة في هذا الشرق ويكون سلامٌ بين البشر”.