تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا: الأحد الرابع للزمن الفصحي

تجدون في التّالي تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، الأحد الرابع للزمن الفصحي، الأحد 14 نيسان/ أبريل 2024، في الناصرة.

يوحنا 11:10-18

إنّ إنجيل اليوم مأخوذ من الفصل العاشر من إنجيل يوحنا (يوحنا ١١:١٠-١٨)، ما يسمى "انجيل الراعي الصالح".

ليس من قبيل الصدفة أن تدعونا الكنيسة إلى قراءة هذا الفصل في زمن الفصح: في الواقع، فقط من خلال نور الفصح يمكننا أن نقبل هذه الكلمة ونفهم من هو هذا الراعي الصالح الذي يعطي الحياة بوفرة (يوحنا ١٠: ١٠).

يبدأ الفصل بصورة الباب (يوحنا .١: ٢، ٧، ٩): قبل أن يُقدم يسوع نفسه كراعٍ للقطيع، يُقدم نفسه على أنه باب حظيرة الخراف.

لماذا الباب؟ الباب هو ما يُولّد اتصالا وممرًا بين مكانين وواقعين، إذ بدونه سيبقيان معزولين على الرغم من قربهما.

يسوع هو الباب: من خلال حياته الأرضية، وموته، وقيامته، يُعيد فتح طرق الاتصال بين السماء والأرض، بين الآب والانسان.

الفعل "فتح" هو فعل أساسي في تاريخ الخلاص، لدرجة أنه يتزامن، في بعض النواحي، مع الخلاص نفسه. الله يخلص بالفتح: يفتح البحر، يفتح طريق الخلاص في البرية، يفتح طريق العودة من الجلاء، يفتح السماوات لينتهي الجفاف، ويفتح الأرحام لتنعم بالحياة.

في الأحد الماضي، رأينا أن القائم من بين الأموات فتح أذهان التلاميذ ليفهموا الكُتب (لوقا ٢٤: ٤٥).

وليس ذلك فحسب، فمثلما كان التلاميذ في دارٍ أبوابُها مغلقة (يوحنا .٢: ١٩)، كان يسوع في قبرٍ مُغلق. وكما أن القبر لم يبق مغلقًا، بل فتح لكي يقوم يسوع، كذلك يُدعى التلاميذ أيضًا إلى الانفتاح على الحياة: فبقيامة المسيح سنحيا نحن أيضًا حياةً جديدة.

لهذا السبب بالتحديد يسوع هو الراعي الصالح لأنه يفتح الباب ويُخرج خرافه (يوحنا .١: ٣-٤). لا يتركهم محبوسين في عبوديتهم خائفين من الموت، بل يُخرجهم ويُحررهم: يفتح لهم طريق الحياة.

وهكذا قد وصلنا إلى مقطع إنجيل اليوم.

يسوع هو الراعي الصالح، على عكس الأجير (يوحنا ١٠: ١٢).

وراء هاتين الشخصيتين منطقان، ونمطا حياة متعارضان.

الأجير لا يعمل إلا مقابل أجر، عازما على الكسب: المصلحة الذاتية هي دافعه الوحيد، وعندما تفشل المصلحة، تفشل العلاقة أيضًا لأنها ليست علاقة حميمة مبنية على الانتماء: الخراف لا تعرف صوت الغرباء أو صوت الأجير.

لذلك، لا يوفر الأجير الأمن عند مواجهة الخطر، فهو يفضل إنقاذ حياته: يهرب عندما يأتي الذئب لأنه يخاف من الموت.

أمّا يسوع فهو عكس ذلك تمامًا.

إنّه لا يخاف من الموت، لأنه مّر به أولًا، واختبر أن محبة الآب لم تتركه أسيرًا للموت، بل فتحت له طريق الحياة…

هذا التأمّل نُشر على موقع بطريركيّة القدس للّاتين، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

كلمة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في إطلاق البرنامج الزراعي-الإنساني لمنظّمة فرسان مالطه

Next
Next

غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يشارك في اجتماع مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في سوريا، مطرانيّة اللّاذقيّة المارونيّة - طرطوس